استأنف المرشح الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الاميركية السيناتور باراك اوباما حملته الانتخابية بعد ان علقها لزيارة جدته المريضة في هاواي.
وقرر اوباما ترك حملته الانتخابية قبل ايام قليلة من موعد الانتخابات التي بقي 9 ايام على موعد اجرائها. ولكن زوجة اوباما ميشال والمرشح الديموقراطي لمنصب نائب الرئيس جوزف بايدن شغلا الساحة حتى يتمكن هو من استئناف جولاته.
وعاد المرشح الديموقراطي الى البناية التي تقيم فيها جدته مادلين دانهام (85 سنة) التي تولت رعايته معظم سنوات طفولته وقام بثاني زيارة اليها منذ ان وصل الى مسقط رأسه مساء الخميس.
وقال اوباما لشبكة اى بي سي «لست متأكدا من انها ستصمد (جدته) حتى يوم الانتخابات». ويطلق اوباما على جدته الاسم التي درج ابناء العائلة على استخدامه وهو «توت».
واضاف: «اننا نبتهل الى الله ونأمل ان تصمد فهي لا تزال متيقظة ولا تزال محتفظة بكل قدراتها وأود ان اكون متأكدا من انني لن اضيع فرصة «البقاء معها قبل ان تتدهور اكثر من ذلك».
وقال أوباما، ردا على سؤال عما إذا كان يخشى من أثر تعليق الحملة على الانتخابات، إن الناخبين سيتفهمون الموقف، مشيرا إلى أن معظم الناس يدركون أن الشخص إذا لم يكن بارا بعائلته فمن غير المتوقع أن يولي اهتماما بالآخرين.
ويقول محللون مستقلون إن هذه الزيارة قد تلعب دورا لصالح أوباما خاصة بين كبار السن في ولايات مهمة مثل فلوريدا.
حملة ميشال وبايدن
اما ميشال اوباما فاكدت في ولاية اوهايو وهي من الولايات الحاسمة في الانتخابات ان زوجها قال لها انه ورث «صلابته» عن جدته.
واضافت «لقد علمته بطريقتها الواثقة والهادئة وبمحبة ومساندة ان بوسعه ان يفعل اي شئ».
وهاجمت ميشال التي تتطلع لأن تكون السيدة الاميركية الاولى في حال فاز زوجها حملة المرشح الجمهورية جون ماكين عازفة على اوتار اصولها العمالية.
وقالت: «ان والدي كان عاملا في البلدية وعمل بنظام الدوريات المتناوبة طوال عمره».
وبدوره سخر بايدن من حديث ماكين عن انه سيكون اداة تغيير، وقال ان المرشح الجمهوري كان مؤيدا للرئيس غير الشعبي جورج بوش الذي صوت مبكرا امس الاول لصالح ماكين.
وقال بايدن في جولة انتخابية في غرب فرجينيا التي تشير استطلاعات الرأي الى ان اوباما ينافس فيها بقوة خلافا لما كان متوقعا: «ان جون ماكين يهاجم الآن موازنة بوش وسياساته الضريبية، ولكن هذا جنون فلقد كانا معا في (رسم) هذه السياسات».
حملة الجمهوريين ضد رئيسهم
الى ذلك قال محللون مراقبون للحملة الانتخابية إن المرشح ماكين ومرافقته على اللائحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس سارة بالين بدآ حملة قوية ضد الرئيس بوش اعتبارا من الأسبوع الجاري.
وفي مقابلة مع شبكة «أن بي سي نيوز» بُثت أمس الاول، قالت بالين حاكمة ولاية ألاسكا إن أي مقارنة بين ماكين والرئيس الأميركي «خارجة عن القاعدة»، مشيرة إلى أن المرشح الجمهوري «يملك ندوبا» تثبت أنه كان يريد أن يفوز بتسمية الحزب الجمهوري.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت نتائج استطلاع للرأي أجرته في الأسبوع الجاري أظهرت أن نسبة التأييد لبوش تدنت إلى 22%. وكان ماكين عدّد في مقابلة مع صحيفة «واشنطن تايمز» الخميس الماضي إخفاقات إدارة الرئيس بوش بما في ذلك ارتفاع الإنفاق الحكومي والفشل في تطوير إستراتيجية مبكرة حول العراق.
وقال ماكين أمس الاول أمام حشد انتخابي في مدينة دنفر بولاية كولورادو «لا يمكننا الإنفاق في السنوات الأربع المقبلة كما أنفقنا خلال السنوات الثماني الماضية على أمل أن نستفيد من الحظ لإحداث التغيير في الداخل والخارج».
وأضاف ماكين «علينا أن نتصرف. نحتاج لوجهة جديدة وعلينا الكفاح من أجلها».
3 ولايات مرجحة
واستأنف اوباما حملته امس في ولايتي نيفادا ومكسيكو الغربيتين قبل ان يتوجه اليوم الى ولاية اخرى حاسمة هي كولورادو. غير ان حملة اوباما اكدت ان الولايات الثلاث ستعطي المرشح الديموقراطي الكثير من الاصوات لكي يفوز بـ 270 صوتا انتخابيا اللازمة لكي يصل الى البيت الابيض، كما شككت الحملة في ان يتمكن ماكين من الحصول على الكثير في بنسلفانيا.
وقال احد منظمي حملة اوباما هو ديڤيد بلوف ان اوباما سيفوز بقوة على ماكين في بنسلفانيا التي يبدو الفوز بها حتميا للجمهوريين بعد تقدم المرشح الديموقراطي في عدة ولايات اساسية.
واكد في مؤتمر صحافي عبر الهاتف مع مجموعة من الصحافين: «لكي يكسب ماكين بأصوات بنسلفانيا فإن عليه ان يفوز بـ 15% على الاقل من اصوات الديموقراطيين و95% من اصوات الجمهوريين و60% من اصوات المستقلين».
ويبحث ماكين في الوقت الراهن عن تغيير مفاجئ في اتجاهات التصويت فيما تشير استطلاعات الرأي الى ان اوباما في وضع جيد في الولايات الحيوية التي ستحدد مصير انتخابات الرابع من نوفمبر.
وقطع اوباما حملته الانتخابية ليعود جدته في وقت اشار فيه استطلاع لنيويورك تايمز وسي بي اس الى تفوق اوباما على ماكين بنسبة 52% الى 39% على المستوى الوطني.
ويتفوق اوباما على المرشح الجمهوري في فلوريدا بنسبة 49 الى 44% وبنسبة 53 الى 40% في ولاية رئيسية هي بنسلفانيا.
وخسر ماكين تأييدا في اوهايو وهي الولاية التي تحسم عادة الانتخابات الرئاسية، حيث يتفوق اوباما بنسبة 50 الى 42% محققا بذلك نقاطا اضافية مقارنة بوضعه مطلع الشهر الجاري. ولم ينتخب اي مرشح رئيسا منذ العام 1960 من دون الفوز بولايتين من الولايات الثلاث فلوريدا وبنسلفانيا واوهايو.
الى ذلك اعلنت شخصيتان من الحزب الجمهوري هما وليام ويلد، حاكم ولاية ماساتشوسيتس السابق، وتشالز فرايد، الممثل السابق للحكومة لدى المحكمة العليا في عهد رونالد ريغان، انضمامها الى المرشح الديموقراطي.