بيروت – عمر حبنجر
تتجه ازمة صلاحيات نائب رئيس الحكومة التي اثارها اللواء عصام ابوجمرة في الاجتماع الاخير لمجلس الوزراء نحو الاحتواء، ويبدو ان ابوجمرة اثار هذه المسألة دون اعلام رئيس الجمهورية مسبقا بالأمر، ولا حتى وضع رئيس تياره العماد ميشال عون في الصورة، وهذا ما يفسر عدم تضامن وزراء التيار والمعارضة عموما معه.
وتقول مصادر الأكثرية ان النقاش دار في مجلس الوزراء حول قانونية وطريقة ادراج الموضوع على جدول اعمال الحكومة وليس حول مبدأ الصلاحيات بحد ذاته.
واشارت المصادر الى دور مرتقب للرئيس سليمان على صعيد معالجة هذه القضية، بالاضافة الى وساطة للوزير ابراهيم شمس الدين.
هذه الاسباب دفعت نائب رئيس الحكومة عصام ابوجمرة الى زيارة السراي ولقاء السنيورة امس.
وذكر تلفزيون «ل.بي.سي» ان اللقاء جاء بمسعى من وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية ابراهيم شمس الدين، مشيرا الى ان هناك تجاوبا كاملا من السنيورة مع مطالب ابوحمرة لكنه يفضل ان يكون كل شيء ضمن الاصول الدستورية.
وكان نائب رئيس الحكومة قال انه سيقاطع فقط جلسات الحكومة في السراي الكبير، وسيحضر الجلسات في قصر بعبدا.
وقال ردا على مقولة ان منصبه شرفي، لا مراكز شرف في الحكومة وان المسألة تنظيمية وتتعلق بحق الطائفة الارثوذكسية بمشاركة فعلية في الحكم، وان هذا ليس موجها ضد الطائفة السنية.
وقال انه تقدم بطلب لوضع مسألة صلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء على جدول اعمال مجلس الوزراء في اواخر اغسطس، بعد موافقة الرئيس سليمان والرئيس السنيورة.
ولكنه منذ اول سبتمبر حتى اليوم لم يستجب الطلب، لذلك عرضت الموضوع في مجلس الوزراء، وقلت ان القرار هنا بيد مجلس الوزراء مجتمعا، وليس بيد رئيس الحكومة الذي هو مجرد منسق، ولا يحق له ان يحجب طلبا تقدم به وزير مدة شهرين ويمتنع عن الاجابة على اسئلة صاحب العلاقة.
وعندما لاحظت اصراره على الرفض تركت الجلسة، وسجلت اعتراضي، فإذا عرض لاحقا نعود واذا لم يعرض لن نعود.
وردا على القول ان الانسحاب من الجلسة كان منسقا مع العماد ميشال عون قال: لو كان هناك تنسيق لكان الوزراء الآخرون من الحلفاء قد انسحبوا ايضا، بصفتي امثل المعارضة في الحكومة.
بدوره وزير الشؤون الاجتماعية د.ماربو عون، وفي رعايته تخريج طلاب «معهد الرسول الاعظم التقني» اعتبر ان الشعب اللبناني امام امتحان عسير في الربيع المقبل.
فاما ان يجدد للطبقة السياسية البالية، التي اوصلت لبنان الى حافة الانهيار واما ينفض عنه الغبار ويقترع لمصلحة التجديد.
وقال ان حال لبنان والمجتمع والادارة فيه يوازي في خطورته التهديد الاسرائيلي الدائم للبنان، ان لم نقل أشد، مصادر في 14 آذار قالت انه كان من المفترض ان يطلع اللواء ابوجمرة الرئيس ميشال سليمان على نيته بطرح موضوع الصلاحيات على جلسة مجلس الوزراء، وهذا الامر من أبسط البديهيات، علما ان الرئيس سليمان كان ابلغ ابوجمرة في احدى الجلسات انه لا شيء مستحيل بالنسبة لمسألة الصلاحيات، لكن طرح هذه المسألة يجب ان يكون ضمن ظروف سياسية معينة، يبدو انها لم تنضج بعد قياسا على ظروف المصالحات التي لم تكتمل بعد، كما ان مسار الحوار مازال في بداياته، برغم التهدئة السياسية التي تحكم البلد منذ اتفاق الدوحة.
وقالت المصادر ان تهديد ابوجمرة بمقاطعة جلسات مجلس الوزراء واستمرار المعارضة في توجيه الانتقاد لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة حول تصريحات بخصوص حرب يوليو وضعا البلد امام ارباك سياسي.
بيد ان وزراء امل وحزب الله التزموا الصمت اثناء طرح موضوع صلاحيات نائب رئيس الوزراء، رغم تأكيد تضامنهم مع فكرة اعطاء صلاحيات لنائب رئيس الحكومة وايجاد مكتب له في السراي الحكومي.
نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وهو ارثوذكسي من خط 14 آذار أيد ان يكون لنظيره نائب رئيس الحكومة بعض الصلاحيات كتلك الموجودة لنائب رئيس مجلس النواب، لكن يتعين طرح هذا الامر بعد الانتخابات النيابية وليس قبلها، مشيرا الى ان حقوق الطائفة تستعمل الآن لغايات انتخابية.
وزير الاعلام طارق متري وهو ارثوذكسي ايضا، قال بدوره ان الاهتمام بصلاحية نائب رئيس الوزراء يتعدى الطائفة الارثوذكسية، وان اقحام هذه الطائفة في خصومات الظرف الحاضر والتي لها دوافع وحسابات لا تفيد البلاد ولا الارثوذكس بأي شيء.
اما على صعيد المصالحة المسيحية – المسيحية التي تلقت ضربة موجعة منذ يومين بعد الاتهامات المتبادلة بين القوات اللبنانية ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فيبدو انها وضعت في الدرج، بانتظار مبادرة جديدة من الرابطة المارونية التي اصيبت بالخيبة.
وقالت النائبة ستريدا جعجع ان سليمان فرنجية لا يملك قرار المصالحات، ودعت الرئيس عمر كرامي الى المحافظة على عراقة بيته.
اما بالنسبة للمصالحة بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري، فقد ذكرت مصادر الاخير انه لا عائق سياسيا يحول دون اجتماعهما، خصوصا بعد زيارة وفد من نواب كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة النائب محمد رعد الى الحريري في قريطم، انما هناك اعتبارات ومحاذير امنية لدى نصرالله يأخذها سعد الحريري بعين الاعتبار.
كما ان للنائب الحريري اعتباراته الامنية ايضا.
الرئيس امين الجميل اعتبر ان المعركة الانتخابية ستمر بهدوء واستقرار مبديا اطمئنانه الى وضع الحزب في مختلف المناطق.
الجميل أطلع ممثل الامم المتحدة مايكل ويليمز على خطة ستضعها الكتائب لحل مزارع شبعا تقضي بالعودة الى اتفاقية الهدنة.
ودعا الجميل الى اتمام المصالحة المسيحية – المسيحية في اسرع وقت ممكن بعيدا عن السجالات الحاصلة، آسفا لأن تكون بعض الاطراف المعنية بالمصالحة تريد الشيء وعكسه، وهي من جهة تطالب بالمصالحة ومن جهة تستعمل تعابير تصعيدية لا تؤمن المناخ المواتي.
وحول صلاحيات نائب رئيس الحكومة دعا الجميل الى حلها ضمن الاطر الدستورية والتغاضي عنها في الوقت الحاضر لمعالجة الاستحقاقات الملحة.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )