دمشق - هدى العبود
اغلقت سورية امس المركز الثقافي الاميركي والمدرسة الاميركية بدمشق، وذلك في اول تحرك من جانبها ردا على الهجوم الذي وقع قبل يومين في منطقة البوكمال، والتي اتهمت الجيش الاميركي في العراق بشنه.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) التي نقلت الخبر عبر رسائل على الهواتف المحمولة، ان «مجلس الوزراء السوري قرر اغلاق المدرسة والمركز الثقافي الاميركي بدمشق».
وفي الوقت الذي اكد فيه مسؤول اميركي ان الغارة التي نفذتها بلاده على الارض السورية استهدفت قياديا في تنظيم القاعدة نفت سورية هذه المزاعم، وقال وليد المعلم وزير الخارجية السوري «ما يقولونه غير مبرر، أنفي ذلك تماما».
كما قرر مجلس الوزراء السوري تأجيل موعد اجتماع اللجنة العليا السورية العراقية وذلك احتجاجا على موقف الحكومة العراقية من الغارة الأميركية على البلدة السورية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ان مجلس الوزراء عبر في جلسته عن «استنكاره واستغرابه الشديدين لما صدر على لسان الناطق باسم الحكومة العراقية وتبريره غير المقبول وغير المسؤول لهذا العدوان الغادر الذي انطلق من الأراضي العراقية ضد بلد عربي مجاور وشقيق».
وأضافت ان المجلس قرر «تأجيل موعد اجتماع اللجنة العليا السورية - العراقية المزمع انعقاده في بغداد يومي 21 و31 نوفمبر المقبل».
وأدان المجلس «الاعتداء الهمجي الأميركي الآثم على قرية السكرية في بوكمال «وعبر عن استنكاره «لهذه الجريمة الوحشية ورأى أنها تمثل ذروة إرهاب الدولة الذي تمارسه الإدارة الأميركية منتهكة بذلك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والشرعية الدولية».
من جهة أخرى من المنتظر ان تنطلق «مسيرات جماهيرية» غدا الخميس في مدن سورية عدة احتجاجا على القصف الأميركي.
وأدان عضو الكونغرس الديموقراطي دينيس كوسينيتش الغارة الاميركية وشكك في توقيتها وأغراضها.
وقال كوسينيتش - الذي كان أحد المنافسين على الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الاميركية - إن الهجوم على دول ذات سيادة دون أن تهاجم الولايات المتحدة هو «عمل مرفوض».
وأضاف - في بيان – أن توقيت هذا الهجوم يثير الشكوك في ضوء الحملة الرئاسية الحالية إذ ينبغي الانتباه إلى سجل هذه الإدارة المليء بالتلاعب بالقضايا الأمنية من أجل التأثير على الرأي العام.
وقال «لا يمكن أن نقف هكذا مكتوفي الأيدي وندعهم يستخدمون حياة الأبرياء مثل الدمى لتحقيق أغراض سياسية مشبوهة».
وأشار كوسينيتش إلى أن الهجوم على سورية في هذا التوقيت الحساس الذي يعكف فيه المفاوضون الأميركيون والعراقيون على التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق يضفي الشرعية على وجود القوات الأميركية في العراق بعد انتهاء سريان التفويض الممنوح لها من قبل الأم المتحدة، يثير الشكوك.
بدورها، وبعد الانتقادات شديدة اللهجة التي وجهها وزير الخارجية السوري وليد المعلم لموقف بغداد، شجبت الحكومة العراقية امس الغارة الأميركية على حدود سورية لكنها دعت ايضا الى وقف ما وصفته بانشطة المسلحين في سورية.
وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية في اول شجب عراقي رسمي للغارة «الحكومة العراقية ترفض قيام الطائرات الأميركية بضرب مواقع داخل الاراضي السورية».
وتابع الدباغ ان «الحكومة بدأت بالتحقيق في الحادث داعية القوات الاميركية الى عدم تكرار مثل هذه الاعمال».
واضاف ان الحكومة «تجدد مطالبتها بايقاف عمل المنظمات التي تتخذ من الاراضي السورية منطلقا او ممرا لتدريب وتسليح الارهابيين الذين يستهدفون العراق وشعبه»، داعيا «الحكومة السورية الى مزيد من التعاون والتنسيق لمصلحة البلدين».
بموازاة ذلك صرح مسؤول أميركي بأن قياديا بارزا في تنظيم القاعدة مسؤول عن تهريب المقاتلين الأجانب إلى العراق يعتقد انه قتل في الغارة الأميركية على سورية.
ونقلت صحيفة «ماكلاتشي» عن المسؤول الذي لم تكشف هويته قوله إن «أبو غادية» «واحد من أبرز مقدمي التسهيلات للمقاتلين الأجانب إن لم يكن أبرزهم» عبر الحدود العراقية - السورية.
وأوضح المسؤول أن القيادي العراقي الجنسية يدعى «أبوغادية» وكانت الحكومة الأميركية اتهمته في السابق بتهريب مسلحين وأسلحة إلى العراق.
ونسبت الصحيفة للمسؤول قوله «كانت عملية ناجحة، يعتقد أن أبو غادية قد قتل، كان داخل المبنى، النقطة الجوهرية كانت ضربة قوية لقناة تهريب المقاتلين بين سورية والعراق».
وعن توقيت الغارة الذي صادف ان جاء قبل اسبوع من الانتخابات الرئاسية الاميركية، قال المسؤول «ان التوقيت ناتج عن طبيعة الهدف المتحركة وقال «عندما تسنح فرصة، فرصة مهمة، يجب انتهازها».
وتابع «هذا ما ينتظره الشعب الاميركي، وعلى الاخص حين يتعلق الامر بمقاتلين اجانب يتسللون الى العراق ويهددون قواتنا».
ورفض البيت الأبيض التعليق علانية على الغارة، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو «لن أعلق عليها (الغارة) مطلقا».
وافادت الصحف الرسمية السورية بأن ثمانية مدنيين بينهم اربعة اطفال قتلوا في الغارة وعرض التلفزيون الرسمي السوري مشاهد مبنى قيد الانشاء وبقع دم على الارض وجثث في المشرحة.