فيما يقترب المرشح الديموقراطي باراك أوباما من تحقيق حلم زعيم حركة الدفاع عن الحقوق المدنية للسود مارتن لوثر كينغ بأن يصبح اول رئيس اسود للولايات المتحدة ما لم تحدث المفاجأة في صناديق الاقتراع التي تفتح غدا، اظهرت كل الاستطلاعات على الصعيد الوطني ان اوباما يتقدم بنسبة من 3 الى 6 نقاط على ماكين.
حتى ان استطلاع الرأي الاخير الذي اجراه معهد غالوب اشار الى تقدم المرشح الديموقراطي بعشر نقاط على خصمه الجمهوري بين الناخبين الذين يمكن ان يصوتوا.
وكشفت نتيجة اخر استطلاع لرويترز وسي-سبان ومعهد زغبي نشرت أمس ان تقدم أوباما على منافسه مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين زاد بشكل طفيف إلى ست نقاط في الوقت الذي لم يتبق فيه سوى يومين على نهاية السباق للوصول للبيت الأبيض.
وأظهر الاستطلاع الذي يجرى على مستوى البلاد تفوق أوباما على ماكين بواقع 50% مقابل 44% في تقدم طفيف عن أمس الاول عندما كان أوباما يتقدم على ماكين بفارق خمس نقاط.
وقال جون زغبي منظم الاستطلاع «مازال هناك يومان كاملان قبل يوم الانتخابات وبالطبع أي شيء يمكن أن يحدث».
وأشار إلى أن البيانات الخاصة باستطلاعات الرأي خلال مطلع الأسبوع أوضحت أن كلا من المرشحين يدعم موقفه فيما يبدو بين أنصاره الأساسيين إذ يتمتع أوباما بدعم النساء والمستقلين في حين يتمتع ماكين بدعم الناخبين كبار السن والمحافظين.
وتواصل النساء والمستقلون، وهما الفئتان المتوقع أن يكون لهما دور مهم في الانتخابات الأميركية الحالية، دعمهما لأوباما بالرغم من أن الفارق بينه وبين ماكين وسط هؤلاء الناخبين ليس بالاتساع نفسه الذي كان عليه في نهاية الشهر الماضي.
ويتقدم أوباما بثماني نقاط وسط النساء وبعشر نقاط وسط المستقلين.
الناخبين البيض
ومازال ماكين يحتفظ بمساندة الناخبين البيض بشكل قوي إذ يتمتع بدعم 54% مقابل 40% لأوباما.
وفي ولاية فرجينيا حاول ماكين اقناع ناخبي هذه الولاية التي فاز فيها جورج بوش في 2004 بابقاء تأييدها للجمهوريين. لكن استطلاعات الرأي الاخيرة ليست في مصلحته.
وسعى المرشحان إلى الاستفادة من آخر لحظة لكسب أصوات الناخبين في الولايات الحاسمة. وظهر أوباما في ساحة المعركة الانتخابية في كولومبوس وكليفلند وسينسيناتي بولاية أوهايو أمس وهي المعاقل المفترضة للجمهوريين والتي لا يمكن التكهن بمواقفها.
أما ماكين فقرر زيارة عدد من المدن في بنسلفانيا في محاولة لاستقطاب تلك المدن المحسوبة على الديموقراطيين.
اضافة إلى بيترسبورغ حيث سيحضر اجتماعا في دار البلدية ثم يغادر إلى ميامي للمشاركة في تجمع مسائي.
من ناحيتها، ستواصل المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس الأميركي سارة بالين حملتها وستتوقف في أوهايو، في حين يخطط منافسها الديموقراطي جو بايدن وزوجته لزيارات عدة في فلوريدا وهي واحدة من الولايات التي لا يمكن التكهن بنتائجها.
سياسات جديدة
ووعد اوباما باتباع «سياسات جديدة لعهد جديد» وواصل ماكين انتقاداته لخطته الضريبية، وقال في خطاب ألقاه أمام حشد جماهيرى في ولاية نيفادا الأميركية لشرح برامجه «إننى كقائد عام للقوات المسلحة فلن أتردد في الدفاع عن هذه الأمة ولكننى سأضمن حصول الرجال والنساء في قواتنا على أفضل تدريب وأفضل معدات عند إرسالهم إلى مناطق القتال وعلى مهمة واضحة وإستراتيجية للانسحاب، وأن يحصلوا عندما يعودون على الرعاية والمنافع التي يستحقونها».
واضاف متعهدا بالانسحاب من العراق في حالة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة - «إننا ننفق 10 مليارات دولار شهريا في العراق بينما تنعم الحكومة العراقية بفائض مالى هائل وكرئيس للجمهورية سأنهي تلك الحرب» مطالبا الحكومة العراقية بمضاعفة جهودها في هذا الصدد.
ونقل راديو «سوا» الأميركى عن المرشح الديمقراطى قوله «سأنهي القتال ضد بن لادن والقاعدة وجميع الذين قتلوا أميركيين في الحادى عشر من سبتمبر فيجب ألا نغفل هذه الأمور».
وبعدما أعلن ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي الحالي جورج بوش في أول حديث له خلال الحملة الانتخابية عن تأييده للمرشح الجمهوري جون ماكين اعاد أوباما التأكيد على أن هذا التأييد دليل على استمرار سياسات الإدارة الحالية نفسها في حال فوز الجمهوريين في الانتخابات.
تشيني يؤيد ماكين
وأعلن تشيني الذي كان تقريبا غائبا عن الحملة الانتخابية لعام 2008 عن دعمه لماكين في ظهور له في مدينة لارامي.
وقال «أعتقد أن القائد المناسب لهذه المرحلة هو السيناتور جون ماكين وهو رجل يفهم الخطر المحدق بأميركا.
هو رجل يتطلع إلى مواجهة الشر وليس الهروب منه».
وأبدى تشيني سعادته باختيار ماكين «خوض الانتخابات مع نائبة رئيس تتمتع بالموهبة والمتانة والحس السليم هي سارة بالين».
وقال أوباما «أود حقا تهنئة السيناتور ماكين على هذا التأييد لأنه فعلا حصل عليه وأنه كان على ماكين التصويت بنسبة 90% لصالح قرارات الرئيس الأميركي الحالي جورج بوش ونائبه تشيني للحصول على تأييدهما.
وعلى الفور استغلت الحملة الديموقراطية التصريح وأخرجت اعلانا وزعته على الناخبين واقتبست فيه قول أوباما «عليكم تحمل ولاية ثالثة من ولايات بوش اذا انتخبتم ماكين».
تغطية خاصة في ملف ( pdf )