تسارعت وتيرة المنافسة في السباق الرئاسي غير المسبوق الى البيت الابيض مع اقتراب اليوم المنتظر في 4 نوفمبر المقبل، وحرص كل من المرشحين الجمهوري جون ماكين والديموقراطي باراك اوباما على استخدام ما لديهما من اسلحة وليس آخرها الإعلان مدفوع الثمن لمدة نصف ساعة في سبع من المحطات التلفزيونية الأميركية الكبرى، وفي اوقات ذروة المشاهدة.
وعلاوة على الحرب الدعائية حاول أوباما من جديد خطب ود الجمهوريين متعهد انه سيشركهم في حكومته إذا فاز في الانتخابات.
وقال اوباما السيناتور الديموقراطي عن إيلينوي ان لديه «بعض الافكار الجيدة» عن أناس قد يدرس الاستعانة بهم لشغل مناصب رفيعة في الحكومة لكنه شدد على انه يركز في الوقت الحالي على الأيام الأخيرة من الحملة.
وقال اوباما لشبكة تلفزيون ايه.بي.سي الاخبارية في مقابلة إنه يرى انه من الأهمية البالغة اشراك جمهوريين في الحكومة لكنه تفادى الاجابة عن سؤال فيما اذا كان سيطلب من وزير الدفاع روبرت غيتس البقاء في منصبه.
وكانت قد ترددت تكهنات بان اوباما او منافسه الجمهوري جون ماكين قد يطلب من غيتس البقاء.
وفي رسالته الاعلانية غير المسبوقة التي استغرقت 30 دقيقة اعتبارا من الثامنة مساء امس الاول دعا اوباما الناخبين الى تأييده من اجل تحقيق «الحلم الاميركي».
وعلى خلفية موسيقى حالمة عرض المرشح الديموقراطي في هذا الشريط برنامجه الانتخابي مركزا على التخفيضات الضريبية التي ستتيح لغالبية الاميركيين حياة افضل وعلى الحق في الرعاية الصحية والتعليم الجيد.
وحرص اوباما في فقرات من الشريط الدعائي، الذي بثته شبكات سي بي اس وان بي سي وفوكس، على استعراض سيرة حياته الشخصية مؤكدا انه «رأى والده الكيني، مرة واحدة عندما كان في العاشرة»، مضيفا «لقد كان مؤثرا بغيابه اكثر مما كان مؤثرا بوجوده»، وقال «لن اكون رئيسا منزها عن الخطأ ولكنني سأصارحكم بكل ما أفكر فيه».
وركز الشريط على ان الاولوية الاولى لاوباما هي الاسرة الاميركية التي تعمل من اجل رعاية اطفالها وطلب تأييد الناخبين «لتحقيق الحلم الاميركي».
واضاف المرشح الديموقراطي، الذي ربما يكون اول رئيس اسود في تاريخ الولايات المتحدة، «لقد رأينا خلال السنوات الثماني الاخيرة كيف يمكن ان يكون لقرارات الرئيس تأثيرات هائلة على مجرى التاريخ وعلى حياة الاميركيين».
واوضح «ولكن اينما اذهب وبالرغم من الازمة الاقتصادية والحرب والقلق من المستقبل فانني ارى تفاؤلا واملا وقوة».
وقال فريق حملة اوباما في بيان ان هذا الشريط الذي اخرجه ديفيس غوغنهام الذي حصل على اوسكار عن فيلمه الوثائقي حول آل غور «الحقيقة المزعجة»، «سيتيح للاميركيين الاستماع الى تفاصيل برنامجه من اجل البلد».
وبلغت كلفة اعداد وبث هذا الشريط خمسة ملايين دولار، حسب وسائل الاعلام الاميركية.
ووصف معلق بشبكة «إم.إس.إن.بي.سي» التلفزيونية الفيلم الدعائي لاوباما بـ «المثالي» وقال: «من يقول إنه (الفيلم) لم يمسه بشكل كبير فهو شخص بليد المشاعر».
ويظهر أوباما في إحدى لقطات الفيلم وهو يجلس في مكتب يشبه المكتب البيضاوي.
وقال مراسل لمجلة «نيوزويك» الاخبارية إن الفيلم لم يترك شيئا للمصادفة.
على الطرف المقابل وخلال لقاء انتخابي في ريفييرا بيتش بفلوريدا، دان ماكين الشريط المتلفز لاوباما معتبرا انه تم تمويله بواسطة «وعود لم يتم الوفاء بها» واموال مصادرها مشكوك فيها.
وفي تجمع انتخابي اخر في ميامي بفلوريدا، عاد ماكين الى اتهام منافسه بالسعي الى «اعادة توزيع الثروة» وفرض ضرائب كبيرة على المشروعات الصغيرة.
وقال «السيناتور اوباما مرشح لكي يكون قائدا لتوزيع الثروة، اما انا فاترشح لاكون قائدا عاما، هو يريد اعادة توزيع الثروة وانا اريد خلق المزيد منها، اوباما يريد معاقبة النجاح وانا اريد للجميع النجاح».
ورد اوباما ساخرا خلال تجمع انتخابي في كارولينا الشمالية «من الان حتى نهاية الاسبوع سيتهمني السيناتور ماكين بانني عميل شيوعي لانني جعلت الاطفال الاخرين يشاركونني العابي في دار الحضانة».
وتؤكد الاستطلاعات التي نشرت أن اوباما مازال في المقدمة.
وافاد الاستطلاع اليومي لـ «الواشنطن بوست» و«ايه بي سي نيوز» ان المرشح الديموقراطي يتفوق بفارق 7 نقاط (52% مقابل 45%). وتشير استطلاعات اخرى الى فارق اقل.
فمؤشر راسموسن اليومي يقدر الفارق بثلاث نقاط، اما استطلاع زغبي فيتحدث عن 5 نقاط. ويشير مؤشر غالوب اليومي الى تفوق اوباما بثلاث او سبع نقاط فحسب.
اما الاستطلاعات المتعلقة بالولايات التي ينتظر ان تحسم نتائج الانتخابات، فتعطي افضلية اكبر لاوباما.
وحسب استطلاع لجامعة كوينيبياك، فان اوباما يتقدم في ثلاث ولايات رئيسية هي فلوريدا واوهايو وبنسيلفانيا.
ويشير استطلاع آخر لمؤسسة «جي اف كي» ان اوباما يتفوق على ماكين في اربع ولايات فاز بها بوش العام 2004 وهي اوهايو ونيفادا وكولورادو وفيرجينيا، ويحتج الجمهوريون على هذه الاستطلاعات.
وقال مسؤول دراسات الرأي العام في المعسكر الجمهوري بيل ماكينتورف في مذكرة سلمها لاعضاء فريق حملة ماكين ان الناخبين المترددين لايزال في وسعهم تغيير المعادلة.
ويؤكد ماكينتورف ان المترددين هم اساسا ناخبون بيض في النصف الثاني من عمرهم ويقيمون في مناطق ريفية وهم بالتالي يميلون الى التصويت لمصلحة الجمهوريين.
وقالت مديرة ادارة الاستراتيجية في حملة ماكين سارة سيمونز «اننا نعتقد ان الفرص متعادلة واننا يمكن ان نربح». ولكن خارج المعسكر الجمهوري، فان القليل من الخبراء يشاركون سيمونز هذا التفاؤل النسبي.
ويقول رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة ميسوري جون بروسيك ان «من غير المرجح ان نشهد تغييرا في التوجه في اللحظة الاخيرة».
تغطية خاصة في ملف ( pdf )