تامل ايران في ان ياخذ الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما مسلكا مرنا تجاهها بعكس السياسة المعادية التي انتهجها الرئيس جورج بوش المنتهية ولايته.
ويقابل الامل الايراني حذر اسرائيلي من تصنيع طهران قنبلة نووية ووعود اوباما التي اطلقها خلال حملته الانتخابية بشأن محاورة ايران.
واعرب الناطق باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام امس عن امله في ان يتمكن اوباما من تصحيح السياسة الخارجية لبلاده وان يسعى للعمل على اعادة الثقة العالمية ببلاده مثلما تمكن من كسب ثقة الشعب الاميركي.
واعرب الهام في تصريح نقلته وكالة الانباء الايرانية الرسمية «ارنا» عن امله في ان يتمكن اوباما من ايجاد تغييرات رئيسية في توجه الولايات المتحدة بشأن القضايا العالمية واحترام حقوق الانسان والشعوب و«الحد من الهيمنة والعدوان ضد الدول».
وأضاف: ان مشاركة الشعب الاميركي التي «لم يسبق لها» مثيل خلال القرن الاخير في انتخابات الرئاسة الاميركية «اثبتت ان سياسة بوش لم تفشل في الساحة الدولية فقط بل في الساحة الداخلية ايضا».
ودعا الى ضرورة «وضع حد لهيمنة اميركا والاعتداء على الدول». وقال ان «النفقات البالغة التي تحملها الشعب الاميركي جراء الحروب الفاشلة والظالمة قد ادت الى ايجاد ظروف اقتصادية سيئة اعتبرت من افضل منجزات حكومة بوش للشعب الاميركي».
دعوة لرفع العقوبات
كما نقلت وكالة ألانباء إلايرانية عن مسؤول إيراني كبير دعوته أوباما لإبداء حسن النوايا ورفع العقوبات المفروضة على الجمهورية الاسلامية.
وقال آية الله قربان علي دري نجف آبادي المدعي العام في إيران «يمكن لباراك أوباما إظهار نيته الحسنة للشعب الايراني من خلال رفع العقوبات الجائرة التي فرضتها الحكومة السابقة على إيران».
وحذا أوباما حذو سلفه بوش في عدم استبعاد توجيه ضربة عسكرية ضد إيران لكنه انتقد الادارة الأميركية المنتهية ولايتها لانها لم تدفع بالديبلوماسية والحوار مع إيران.
وقال أوباما إنه سيفرض عقوبات أكثر صرامة على إيران لكنه أبقى على إمكانية إجراء محادثات مباشرة مع المعادين للولايات المتحدة لحل المشاكل ومن بينها النزاع حول الطموحات النووية لايران.
من جانبها قالت إسرائيل إن إعلان أوباما استعداده للحديث مع إيران قد ينظر إليه في الشرق الاوسط على أنه مؤشر ضعف في الجهود الرامية إلى إقناع طهران بالتخلي عن برنامجها النووي.
وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليڤني للاذاعة الاسرائيلية ردا على تغير السياسة الأميركية حيال إيران عند تولي أوباما الرئاسة: «نعيش في منطقة حيث من الممكن تفسير الحوار على انه ضعف باعتبار انك فرضت عقوبات ثم تتحول إلى الحوار».
وتمثل تصريحات ليڤني أول إشارة على اختلاف عضو كبير في الحكومة الاسرائيلية مع أوباما منذ فوزه الساحق على المرشح الجمهوري جون ماكين.
وأضافت ليڤني التي تقود حزب كديما الذي ينتمي لتيار الوسط في الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية المقررة يوم العاشر من فبراير أن «المهم» هو أن الولايات المتحدة تحت قيادة أوباما «غير راغبة في قبول امتلاك إيران للسلاح النووي».
«لا خلاف بين الإدارتين»
وقالت إن «مواقف إدارة أوباما بخصوص الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني ستكون مشابهة لمواقف إدارة بوش».
واشارت ليڤني الى وجود بعض الاختلاف بين أوباما وبوش في النظر الى كيفية الإجابة على الطريقة الأنسب التي على العالم اتباعها للتعامل مع الجهات المتطرفة في المنطقة.
وقالت «هناك من يعتقد أنه يجب انتهاج القوة وآخرون يعتقدون أنه يجب انتهاج الحوار وأوباما ينتمي للقسم الثاني».
وأضافت «يوجد خلاف مع الولايات المتحدة إلا أن الفروق بين الإدارتين هناك ليست دراماتيكية، فحتى في إدارة بوش كان هناك من أيدوا الحوار».
ويعتقد الغرب أن البرنامج النووي لتخصيب اليورانيوم يهدف إلى تصنيع أسلحة ذرية وهو زعم تنفيه الجمهورية الاسلامية.
وقالت إسرائيل التي يعتقد أنها الدولة الوحيدة في الشرق اوسط التي تملك ترسانة نووية: إن البرنامج النووي الايراني يمثل تهديدا لوجودها وإنها تبقي كل الخيارات على الطاولة لوقفه.
وأشارت ليڤني الى أنها أوضحت لأوباما خلال اجتماعهما قبل عدة أشهر أن إسرائيل مهتمة بالتوصل الى حل للصراع في الشرق الاوسط على أساس دولتين متجاورتين غير أنها لن توافق على تقديم تنازلات في المسائل التي تعد «خطا أحمر» وفي مقدمتها الترتيبات الأمنية.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )