واشنطن – أحمد عبدالله
افاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه شبكة «سي ان ان» امس الاول بان المرشح الديموقراطي الى البيت الابيض باراك اوباما يتقدم على خصمه الجمهوري جون ماكين في 4 ولايات صوتت لجورج بوش في 2004.
واضاف هذا الاستطلاع ان اوباما يتقدم على ماكين في نوايا التصويت في نيفادا وكارولاينا الشمالية واوهايو وفرجينيا.
وكانت هذه الولايات التي تساهم بـ 53 صوتا في الهيئة الانتخابية التي تقرر بعد ذلك من هو الرئيس، صوتت لاعادة انتخاب الجمهوري جورج بوش رئيسا للولايات المتحدة في 2004.
ويحتاج المرشح الى 270 من اصوات الناخبين الكبار على الاقل لينتخب رئيسا.
ويتقدم ماكين على اوباما في فرجينيا الغربية، بفارق 7 الى 12 نقطة.
وكان بوش فاز في 2004 في هذه الولاية متقدما بفارق 13 نقطة.
ويتقدم اوباما على ماكين بفارق 5 الى 13 نقطة في نيفادا وبين 4 و7 نقاط في كارولاينا الشمالية واوهايو وبين 7 و12 نقطة في فرجينيا.
واختارت «سي ان ان» ان تجري هذا الاستطلاع بين الناخبين المسجلين فقط في اللوائح الانتخابية وبين الناخبين الذين اكدوا رغبتهم في الذهاب الى مراكز التصويت او الذين صوتوا في السابق.
ولم يشمل الاستطلاع المسجلين الجدد في اللوائح الانتخابية (حوالى 9 ملايين شخص).
وفي هذا النظام الجديد، تظهر اربع نتائج مختلفة في الولاية الواحدة لكن لا تتعارض مع بعضها البعض.
والاختلاف يقتصر على هامش الخطأ.
كما تغيرت ميول الناخبين في ولاية فلوريدا الاميركية التي بدت في السابق مضمونة مع ناخبيها من اصل كوبي ومتقاعديها، للمرشح الجمهوري ماكين غير ان الازمة المالية خلطت الاوراق لصالح اوباما.
فقبل اقل من اسبوعين من الاستحقاق الانتخابي المرتقب في 4 نوفمبر المقبل، بدا التنافس شديدا بين المرشحين.
واشار الموقع الالكتروني المتخصص المستقل «ريل كلير بوليتيكس» الذي يحتسب المعدل الوسطي لاستطلاعات الرأي، الى تقدم اوباما بنقطتين فقط في فلوريدا، بحسب الدراسات التي نشرت بين 11 و20 اكتوبر.
وهذا الوضع مغاير كليا للوضع الذي كان سائدا في مطلع العام عندما كان ماكين يحظى بدعم واسع في هذه الولاية الواقعة في جنوب شرق الولايات المتحدة، فيما كان اوباما في تراجع امام منافسته حينذاك هيلاري كلينتون.
هذا وعلى الصعيد الوطني أظهر أحدث استطلاع للرأي في سلسلة الاستطلاعات التي تجريها «رويترز» و«سي- سبان» و«معهد زغبي» والذي نشرت نتائجه امس أن الفارق بين اوباما ومنافسه قفز إلى 12 نقطة.
وتقدم اوباما على ماكين بواقع 52% إلى 40% بين ناخبين أميركيين محتملين في الاستطلاع الذي اجري عن طريق الهاتف ويبلغ هامش الخطأ فيه 2.9%.وفي استطلاع سابق كان اوباما يتقدم بفارق 10 نقاط.
الى ذلك بدأ مؤيدو الحزب الديموقراطي الإدلاء بأصواتهم في وقت مبكر جدا وبكثافة أكثر من نظرائهم الجمهوريين في الولايات التي تشهد تنافسا حادا في تطور يشكل انقلابا على الوضع الذي كان سائدا في الماضي والذي كان يستفيد منه الجمهوريون.
وأوضحت صحيفة «لوس أنجيليس تايمز» ان هذا الأمر واضح في ولايات أوهايو وأيوا ونيفادا ونيومكسيكو أما في جورجيا فإن السود بدأوا يصوتون بأعداد أكبر مما شهده العام 2004.
أما في ولاية كولورادو فإن عدد الناخبين الذين بدأوا الإدلاء بأصواتهم متساو.
ويقول محللون ان التصويت المبكر والكثيف لا يصب في مصلحة المرشح الجمهوري.
ففي الماضي كانت نسبة التصويت ضئيلة في الانتخابات الرئاسية وهو أمر استفاد منه الجمهوريون أما الآن فالوضع مختلف وهو أمر سيعزز فرص المرشح أوباما للفوز.
ونقلت الصحيفة عن بول غرونك من المركز الإعلامي للتصويت المبكر توقعاته بأن يصوت ثلث الناخبين قبل يوم الانتخاب مقارنة مع 20% في 2004 و15% في 2000.
وواصل المرشحان حملاتهما الانتخابية حيث لوحظ اهتمام اوباما بالاوضاع الدولية وهو ميدان يتهمه فيه خصمه بقلة الدراية.
وقال اوباما، عقب اجتماع عقده مع متخصصين في مجال السياسة الدولية، ان الولايات المتحدة يجب ان تكون في حالة يقظة تحسبا لأي هجوم اثناء فترة انتقال الادارة إلي الرئيس القادم سواء فاز هو او خصمه ماكين.
ومع أقل من اسبوعين على الانتخابات ركز ماكين على الاقتصاد وهي القضية الاولى لغالبية الناخبين وانتقد اوباما بسبب «انحرافه» عن الاولويات الاقتصادية.
ورحب المرشحان كلاهما بإعلان للبيت الابيض بان الولايات المتحدة ستستضيف قمة دولية لمناقشة الاضطرابات المالية العالمية بدءا من 15 نوفمبر.
ورغم ان الاقتصاد هو الذي يحرك الحملة فان اوباما (47 عاما) اخذ بعض الوقت لتفنيد انتقادات ماكين لجو بايدن المرشح الديموقراطي لمنصب نائب الرئيس لتكهنه بأن ادارة اوباما ستواجه تحديا دوليا كبيرا كاختبار خلال الاشهر الستة الاولى من توليها السلطة.
وفي مؤتمر صحافي سلم فيه بأن «جو احيانا ما ينخرط في انفعالات خطابية» حذر اوباما من ان اي شخص يحل محل جورج بوش سيواجه تهديدات واختبارات فيما يجرع جزئيا الى سياسات بوش «السيئة» التي اسفرت عن حربين لم يتم حسمهما و«اقتصاد في تراجع مستمر».
أما المكان الذي كان يقوم فيه المرشحان بحملتهما فيشير الى الكثير بشأن السباق في وقت متأخر من الحملة.
وقبل اسبوعين من يوم الانتخاب كان اوباما في فرجينيا ولديه فرصة لأن يفوز مرشح رئاسي ديموقراطي في هذه الولاية للمرة الاولى منذ عام 1964 كما كان ماكين في نيو هامبشاير وهي ولاية صغيرة لكن يحتاج اليها الجمهوريون مع تضاؤل عدد البدائل التي يمكن الفوز بها.
وقال اوباما ان مكين يحاول اختلاق حجج. واضاف قائلا في مؤتمر صحافي «انهم يحاولون القاء كل ما في استطاعتهم على الحائط ليروا ما سيعلق به وهذه هي اخر نسخهم».
ويسعى ماكين بكل السبل الممكنة لتضييق الفارق بينه وبين اوباما في عدد من الولايات الحاسمة التي لم تحدد اغلبية ناخبيها بعد الى اي جانب سيصوتون.
وواقع الحال ان ماكين يحسن من موقفه ببطء في مينيسوتا وفي بنسلڤانيا. الا ان الوقت المتبقي امامه لم يعد كافيا في اغلب التوقعات لتعديل الموقف بصفة عامة او في تلك الولايات.
ويقول ماكين انه يسمى «العائد من الرماد» اي من يستطيع النهوض بعد ان اعتقد الجميع انه تعثر ولن يقف على قدميه مرة اخرى.
الا انه بدأ يتبع بعض التكتيكات العنيفة بعض الشيء ليس فقط ضد خصمه الديموقراطي ولكن ضد الرئيس جورج بوش ايضا.
فقد قال المرشح الجمهوري لصحيفة «واشنطن تايمز» في عددها الصادر اول من امس ان سياسات الادارة الحالية كانت «فشلا بعد فشل».
وواصل ماكين انعطافه الحاد قائلا «لقد تركنا الاشياء تفلت تماما من عقالها.
الانفاق الحكومي وادارة حرب العراق والتضخم في حجم الحكومة التي بلغت اكبر حجم لها منذ ايام الرئيس روزفلت ووضع 10 تريليونات دولار من الديون فوق كاهل الاجيال القادمة من الاميركيين واستدانة 500 مليار دولار من الصين والفشل الواضح في دعم وتحديث اجهزة الرقابة على المؤسسات والاسواق المالية وهي اجهزة مصممة لسنوات الثلاثينيات وليس للقرن الحادي والعشرين والفشل في معالجة قضية التغير المناخي».