بيروت – عمر حبنجر
انشغل الوسط السياسي اللبناني، خصوصا قوى 14 آذار بالاتهامات التي ساقها موقوفون في سورية وعبر التلفزيون السوري ضد تيار المستقبل، عبر الحديث عن تورط هذا التيار في تمويل عملية التفجير التي حصلت في دمشق خلال سبتمبر الماضي واسفرت عن مقتل 17 شخصا بتنفيذ من «فتح الإسلام» الارهابي.
هذه الاتهامات التي فاجأت بتوقيتها مجلس الوزراء اللبناني الذي كان منعقدا لحظة بث ما وصف باعترافات وفاء شاكر العبسي ابنة زعيم «فتح الاسلام» وتسعة آخرين تركت انطباعات غير مشجعة على نتائج المباحثات التي سيجريها وزيرا الداخلية والدفاع اللبنانيان، خلال زيارتيهما المنفصلتين الى دمشق، قريبا.
وقد قررت قوى 14 آذار عقد اجتماع عاجل لقيادتها فور عودة النائب سعد الحريري من موسكو لدراسة وتقييم هذه الاتهامات، واتخاذ موقف قد يذهب باتجاه وضع شروط معينة لمسألة التنسيق الامني مع سورية.
اقتراح جعجع
واستبق رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية د.سمير جعجع اجتماع هذه القوى باعلان استغرابه اتهام تيار المستقبل بتمويل «فتح الاسلام».
وقال بعد لقائه البطريرك صفير في هذا المجال يقول المثل «اسأل مجربا ولا تسأل حكيما»، لكن حتى لا نبقى في التقييمات الشخصية، اقترح تحويل الموقوفين في سورية إلى لجنة التحقيق الدولية.
النائب حرب: تلفيقات تلفزيونية
بدوره النائب بطرس حرب سخر مما وصفه بـ «تلفيقات» التلفزيون السوري وتساءل عما إذا كان المطلوب اعطاء افادات ضد القوى السيادية اللبنانية، من سورية مباشرة.
وقال النائب حرب ان اسم «تيار المستقبل» دس في هذه الاتهامات لاسباب سياسية وان قوى 14 آذار طالبت بحسم الامور في معركة نهر البارد، التي خاضها الجيش مع جماعة فتح الاسلام، في حين وضع حلفاء سورية خطوطا حمراء في وجه الجيش اللبناني.
وحول طرح العماد ميشال عون على طاولة الحوار تعميم المقاومة في لبنان، قال حرب ان هذا الطرح سيبيح «انفلاش» السلاح تحت شعار الشعب المقاوم، لافتا الى ان قوى الاكثرية سيكون لها موقف موحد من هذا الطرح.
التسلل الحدودي
غير ان النائب حسين الحاج حسن، عضو كتلة الوفاء للمقاومة اعتبر ان من البديهي والمنطقي ان تتعاون الدول لمكافحة هذا النوع من الجرائم الذي ينبغي تمييزه بالتأكيد عن الحق في النضال والحق في المقاومة ضد العدو الحقيقي للامة وهو الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل، متوقفا امام الجرائم التي استهدفت الجيش اللبناني في طرابلس والشمال واستشهد نتيجتها عسكريون ومدنيون.
وقال ان بعض المعلومات اشارت الى تسلل عبر الحدود، سواء في تفجيرات دمشق او طرابلس وبالتالي من الطبيعي والمنطقي ان يتم التعاون بين البلدين، بمعزل عن مآل التحقيق.
مصادر 14 اذار: مؤشرات سلبية
واعتبرت مصادر 14 آذار ان «الاعترافات» التي بثها التلفزيون السوري تطورا خطيرا يرمي الى الصاق مزاعم واتهامات لتيار المستقبل بينما تضغط دمشق لفرض الانماط التي تلائمها مع التنسيق الامني مع لبنان وتحاول تصوير الواقع اللبناني بأنه خطر على امنها.
ورأت المصادر في القول ان «فتح الاسلام» ارتكبت تفجير دمشق ثأرا لمقتل عناصر لها على الحدود مع العراق، مجرد رسالة تذكيرية لواشنطن برسم ادارتها الجديدة تنطوي على القول: اننا نقاوم الارهاب، وهذا العمل الاجرامي استهدفنا على هذه الخلفية.
ولاحظــت المصــادر تــزامن هــذا التــطـور الامـــني الســوري مــع استعداد وزيــر الـداخلية زيــاد بــارود لــزيارة العــاصمة الســورية بـناء لــدعوة نظيــره الســوري، الاثنـــين المقــبل، فيــما تــلقى وزيــر الـدفاع اليــاس المــر، الــذي كــان هــدفا لمحــاولة اغتيال بسيارة ملغومة، ضمن مسلسل الاغتيالات التي شهدها لبنان عام 2005، دعوة مثيلة من نظيره السوري.
تيار المستقبل: حفلة أكاذيب
وليلا قال مصدر في تيار المستقبل ردا على سؤال: ليس مستغربا ان تقدم لنا المخابرات السورية «حفلة جديدة» من الاكاذيب المتلفزة، معتبرا ان في «الحفلة» التي بثها التلفزيون السوري دليلا اضافيا على علاقة هذه المخابرات بتنظيم «فتح الاسلام» تحديدا، وان هذا الشريط سيرسل الى لجنة التحقيق الدولية.
وذكّرت مصادر متابعة، بالشاهد السوري هسام هسام الذي استجوب من قبل لجنة التحقيق الدولية واطلق سراحه، وفجأة ظهر على التلفزيون السوري، نافيا كل ما قاله امام التحقيق الدولي، وموضحا بأن شهادته مفبركة.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )