بيروت – محمد حرفوش
يبدو ان تمردا ضد القيادة المركزية لحركة فتح ممثلة في رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يجري الاعداد له من قبل امين سر حركة فتح في لبنان اللواء سلطان ابوالعينين وحليفه العميد خالد عارف.
ويقول مصدر فلسطيني ان الاسباب المباشرة للتمرد تعود الى رفض العميد عارف تنفيذ قرار الرئيس عباس القاضي بنقله الى سفارة فلسطين في كوريا الشمالية، في حين يعترض اللواء ابوالعينين على قرار المفوض العام في لبنان عباس زكي بتعيين اللواء كمال ناجي امينا لسر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ويرفض تنفيذه كما اعلن ذلك بنفسه في مهرجان تأبين أحد شهداء حركة فتح في سينما اشبيلية في صيدا قبل فترة.
الا ان مصادر فلسطينية مطلعة تشير الى اسباب اخرى هي الاساس في مشروع التمرد المذكور، وتعود الى اعتراض ابوالعينين وعارف على السياسة الفلسطينية الرسمية في لبنان التي نص عليه اعلان فلسطين الذي اذاعه عباس زكي في مطلع العام الحالي اثناء الاحتفالات بذكرى انطلاقة حركة فتح، ويتحجج ابوالعينين بان زكي لم يتشاور معه بشأن الاعلان المذكور، والخلاف الفعلي تبلور بعد امتناع اللواء ابوالعينين من تنفيذ جملة اتفاقات تم التوصل اليها مع محمود عباس في عمان قبل فترة وابرزها: فصل القوى العسكرية والكفاح المسلح عن التنظيم الحركي، واعادة تنظيم الادارة المالية واسنادها الى لجنة حركية تحت رقابة الصندوق القومي الفلسطيني، ولذلك صار ابوالعينين امينا لسر تنظيم حركة فتح فحسب، مما قلل من تأثيره وسيطرته على الوضع الفلسطيني في لبنان.
ويرى مصدر فلسطيني آخر ان هذا الوضع المستجد دفع باللواء ابوالعينين الى تنظيم سلسلة من المؤتمرات الانتخابية للمناطق التنظيمية حسب تعبير حركة فتح، عمل خلالها على اقصاء جميع الكوادر التي لا يثق بولائها الشخصي له، وانتخاب لجان مناطق مضمونة تدين له بالولاء المطلق، كما عمد اللواء ابوالعينين الى اختيار العناصر التي يجري تعيينها الى جانب العناصر المنتخبة حسب النظام الداخلي لحركة فتح.
والعناصر التي اختيرت هي الاكثر ولاء وطوعا له، ومنهم من فشل في الوصول الى اللجان المناطقية عبر الانتخابات.
ويعمل اللواء ابوالعينين وحليفه عارف على تنظيم مؤتمر اقليمي لحركة فتح لاعادة تشكيل قيادة التنظيم في لبنان بشكل يسمح له بالامساك الكامل بالتنظيم.