هدى العبود
تجددت أمس الأنباء عن سحب بعض من القوات السورية المنتشرة على الحدود السورية ـ العراقية، بعدما نشرت صحيفة «الوطن» السورية الخاصة في عددها أمس خبرا عن الموضوع.
ويأتي تأكيد «الوطن» السورية، بعد أيام من تقرير بثته قناة «الدنيا» الفضائية الخاصة عن انسحاب لتلك القوات اثر الغارة الجوية الأميركية على منطقة البوكمال السورية على الحدود العراقية.
ونقلت «الوطن» عن شهود عيان قولهم إن «أبناء القرى المجاورة للحدود رأوا آليات عسكرية سورية تقل حرسا وعتادا تغادر المناطق الحدودية السورية - العراقية إلى جهة غير معروفة» مؤكدين «أن عمليات الانسحاب كانت على دفعات وبين كل فترة وأخرى يغادر رتل من هذا الحرس القرى الحدودية».
وحسب قولهم، فإن أولى عمليات الانسحاب تمت ظهر الأربعاء أي بعد نحو 48 ساعة على العدوان الأميركي على السكرية.
وإلى الآن لم يصدر أي تأكيد أو نفي سوري لهذه التقارير الإعلامية، إلا أن المراقبين ومن بينهم د.إبراهيم دراجي أستاذ القانون الدولي في جامعة دمشق قال لـ «الأنباء»: إن هذا الموضوع إن صح فإن يعكس غضب سوري من العدوان ورسالة واضحة إلى الأميركان بأن سورية غير ملزمة باتخاذ تدابير أمن استثنائية مع جهة لا تقدر الجهود وتقوم بالعدوان.
وكانت سورية اتخذت العديد من الإجراءات الاستثنائية طوال السنوات الماضية شملت بصورة خاصة ترميم الساتر الترابي الموجود منذ وقت سابق على طول الحدود مع العراق وإيصاله إلى ارتفاع يتراوح بين ثلاثة إلى ستة أمتار لمنع تسلل أي آليات من الجانبين وليس من الجانب السوري فقط، بالإضافة إلى إقامة سواتر اسمنتية في المناطق المنخفضة من الساتر الترابي التي تتعرض في فصل الشتاء إلى سيول ناجمة عن الأمطار الغزيرة التي تهطل عادة في تلك المناطق كما تسير دوريات آلية وراجلة في موازاة الساتر الترابي من قبل حرس الحدود السوريين ليلا ونهارا، فضلا عن وجود مخافر مراقبة منتشرة في محاذاة الساتر الترابي، بمعدل مخفر واحد كل 1 إلى 1.5 كلم حتى وصل عدد هذه المخافر إلى 557 مخفرا وبمعدل 8 - 10 عناصر في كل مخفر.
وبحسب الصحيفة السورية فإنه وبعد العدوان على البوكمال تغيرت أولويات ما يهدد الأمن الوطني السوري، فلم تعد قضية ضبط الحدود هي الهم الأكبر، بل بات الخطر الأساسي هو «العدوان الرسمي الحكومي العابر للأجواء الوطنية» هو ما يهدد سورية الآن بصورة فعلية، ما يتطلب إعادة التمركز من جديد وإعادة ترتيب الأولويات الأمنية تجنبا لعدم تكرار ما جرى مجددا وخاصة أن سورية لن تكتفي وقتها بالردود السياسية والديبلوماسية، وإنما سيكون لها وقتها ممارسة كل ما يتطلبه حقها المشروع في الدفاع عن نفسها.
في المقابل قال مسؤول عراقي امني رفيع المستوى ان وزارة الداخلية ارسلت تعزيزات الى الحدود مع سورية لسد ثغرات يمكن ان تشكل معبرا لتسلل مسلحين باتجاه الاراضي العراقية.
واوضح قائد العمليات في الوزارة اللواء عبد الكريم خلف «ارسلنا قوات من حرس الحدود وشرطة الانبار لتغطية بعض المناطق المهمة التي يمكن ان يحدث من خلالها تسلل باتجاه الاراضي العراقية».
من جهته، اكد قائد شرطة الانبار وكبرى مدنها الرمادي، اللواء طارق يوسف العسل »ارسال ثلاث سرايا من شرطة المحافظة الى مواقع حدودية لملء الفراغ بعد انسحاب القوات السورية من مراكزها على الحدود».
واضاف ان «قواتنا انتشرت تحسبا لحدوث أي طارىء وقواتنا تسيطر على الوضع في الحدود وسنمنع تسلل اي شخص الى العراق».
وتساءل العسل «ما الذي فعلته القوات السورية في السابق؟ كانت موجودة لكن المتسللين كانوا يدخلون متى يريدون الى العراق».
واكدت سورية ان جنودا اميركيين نفذوا عملية انزال الاحد الماضى بعمق ثمانية كيلومترات من الحدود العراقية ما ادى الى مقتل عدد من الاشخاص.