خصص برنامج الغذاء العالمي مبلغا قدره 5.5 ملايين دولار لمواجهة تأثيرات الجفاف على نحو 40 ألف عائلة سورية وتحديدا تأثيراته على نحو 200 ألف مواطن، لتحصل بذلك كل عائلة على نحو 6325 ليرة سورية كمعدل وسطي و1265 ليرة سورية لكل فرد.
وتخصص المساعدة الدولية لحفر الآبار وإعادة تأهيل القديم منها في البادية السورية وإنقاذ بعض أعداد الثروة الحيوانية والزراعات التي تأثرت بموجة الجفاف، وبالتالي فإن المساعدات لن تقدم بشكل نقدي للعائلات إنما ستكون عبر مشاريع محلية تخدم عدة تجمعات سكانية، لكن الأرقام السابقة توضح حصة كل عائلة نظريا من تلك المساعدات التي تبقى قليلة ومحدودة، فضلا عن التأثيرات الخطيرة التي ظهرت على الموارد المائية السطحية والجوفية.
لا تتوقع التقديرات أن يقل حجم المساعدات التي يجب أن توجه للعائلات المتضررة والتي تضم ما يقرب من مليون فرد، عن 1000-2000 دولار للتخفيف من آثار الجفاف، وبالتالي فإن إجمالي المبالغ الطارئة التي يجب أن تخصص لمساعدة 200 ألف عائلة سيكون 200 إلى 400 مليون دولار، فماذا يمكن أن يشكل مبلغا قدره 5.5 ملايين دولار لمواجهة الجفاف؟ ثم إذا كانت هذه المساعدة ستشمل 40 ألف عائلة فما هو مصير نحو 160 ألف عائلة أخرى تقول المصادر الرسمية إنها جزء من العائلات التي تضررت من موجة الجفاف؟ وأدت موجة الجفاف التي شهدتها سورية التي ضربت القطاع الزراعي إلى تراجع كبير في الانتاج، خصوصا انتاج الحبوب.
بحسب ما افادت وكالة الانباء السورية (سانا) وذكرت الوكالة، ان موجة الجفاف «خلفت نتائج سلبية في ميدان الانتاج الزراعي تمثلت في النقص الواضح بانتاج الحبوب الذي وصل الى 53% في انتاج القمح والى 68% في انتاج الشعير وألحق ضررا كبيرا بآلاف الأسر جراء الظروف المناخية السيئة وارتفاع اسعار المواد الغذائية.
وبلغ انتاج القمح الذي يعتبر موردا اساسيا في سورية اقل من مليوني طن عام 2008 مقابل خمسة ملايين طن في الاعوام السابقة، بحسب ارقام رسمية.
وردا على ذلك، وقعت وزارة الزراعة السورية ومنظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (الفاو) «وثيقة مشروع تقضي بان تقدم منظمات الامم المتحدة مساعدة عاجلة للمتضررين من موجة الجفاف وكان اشدها في المناطق الشمالية والشرقية»، وفق المصدر نفسه.
ووجهت الفاو ومنظمات اخرى في الامم المتحدة نداء لجمع عشرين مليون دولار من المساعدات، منها 3.9 ملايين دولار للمزارعين ومربي الماشية. وسبق ان مولت الفاو مشروع مساعدة لخمسة آلاف مزارع سوري تضرروا جراء الجفاف بقيمة نصف مليون دولار، وقدمت مساعدات غذائية بقيمة مليوني دولار، بحسب الوكالة.
وكان مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة اعلن في بداية اكتوبر في جنيڤ ان «سورية تشهد اسوأ موجة جفاف منذ اربعين عاما وتواجه خطر سوء تغذية متصاعدا».
وقالت المتحدثة باسم المكتب اليزابيث بيرز ان «نحو 59 الفا من صغار المزارعين فقدوا غالبية مواشيهم فيما خسر 47 الف مزارع ما بين 50 و60% من قطعانهم».
صفحة شؤون سورية في ملف ( pdf )