بيروت – عمر حبنجر
شكل اللقاء بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والنائب سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل النيابية الحدث السياسي المحلي الابرز في لبنان واستقطب موجات الترحيب من قبل مختلف الفرقاء في الداخل والخارج تبعا لانعكاساته الايجابية على الوضع الحكومي، وعلى طاولة الحوار الوطني التي ستستأنف اعمالها في الخامس من الشهر المقبل.
وكان رئس الجمهورية العماد ميشال سليمان اول مهنئ الطرفين بهذه المصالحة، مشجعا على استمرار المصالحات ومناخات الحوار والتهدئة، فيما رأى الرئيس نبيه بري ان من شأن هذا اللقاء ان يعكس مزيدا من الايجابية والارتياح الداخلي ويعزز المصالحات بين الفرقاء، معتبرا ان الامور تسير في الاتجاه الاكثر ايجابية، وان الربيع السياسي الذي نعيشه مرشح ليترسخ اكثر فاكثر، وصولا الى الربيع الدائم.
نصر الله اوفد عددا من نواب الحزب الى الرئيس نبيه بري حيث وضعوه في اجواء اللقاء، في حين اجرى سعد الحريري اتصالات هاتفية بأركان 14 آذار جميعا، ثم استقبل وفدا من الامانة العامة لـ 14 آذار ووضعه في اجواء اللقاء.
وزير الدول لشؤون التنمية الادارية ابراهيم شمس الدين رحب بلقاء نصر الله – الحريري الذي يزيل التوتر املا ان يكون مقدمة لاستقرار سياسي يمكن الحكومة من العمل لخدمة المواطنين ويعيد الجميع الى الانتظام تحت سقف الدولة والتقيد بأنظمتها وآليات عملها.
وزير الثقافة تمام سلام رأى ان الاجواء العامة التي تتراكم عل مستوى استقرار الوضع في لبنان من خلال الخطوات العملية في تنفيذ اتفاقية الدوحة هو ما ينتظره المواطن ليطمئن الى غده ومستقبل وجوده.
وقال سلام: ان لقاء الحريري – نصر الله يؤكد ضرورة توحيد الكلمة.
النائب محمد قباني وصف اللقاء بين الحريري ونصر الله بالمهم في الشكل والمضمون فهو ينفس الحساسيات المذهبية المؤسفة التي كانت موجودة، وبالنسبة للمضمون فانه يعالج الامور بطرق ديموقراطية ويؤكد على اهمية اتفاق الطائف الذي ارتكز عليه اتفاق الدوحة، والى ذلك فهو أبو الدستور، فضلا عن اهمية الالتزام بالعمل من خلال المؤسسات الدستورية.
غير ان قباني لاحظ ان العلاقة بين تيار المستقبل وحزب الله ليست كل شيء، وهناك اطراف اخرى، ويجب ان تتبعه لقاءات بين بري والحريري، وبين جنبلاط ونصر الله.
لا مضمون سياسيا للقاء
بدوره النائب السابق غطاس خوري القريب من تيار المستقبل، قال ان لقاء الحريري نصر الله هدفه تبريد الاجواء وتنفيس الاحتقان.
وهو حصل بالتنسيق مع 14 آذار.
واضاف: لا يوجد لهذا اللقاء مضمون سياسي او انتخابي، هو فقط لتهدئة الامور وتهدئة الاجواء، ونقل الصراع من الشارع إلى المؤسسات الديموقراطية اللبنانية وأهمها المجلس النيابي ومجلس الوزراء، وصولا الى الانتخابات المقبلة.
وقال: لا يوجد اي خروج على التحالف القائم في 14 آذار، كما اكد الحزب نفسه انه مستمر على تحالفاته في 8 آذار، المطلوب بقاء القوى السياسية في موقعها مع تنظيم الصراع القائم ضمن الاطر الديموقراطية التي يلحظها النظام اللبناني، في اتفاقي الطائف والدوحة، وهو جاء ليؤكد ان الدولة هي الحكم في كل الامور وان اتفاقي الطائف والدوحة، هما سقف الاتفاق السياسي.
دوري شمعون والمصالحة المسيحية
رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون، عرض هذه المستجدات مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وقال بعد اللقاء ان تنفيس الاحتقانات يصب في مصلحة البلد.
وردا على سؤال حول تعثر المصالحة على الساحة المسيحية، قال شمعون: يجب أن تكون المصالحة صريحة ومن دون اي شروط او قيود.
النائب الياس عطاالله، اعتبر اللقاء شجاعة استثنائية من قبل النائب سعد الحريري، الذي يسعى لحل الخلافات بعيدا عن منطق العنف والارهاب.
وقال: لقد اكد لنا النائب الحريري حرص الطرفين انه في حال حصول خلاف، لا يحل عبر لجان امنية، ولا عبر تنسيق متبادل، بل من خلال الدولة.
الشيخ نعيم قاسم:
سنفوز في الانتخابات من جهته، الشيخ نعيم قاسم نائب الامين العام لحزب الله ركز في كلمة له امس على الانتخابات النيابية، متنبئا بفوز المعارضة استنادا الى استطلاعات الرأي، وان هذا الأمر ليس جديدا والصورة واضحة لدينا منذ انعقاد اتفاق الدوحة.
واضاف: ان ضخ الاموال العربية لتغيير معادلة الانتخابات لن ينفع.
وقال قاسم ان الاجواء الاقليمية والدولية تساهم في عملية التهدئة في لبنان لان المشاريع الخارجية تحطمت على صخرة لبنان المقاوم.
واضاف ان خيار المقاومة هو الانجح، وهو الذي يحقق الانتصار وتحرير الارض وان خيار الوصاية الاميركية والهيمنة الاسرائيلية وبعض خفافيش الليل لا يمكن ان يكون خيارا ناجحا.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )