واشنطن - أحمد عبدالله
طبقا لكل استطلاعات الرأي العام فان المرشح الديموقراطي في السباق الرئاسي الاميركي السيناتور باراك اوباما يتقدم بفارق كبير على منافسه الجمهوري جون ماكين.
فهل يعني ذلك ان نتيجة التصويت العام في الرابع من نوفمبر المقبل باتت «تحصيل حاصل» كما يقولون؟
كثيرون في الولايات المتحدة - ممن لهم خبرة حقيقية بالمعارك الانتخابية السابقة - يجيبون بالنفي اذ انهم يرون ان نتيجة التصويت العام لاتزال معلقة حتى الآن على نتيجة التصويت في كل ولاية على حدة وليس على مجموع الاصوات الاجمالية التي سيحصل عليها اي من المرشحين.
وثمة دليل لا يبتعد كثيرا عن الذاكرة على ذلك.
ففي عام 2000 حصل المرشح الديموقراطي آنذاك آل غور على اصوات في المجموع العام يفوق عدد الاصوات التي حصل عليها منافسه جورج بوش. غير ان بوش فاز باغلبية الاصوات في الكلية الانتخابية.
ويرجع ذلك باختصار الى ان كل من يمثلون اي ولاية - بلا استثناء - في الكلية الانتخابية مرغمون على التصويت - جميعا - لصالح المرشح الذي يحصل على اغلبية الاصوات في تلك الولاية ولو بفارق صوت واحد عن منافسه.
ويعني هذا ان اوباما لا يحسن من موقفه اذا أيده 80% من ناخبي ولاية معينة اذ انه سيحصل على اصوات الولاية لو ايده 51% فقط.
من هذه الزاوية فان استطلاعات الرأي العام لا تعبر بأي حال عما يمكن ان يحدث في الكلية الانتخابية.
وحول السؤال المتعلق بفوز اوباما يقول واحد من ابرز الخبراء الاميركيين في الشأن الانتخابي وهو نوام شيبر «اعتقد شخصيا ان اوباما سيفوز ولكن لو طلب مني الرهان على ذلك فلن افعل اذ انني رأيت حالات سابقة خسر فيها مرشحون كانت الاستطلاعات تضعهم في المقدمة بفارق كبير. فضلا عن ذلك فان هناك سيناريوهات عملية يمكن ان تؤدي الى فشل اوباما».
ويضرب شيبر مثلا على ذلك بقوله «ان ماكين حسّن كثيرا من رسالة حملته خلال الاسابيع الاخيرة وفي تقديري فان ذلك اوقف تقدم اوباما. وطبقا لتوقعاتي من قراءة استطلاعات الرأي على مستوى الولايات فقط وليس على المستوى القومي فان ماكين ضيق الفارق الى 1.5% فقط بينه وبين اوبـــاما كمـــتوســـط عام بـــين كل الولايات».
واضاف شيبر «ترك ماكين الجميع يتحدثون عن استطلاعات الرأي العام على المستوى القومي فيما انصرف هو بذكاء المحنكين الى الولايات الحاسمة وحدها فاوقف حملته في الولايات الديموقراطية وركز على عدد محدود من الولايات بسبب قلة امكانياته المالية بالمقارنة مع اوباما.
وقد حسب المرشح الجمهوري الموقف بحيث تستهدف حملته ادنى عدد ممكن كاف للفوز من اعضاء الكلية الانتخابية فيما وزع اوباما جهوده على كل الولايات تحت شعارات الرغبة في الفوز حتى في بعض الولايات الصعبة التي تصوت عادة للجمهوريين».
وتابع الخبير الاميركي الذي يعمل الآن في مجال الابحاث الاكاديمية لاسيما في التاريخ السياسي للولايات المتحدة قائلا «ان نتائج الاستطلاعات على مستوى الولايات لا تظهر الا بعد نحو اسبوع من اجرائها واذا اتفقنا مع اراء من يؤكدون ان حملة ماكين اكتسبت بعض الزخم خلال الاسبوع الاخير فان من يقولون ان اوباما يتقدم في فيرجينيا مثلا بسبع نقاط مئوية يتحدثون عن الصورة قبل اسبوع مضى وليس الآن.
ويعني ذلك ان فيرجينيا قد تكون الآن في حقيقة الامر في معسكر ماكين او على الخط الفاصل بين المعسكرين».
هناك اذن من ينأون بانفسهم عن الجزم باي نتائج محددة في الرابع من نوفمبر رغم كل ما يقال.
ولدى هؤلاء اسباب وجيهة تدعو الى الاعتقاد بان الانتظار ينبغي ان يكون حكمة كل يوم حتى يوم اغلاق صناديق الاقتراع.