واشنطن- أحمد عبدالله
حقق المرشح الديموقراطي باراك اوباما حلم الزعيم الاسود مارتن لوثر كينغ وأصبح أول رئيس اسود للولايات المتحدة الاميركية بفوزه الكاسح بـ 338 من اصوات الهيئة الانتخابية مقابل 160 لمنافسه المرشح الجمهوري جون ماكين.
واذ وضع اوباما المسمار الاخير في نعش ما كان يسمى الفصل العنصري، اكد الرئيس الرابع والاربعون المنتخب ان الأميركيين اوصلوا اليوم رسالة الى العالم ان أميركا «بلد ديموقراطي لا يعرف المستحيل».
وخرج اوباما بصحبة زوجته ميشيل وابنتيه ساشا وماليا امام تجمع حاشد من مؤيديه الذين خرجوا ليحتفلوا بفوزه بانتخابات الرئاسة في حديقة غرانت بارك في مدينة شيكاغو.
وقال في خطاب الفوز «جاء الجواب القاطع الذي قاله من وقفوا في الصفوف الطويلة امام الكنائس والمدارس، جواب قاله الكبار والشباب وجميع العرقيات الأميركية الذين اوصلوا رسالة الى العالم بأننا لسنا ولايات متفرقة بل نحن الولايات المتحدة الأميركية».
وأضاف في خطابه ان «الليلة هي جواب لمن طلب منهم ان يتهكموا ويتناسوا الانجازات، الليلة وبسبب ما فعلنا اليوم وفي هذه الانتخابات جاء التغيير الى أميركا».
وقال اوباما ان هذا النصر يعود للأميركيين مستذكرا الحملة التي بدأت من البيوت ومن قبل من تبرعوا ومن رفضوا الخرافات وآمنوا بأن حكومة الشعب وللشعب حقيقة، مؤكدا انه «يوم نصركم».
وذكر اوباما بالجنود الأميركيين في العراق وافغانستان مشيرا الى ما تواجهه أميركا والعالم باسره من ازمة مالية غير مسبوقة واعدا بالتفوق عليها.
وقال «ان اباء الجنود الاميركيين في العراق ينتظرون عودة ابنائهم»، وهنأ اوباما خصمه جون ماكين وقال انه تلقى مكالمة من ماكين الذي حارب في هذه الحرب ومن اجل أميركا معربا عن تطلعه للعمل معه في حكم هذا البلد الحبيب.
وهنأ اوباما نائبه جو بايدن ورفيقة دربه زوجته ميشيل وابنتيه، مستذكرا جدته التي توفيت قبل يوم من انتخابات الرئاسة معربا ايضا عن شكره لافراد عائلته.
وقال اوباما في خطاب اتسم بمشاعر الفخر والاعتزاز «ساكون دائما صادقا معكم وساستمع اليكم خاصة عندما نختلف بالرأي، ما بدأ من 21 شهرا لن ينتهي في هذه الليلة الخريفية».
واكد قائلا ان «ما حدث لن ينتهي بالعودة للوضع السابق بل بالعمل معا بوطنية ومسؤولية وتعاون».
وقال ان الحزب الديموقراطي فاز اليوم بكل تواضع وبتصميم على رأب الخلاف.
وقال اوباما موجها رسالة الى اعداء أميركا «لمن يريدون تدمير العالم سنهزمكم» ولاصدقائها «لمن يريدون السلام، سندعمكم».
واكد ان قصص واثار انتخابات اليوم ستبقى في الذاكرة لسنوات وستتواتر لاجيال مقبلة لكنه اضاف ان قصة مميزة سكنت في ذاكرته اليوم وهي قصة سيدة من اتلانتا تدعى آن نيكسون كوبر تبلغ من العمر 106 اعوام صوتت اليوم بعد ان كانت حرمت من هذا الحق من قبل لانها امراة ولانها ملونة.
وتابع «آن نيكسون كوبر عاشت لترى تلك الايام وقد ولت بلا عودة» بعد ان شهدت الهجوم على بيرل هاربر وغيرها من الاحداث التي تغلبت عليها أميركا.
وركز أوباما في كلمته على التحديات المستقبلية التي تواجه بلاده داخليا وخارجيا، وقال ان «الطريق امامنا طويل والمرتفعات عالية» حيث تعاني البلاد من حربين واسوأ ازمة مالية في هذا القرن.
وشدد في خطابه على قيم الامل والوحدة الوطنية وقال «احمل املا كبيرا بأننا سنتجاوز ذلك وسنصل الى هدفنا».
واشار الرئيس المنتخب الى ان الازمة المالية التي تعصف بالبلاد لا تحل فقط عبر شارع المال، مشيرا الى «وول ستريت» اذا كان المواطن الاميركي نفسه متضررا.
واكد ان اميركا في ولايته ستقاتل من يقاتلها وستسالم من يسالمها، وذكر اوباما في خطابه التحديات التي تواجه الاميركيين مثل حرب العراق وافغانستان والاوضاع الاقتصادية الصعبة.
واضاف اوباما «سيكون الطريق امامنا طويلا وسنتسلق منحدرات صعبة وربما لا نصل الى هناك في عام او حتى في فترة ولاية واحدة، ولكن يا اميركا لم تحدني آمال اكثر من التي تحدوني الليلة باننا سنصل الى هناك».
واختتم خطابه بالاعراب عن الامل في العمل بجد لاعادة الازدهار والحلم الأميركي مكررا مقولة «نعم نستطيع» في تاكيد على التزامه بشعار حملته الانتخابية.
وفي اليوم المشهود افادت معطيات من مصادر عدة امس بان المشاركة في الانتخابات بلغت نسبة قياسية.
ونقل موقع «ريل كلير بوليتيكس» المستقل عن مايكل ماكدونالد من جامعة جورج مايسون ان نحو ثلثي الناخبين المدرجة اسماؤهم شاركوا في الانتخابات على المستوى الوطني، لافتا الى ان نسبة المشاركة هذه لم تسجل منذ العام 1908.
وافادت استطلاعات رأي لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع اجرتها شبكة سي ان ان الاميركية بان باراك اوباما حظي بتأييد 43% من مجمل الناخبين البيض و54% من البيض الذين تقل اعمارهم عن ثلاثين عاما.
اما الاميركيون السود فمنحوه اصواتهم بنسبة 96%.
وفي ولاية فلوريدا الرئيسية التي يقطنها 11.2 مليون شخص، بلغت نسبة المشاركة 72% وساهمت حماسة الناخبين لمصلحة اوباما في تبديل صورة الولاية التي كانت صوتت لجورج بوش قبل اربعة اعوام، وذلك وفق ارقام نشرتها سلطات الولاية.
وافادت مصادر رسمية اخرى بان نسبة المشاركة تجاوزت 70% في العديد من الولايات الرئيسية، ما ادى الى احداث تغيير كبير داخل الهيئة الناخبة، كما في ميسوري وكارولاينا الشمالية واوهايو.
وكانت نسبة المشاركة بلغت 63% العام 1960 مع انتخاب الرئيس الراحل جون كينيدي.
لكنها تراجعت العام 2004 مع اعادة انتخاب جورج بوش الى 55.3%.
وبعد منتصف ليل امس مباشرة بالتوقيت المحلي لأميركا، انفجر هتاف ترددت اصداؤه في جادة 1600 بنسلفانيا حيث يقع البيت الأبيض «نعم فعلناها نعم فعلناها».
وتجمع 1000 على الأقل من أنصار الرئيس المنتخب باراك أوباما المبتهجين بالنصر بسرعة وأخذوا يهتفون معا.
وقام معظمهم بالغناء وأخذوا يلوحون بالأعلام رافعين اللافتات وحاملين المشاعل.
بينما احتفل البعض الآخر بهدوء في مجموعات صغيرة.
وبكى عدد قليل وتعانق الأصدقاء والأسر.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )