Note: English translation is not 100% accurate
صراع داخل الإدارة الأميركية بين جناح الانفتاح الفوري على سورية وجناح «ليس الآن»
الأربعاء
2006/11/1
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1556
تحليل سياسي
واشنطن ـ أحمد عبدالله
وصل وليد جنبلاط الى واشنطن للالتقاء بنائب الرئسي ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، وبغض النظر عن التصريحات الرسمية والأقوال العلنية، فان القضية الاساسية في مباحثات جنبلاط بالعاصمة الاميركية كانت سورية، وليس المحكمة الدولية أو تقرير لارسن أو الحوار اللبناني ـ اللبناني.
ذلك ان جنبلاط حط الرحال في واشنطن خلال لحظة تشهد احتداماً للنقاش ـ وللخلاف ايضا ـ داخل ادارة الرئيس بوش حول ما ينبغي ان تفعله الولايات المتحدة ازاء سورية في المرحلة المقبلة، اي حول السياسة التي يتعين انتهاجها بهذا الصدد، ولا يمكن النظر الى زيارة وليد جنبلاط بمعزل عن ذلك.
فثمة سعي من الجانبين المختلفين في واشنطن للتوصل الى قراءة أدق لانعكاسات أي تبدل في مواقف ادارة الرئيس بوش تجاه دمشق ويستدعي ايضاح ذلك ذكر عدد من الوقائع اللافتة للنظر التي توالت في الآونة الأخيرة.
ابرز هذه الوقائع كان اللقاء غير المعلن الذي تم الشهر الماضي بين وزير الخارجية الاميركية الاسبق جيمس بيكر ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، وأهمية هذه الواقعة لا تكمن في حدوثها، اي في اللقاء ذاته، وانما تكمن في ان بيكر حصل على موافقة الرئيس جورج بوش ـ شخصيا ـ على اجراء اللقاء، فلماذا وافق بوش؟
العامل الرئيسي الذي حمل الرئيس بوش على الموافقة كان هو ما حدث خلال الحرب الأخيرة في لبنان، بالاضافة بطبيعة الحال الى ان جيمس بيكر ـ بوزنه المعروف ـ هو الذي طلب الاذن، ذلك ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت طلب عند اختطاف الجنديين الاسرائيليين في لبنان ان تتدخل واشنطن مع سورية لحل الازمة.
وكانت هذه هي الواقعة الثانية التي اوضحت اهمية دمشق على صعيد اجندتين مختلفتين، الأولى هي الوضع في العراق، وهو ما ناقشه جيمس بيكر مع وليد المعلم، والثانية على صعيد دور حزب الله في لبنان وفي المنطقة المحيطة به.
بعد ذلك جاءت الواقعة الثالثة التي تلخصت في تصريحات ادلى بها رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ريتشارد لوجان ـ وهو من اهم اعضاء الكونغرس واكثرهم تأثيرا واحتراما، ذلك ان السيناتور لوجار دعا خلال حوار تلفزيوني اجري معه بشأن تدهور الأوضاع الفلسطينية، لاسيما في غزة الى فتح حوار بين ادارة الرئيس بوش ودمشق، فضلا عن ذلك فان كثيرين في اسرائيل رأوا ضرورة الاسراع بفتح مثل هذا الحوار.
واجمل احد المقربين من بيكر وهو السفير الاسبق ورئيس معهد جيمس بيكر للسياسات العامة في هيوستن ـ تكساس ادوارد دجيرجيان المشهد بقوله: «في كل التحديات الاساسية التي نواجهها بالشرق الأوسط، الصراع العربي ـ الاسرائيلي والعراق ودور حزب الله وحماس، سنجد ان الامور تزداد تعقيدا بدون تعاون سورية.
ولكن لماذا لا تتعاون واشنطن اذن مع دمشق، ما الذي يحول دون ذلك؟ تعيد الاجابة كرة البحث الى ملعب ادارة الرئيس بوش ذاتها، بقواها وتياراتها المتشابكة، ففي هذه القوى والتيارات يوجد خط متماسك يدعو الى رفض التعاون مع دمشق أو فتح حوار معها، في هذه اللحظة على الاقل.
يتبع...
اقرأ أيضاً