هدى العبود
ذكر بيان صادر عن السفارة الأميركية في سورية أنها قد تغلق مقرها في دمشق عقب تنفيذ الطائرات الأميركية هجوما على منطقة البوكمال السورية على الحدود مع العراق.
واوضح بيان صدر على لسان المتحدث باسم السفارة الأميركية في دمشق ونقله راديو «سوا» الأميركى امس ـ ان الجالية الأميركية المقيمة في سورية عليها ان تدرك ان احداثا او ظروفا غير متوقعه قد تحدث وقد تتسبب في اغلاق مقر السفارة امام الجمهور لاجل غير مسمى.
ورفض متحدث باسم السفارة الأميركية التعليق على ما إذا كان عدد أو وضع الديبلوماسيين الأميركيين في سورية قد يتغير.
وفي نفس السياق قال مصدر مطلع في السفارة الأميركية بدمشق إن السفارة لم تبلغ «بشكل رسمي» بقرار الحكومة السورية الذي أصدرته أمس الاول والقاضي بإغلاق المركز الثقافي والمدرسة الأميركية بدمشق.
وأشار المصدر المطلع لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إلى أن دوام الطلاب والموظفين في المؤسستين الأميركيتين كان اعتياديا امس، إلا ان وزارة الخارجية السورية استدعت في وقت لاحق امس القائم بالاعمال الاميركية بدمشق وابلغتها رسميا بالاغلاق وطلبت اليها اتخاذ الاجراءات المناسبة.
ولاحظ مراسل (د.ب.أ) خلال مروره أمام هاتين المنشأتين أن الأمور اعتيادية مثل أي يوم عادي يكون فيه الدوام عاديا.
وكان مجلس الوزراء السوري قرر أمس الاول إغلاق المدرسة والمركز الثقافي الأميركيين بدمشق وطلب من وزيري التربية والثقافة اتخاذ الإجراءات اللازمة للتنفيذ بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وقالت مصادر واسعة الإطلاع لـ (د.ب.أ) إن «المركز الثقافي الأميركي بدمشق يعتبر جزءا من السفارة الأميركية وان مديره ومعاونيه هم جميعا من الديبلوماسيين بينما لا يتمتع مدراء المراكز الثقافية الأجنبية الأخرى في دمشق بالحصانة الديبلوماسية».
من جانبه، ندد وزير خارجية سورية وليد المعلم مجددا بالغارة الجوية التي شنتها طائرات أميركية داخل الاراضى السورية يوم الاحد الماضى.
وقال المعلم في تصريح خاص لهيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سى» اذيع امس ان سورية تستبعد الرد العسكرى وتدرس خيارات تعرف تماما انها «تؤلم الولايات المتحدة الأميركية على حد تعبيره».
وطالب المعلم واشنطن ان تقدم مبررا لوضعها اسم سورية على قائمة الدول الراعية للارهاب.
وأضاف وزير الخارجية السوري اذا كانت المبرارات ان سورية تدعم النضال الفلسطيني لتحرير فلسطين وتدعم المقاومة الوطنية في لبنان فنحن نقول لأميركا هذا وسام على صدر سورية.
بدوره تساءل وزير الثقاقة السورية رياض نعسان آغا معلقا على قرار الحكومة السورية بإغلاق المركز الثقافي الأميركي والمدرسة الأميركية في دمشق «إنهم لا يريدون الحوار، فعلام نبقي على هذه المراكز الثقافية، مراكز لا تملك أسسا معرفية.
وأضاف الوزير السوري: أردنا توجيه رسالة عبر هذا الإغلاق لأن الولايات المتحدة الأميركية لا تنشر الثقافة والمعرفة والتكنولوجيا بكل أشكالها بل تنشر ثقافة الموت وثقافة الكاوبوي وإرهاب الدولة المنظم، هل هؤلاء الذين نثروا أشلاء جثث أبنائنا هم صناع ثقافة.
وقال آغا: هم لا يريدون الحوار، ويدعون أنهم يكافحون الإرهاب، وهم حقيقة يمارسون إرهاب الدولة على ابناء شعوب هذه المنطقة من العراق الى لبنان وفلسطين وصولا الى افغانسان.
نحن ندرك ان هذه الادارة الراحلة الى صفحات سوداء في التاريخ الأميركي.
وعلى الجانب الشعبي السوري شهدت مدينة البوكمال (على الحدود السورية العراقية) أمس مسيرة جماهيرية حاشدة شارك فيها الآلاف من أبناء المدينة والمحافظات الشرقية (دير الزور ـ الرقة ـ الحسكة)، وشهدت أسواق المدينة ومحالها التجارية إغلاقا كاملا احتجاجا على الهجوم الأميركي على قرية السكرية التابعة لمدينة البوكمال والذي أودى بحياة 8 مدنيين.
ورفع المشاركون أعلاما سوداء وصورا للشهداء ولافتات كتب عليها «الموت لأميركا» «كلا كلا أميركا» «فلتسقط الهيمنة الأميركية» «بوش إلى التاريخ الأسود».
وقد انطلقت المسيرة من الساحة الرئيسية للمدينة سالكة الشارع الرئيسي الذي يقسم المدينة بشكل طولي.