بيروت ـ عمر حبنجر
تتجه السياسة في لبنان الى استراحة نسبية اعتبارا من اليوم الأحد، مع التحرك الخارجي المنتظر لكل من الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة.
هذه الاستراحة قد تكون فرصة للبحث الهادئ في حل لمشكلة صلاحيات نائب رئيس الحكومة اللواء عصام أبوجمرة، والاعداد للجولة الثانية لمؤتمر الحوار الوطني في الخامس من نوفمبر المقبل.
ويبدو ان مشكلة الصلاحيات طويت على حل أساسه التعاون بين رئيس الحكومة ونائبه.
ومن ثم سيصار الى اعادة النظر في النظام الداخلي لمجلس الوزراء، حيث هناك ايضا وزراء الدولة الذين بوسعهم الاضطلاع بملفات حيوية عند الضرورة.
نائب رئيس الحكومة عصام ابوجمرة قال في تصريح له امس، انه لا يبحث عن انتصارات، وانه على ثقة بأن أحدا لا يستطيع ان يمس صلاحيات رئيس الحكومة، لكن بالمقابل ليس ثمة من يستطيع منعه من معرفة صلاحياته.
وان رئيس الحكومة اظهر بادرة حسن نية عبر حرصه على ايجاد مخرج مشرف لهذه المسألة.
وعلم ان السنيورة وعد أبوجمرة بتقديم كل ما هو لائق ليكون مقر نائب رئيس الحكومة كما ينبغي ان يكون.
كما تم الاتفاق على تكليف نائب الرئيس ببعض الملفات الى جانب رئاسة اللجان الوزارية، كما كان يحصل في السابق في عهد عصام فارس مثلا.
وقال السنيورة ان أبوجمرة يستطيع ان يؤدي عملا مفيدا، مشيرا الى ان طرح الموضوع على طاولة مجلس الوزراء هو موضع تفكير لديه، مشددا على احترام الدستور وعدم الدخول في اجتهادات أو خلق اعراف جديدة.
وبالعودة الى التحرك الخارجي، واصل امس الرئيس ميشال سليمان تحضيراته لسلسلة رحلات خارجية متتالية، تبدأ بإيطاليا في التاسع والعشرين من الشهر الجاري إلى الحادي والثلاثين منه، يليها زيارة الى القاهرة في الثامن والتاسع من نوفمبر، والى ايران في السادس والعشرين والسابع والعشرين منه، ثم ألمانيا في الثالث والرابع من ديسمبر المقبل.
وقد طرأ على جدول أعمال الرئيس موعد جديد مع الدعوة التي حملها السفير السعودي عبدالعزيز خوجة إلى رئيس الجمهورية للمشاركة في الاجتماع الذي تعقده الأمم المتحدة في 12 و13 نوفمبر المقبل تحت عنوان «الحوار بين الأديان والثقافات».
في المقابل، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة يغادر بيروت اليوم الى الكويت للمشاركة في دورة البابطين الثقافية.
كما يغادر الى الكويت للهدف عينه مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني.
وسيعقد السنيورة لقاءات مع المسؤولين الكويتيين قبل ان ينتقل الى القاهرة ليرأس الجانب اللبناني في اللجنة العليا المصرية ـ اللبنانية.
الرئيس نبيه بري ولدى استقباله وفدا من الحزب التقدمي الاشتراكي أكد على ان المقاومة من دون دولة ليست أمرا مطلوبا وان الدولة من دون حماية شعبها ليست دولة، واشار الى ان اتفاق الطائف تضمن وضمن حق المقاومة ودورها وكذلك جاء اتفاق الطائف صريحا، لجهة العلاقات اللبنانية ـ العربية، واللبنانية ـ السورية.
وعلى خط المصالحات، تعود اللقاءات بين حزب الله والقوى السلفية في الشمال غدا الاثنين على خلفية الوثيقة التي وقعاها معا واثارت ضجة عنيفة أدت الى تجميدها، بانتظار استكمال المشاورات من جهة وتحقيق المصالحة بين حزب الله وتيار المستقبل من جهة اخرى.
مصادر سلفية مطلعة قالت ان لقاء الاثنين لا يعني العودة للعمل بالوثيقة، لكنه يساهم في استئناف اللقاءات من حيث توقفت وربما يكون في وقت قريب احياء للوثيقة بمشاركة أوسع من السابق.
أما على صعيد المصالحة المسيحية فيبدو ان الرابطة المارونية لم تلق سلاحها بعد، على الرغم من تعثر المساعي.
ويقول عضو القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا، ان القوات تصر على المصالحة لكن لا تستعطفها، لافتا الى ان نيات رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ليست صافية ولا تتلاءم مع جو المصالحات.
وفي حديث لمجلة «المسيرة» سأل: اذا أوقف فرنجية هجومه على القوات فمن تريدونه ان يتكلم وماذا سيكون مشروعه السياسي من الآن وحتى الانتخابات المقبلة؟.
وفي المقابل واصل سليمان فرنجية هجومه على القوات اللبنانية، واعتبر ان المصالحة تحتاج الى روح والى نكهة.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )