بيروت – عمر حبنجر
ارجأ مجلس الوزراء مناقشة الموازنة العامة للعام 2009 الى وقت لاحق، تجنبا لتصادم الوزراء حول مصير المؤسسات الاجتماعية والاعمارية التي تحولت مع الزمن الى بقر حلوب لمصلحة هذا الفريق السياسي او الطائفي او ذاك على حساب المكلف اللبناني والمال العام.
وسبقت الجلسة خلوة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة تناولا خلالها الاوضاع العامة، وهكذا اكتفى المجلس بمناقشة العناوين العريضة للموازنة على ان يتابع كل وزير مناقشة موازنة وزارته مع وزير المال محمد شطح، عبر جلسات ثنائية او ثلاثية بحسب قول وزير الاعلام طارق متري الذي قال ان غاية الموازنة تحسين النمو وعدم فرض اعباء جديدة على المواطنين من ذوي الدخل المحدود وضبط الانفاق من دون المس بشأن الأمن والوضع الاجتماعي وصولا الى خفض الدين العام.
ونقل متري عن الرئيس سليمان قوله في مستهل الجلسة ان المصالحات لا تشكل مخالفة للديموقراطية، مشيرا الى ان روح المصالحة انعكست هدوء على الحوار وعلى الاعلام.
وقال متري ان الرئيس أطلع مجلس الوزراء على عزمه المشاركة في اجتماع رفيع المستوى تعقده الامانة العامة للامم المتحدة حول الحوار بين الثقافات والاديان في 12 نوفمبر الجاري وبعزمه زيارة ايران في 24 و25 من الشهر نفسه.
كما وافق مجلس الوزراء على اقتراح بزيارة وزير الداخلية زياد بارود الى دمشق خلال الاسبوعين المقبلين، وتأتي هذه الزيارة امتدادا للقمة اللبنانية – السورية وتلبية لدعوة وزير الداخلية السوري.
واكد مجلس الوزراء على الموقف اللبناني المستنكر للاعتداء الاميركي على منطقة «البوكمال» السورية، المخالف لمبادئ القانون الدولي.
المصالحة والديموقراطية
بدوره الرئيس سليمان ابلغ الوزراء ان المصالحة ليست ضد الديموقراطية ولا تلغي المنافسة السياسية وقال ان المصالحة قطعت شوطا على طريق الحوار.
كما تحدث رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مؤكدا على اهمية الزيارات التي قام بها الرئيس سليمان واهمها زيارته الاخيرة الى الڤاتيكان.
وأطلع رئيس مجلس الوزراء مجلس الوزراء على زيارتيه الى الكويت ومصر فكانت الزيارة الأولى للمشاركة في نشاط ثقافي غير انها كانت مناسبة للقاء المسؤولين الكويتيين، والحديث اليهم عن العلاقات اللبنانية والكويتية وسيأتي قريبا - بناء على اتفاق مع الكويت - الى لبنان رئيس الصندوق الكويتي لتفعيل الدعم الكويتي للبنان.
في القاهرة تم توقيع اتفاقيات ومذكرات عمل تؤكد متانة العلاقات بين مصر ولبنان، وتوقف الرئيس بشكل اخص عند موضوعي الكهرباء والغاز اللذين يهمان لبنان كثيرا، وموضوع العمالة المصرية في لبنان وهو موضوع يهم المصريين بدرجة عالية وهي مسألة ستعمل حكومتنا على معالجتها.
الحوار بمن حضر
في غضون ذلك استمر التباين على اشده في المواقف حيال توسيع طاولة الحوار المقرر استئنافه غدا بين فريق الاكثرية الرافض لمطلب التوسيع وفريق المعارضة المطالب بالتوسيع.
ورأى مفتي لبنان الشيخ د.محمد رشيد قباني ان توسيع طاولة الحوار الوطني بزيادة عدد الاشخاص هو توسيع للجدل وزيادة وتطويل للوقت في التوصل الى قواسم مشتركة بين المتحاورين.
ودعا الى الاستمرار في طاولة الحوار الحالية كما هي لانقاذ لبنان بالسرعة الممكنة وليس زيادة عدد المتحاورين لان موضوعات الخلاف ليست بعدد الاشخاص، وممثلوها متوافرون في طاولة الحوار الحالية، وقال: يتطلع اللبنانيون الى تجاوز المراوحة وعدم الانجاز وتطويل الوقت اضاعة له وللقضايا المصيرية ليبقى لبنان ساحة للصراع وافشال طاولة الحوار.
وطالب المفتي قباني بالسير قدما بطاولة الحوار الحالية والمتحاورين الحاليين وعدم اضاعة الوقت بالجدل حول زيادة الاشخاص.
وشدد على ان الخلافات ووجهات النظر اللبنانية حول القضايا الاساسية في البلاد اصبحت واضحة ومحددة ومعروفة، والعبرة بالنتائج وليس بعدد الاشخاص.
حزب الله لتوسيع المشاركة
غير ان عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي مقداد دعا الى توسيع المشاركة في الحوار انسجاما مع موقف حزب الله وكتلته النيابية بقصد تمصيل من لهم حيثية وطنية كبيرة.
وخلال لقاء سياسي في بعلبك اشاد المقداد باجتماع الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله بالسيد سعد الحريري واعتبر ان هذا اللقاء اقفل باب الفتنة.
من جهته النائب علي خريس (أمل) تمنى ان تؤسس المصالحات الحاصلة لتفاهمات حقيقية بين جميع الاطراف في لبنان.
النائب السابق عدنان عرفجي انتقد رفض النائب سعد الحريري لتوسيع طاولة الحوار باعتبار «ان القوى غير الممثلة ليس لها اي وزن» هو يعبر عن التسلط والفوقية.
السنيورة إلى أنقرة
في غضون ذلك غادر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى انقرة امس، على رأس وفد وزاري لاجراء محادثات وتوقيف اتفاقات.
في حين غادر وزير الزراعة الياس سكاف الى دمشق لحضور اجتماعات اللجنة الزراعية اللبنانية – السورية مع نظيره السوري عادل سفر الذي استقبله عند نقطة الحدود البرية في جديدة يابوس مع الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني – السوري نصري خوري.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )