دمشق ـ هدى العبود
في وقت لا يزال التوتر على اشده بين دمشق وواشنطن على خلفية الغارة الاميركية على قرية السكرية الحدودية في البوكمال، نقلت قناة «العربية» في العراق أمس عن مراسلها على الحدود العراقية السورية، أن قوات عراقية تحركت باتجاه الحدود «لسد الفراغ الأمني» بعدما نشرت معلومات عن تخفيض عدد القوات السورية على الحدود مع العراق.
واتخذت القوات العراقية مواقع لها على الحدود من أجل تعزيز الرقابة على طول الحدود التي تمتد إلى أكثر من 650 كيلومترا، ويأتي هذا التطور بعد أن أبلغت سورية الجانب العراقي أنها قررت قطع الاتصالات بين الجانبين وتعليق جميع اللقاءات والاجتماعات الثنائية في قضايا التعاون الأمني والاقتصادي.
جاء ذلك بينما تساءلت صحيفة تشرين الناطقة باسم الحكومة السورية في افتتاحيتها تحت عنوان «بضاعة رايس الفاسدة» امس: «هل وصلت الوقاحة بالإدارة الأميركية إلى الحد الذي تتجرأ فيه فتتحدث عن السلام في منطقتنا العربية في وقت تمارس فيه كل صنوف العدوان والحروب؟» وقالت الصحيفة «وهل بلغت هذه الوقاحة حد إيفاد وزيرة الخارجية كونداليزا رايس هذا الأسبوع إلى المنطقة «لمواصلة مساعي السلام» في وقت برهنت فيه مجددا من خلال عدوانها الأخير على سورية أنها والسلام نقيضان لا يجتمعان أبدا، وأنها لا تتقن إلا لغة الحرب والعدوان والارهاب ضد الشعوب والدول؟ وتساءلت «تشرين» بتهكم «ماذا تريد الآنسة رايس في جولتها الجديدة التي لا شك ستلقى ترحابا واستقبالا حارا من بعض أهل المنطقة؟»
ورأت الصحيفة الزيارة المقبلة لوزيرة الخارجية الاميركية بعيدة عن السلام وهدفها «الترويج لبضاعة فاسدة».
وأضافت: «كنا سنصدقها لو أعلنت أنها جاءت لتؤكد دعمها ودعم الإدارة القادمة لمن يظنون أنهم أصدقاء الولايات المتحدة، وأنها إنما تريد طمأنتهم على كراسيهم وعروشهم ومستقبلهم لقاء ما قدموه لها من خدمات مجانية حينا، ومدفوعة من المال العربي حينا آخر، لكننا لا نستطيع تصديق رايس عندما تقول إنها آتية لصنع السلام، ولا يمكن لعاقل أن يصدق هذه الأكذوبة التي تدعو إلى السخرية».
وتابعت الصحيفة: «تعرف رايس، ويعرف بوش، وتشيني وبقية الفريق الأميركي الحاكم اليوم أن الهدف من جولة رايس أبعد ما يكون عن السلام: ربما هي جولة انتخابية لدعم المرشح الجمهوري».
في غضون ذلك، أكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية أن تسيبى ليڤني زعيمة حزب كاديما ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تتحفظ على نية إيهود أولمرت رئيس الوزراء المغادر تجديد المحادثات غير المباشرة مع سورية في حين شن اليمين الاسرائيلى هجوما شرسا على أولمرت وليڤني على حد سواء.
وعقبت ليڤني على ما نشرته «يديعوت أحرونوت» بأن أولمرت بعث برسالة إلى الرئيس السورى بشار الأسد عبر وزير الدفاع التركى وجدى غونول يبلغه فيها برغبته فى استئناف المحادثات غير المباشرة بين الجانبين وقالت «لا مشكلة في مباحثات لا تفضي إلى شيء، ولكن إذا كان الحديث يدور عن فرض وقائع على الأرض فالأمر غير مقبول».
وأضافت «ينبغي الفحص إذا كان الحديث يدور عن صيانة جارية للمفاوضات فقط، إذن لا يوجد مع ذلك مشكلة، أم عن فرض حقائق على الأرض قبل الانتخابات، وفى هذه الحالة يدور الحديث عن أمر غير مناسب وغير مقبول».