قالت حركة حماس امس إنها تحمل القاهرة والرئاسة الفلسطينية مسؤولية أي فشل في الحوار الفلسطيني المقرر انعقاده برعاية مصرية.
ولايزال الغموض يكتنف قرار حماس من المشاركة في الحوار.
وقال القيادي في حماس والناطق باسم كتلتها البرلمانية صلاح البردويل «مازال الأمر قيد الدراسة»، مشددا في الوقت نفسه على أنه «لا ذهاب إلى الحوار بدون إنهاء ملف الضفة الغربية» في إشارة لمطالب الحركة الإسلامية بإطلاق سراح نحو 400 معتقل من كوادرها وأنصارها في سجون السلطة في الضفة ووقف الملاحقات التي تجري هناك.
وحذر مصدر مسؤول في الحركة، في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني «المركز الفلسطيني للإعلام»، من فشل الحوار بسبب «تباطؤ القاهرة والرئيس الفلسطيني محمود عباس في وقف الاعتقال السياسي بحق أنصار الحركة في الضفة ووقف الملاحقة لها ولمؤسساتها هناك».
وذكر المصدر أنه «لم يتم تحقيق أي شيء من الوعود التي قطعت من قبل المصريين على الأرض بعد لقاءين تم الحوار فيهما بشكل إيجابي».
وتابع: «للأسف بعد هذين الحوارين لم تكن هناك على أرض الواقع أي نتيجة ملموسة لجهد مصري لتحقيق ما تم الاتفاق عليه، خاصة فيما يتعلق باستمرار وتصعيد وتيرة الاعتقالات وإقالة المؤسسات وتعيين هيئات جديدة».
واتهم المسؤول في حماس المصريين بالعجز عن تحقيق الوعود التي قطعتها السلطة الفلسطينية لهم بشأن وقف هذه «الاعتداءات» التي تتم على حركة حماس وأبنائها ومؤسساتها بشكل وصفه بـ «الاستئصالي» في الضفة.
وأضاف: «هذا ما جعل الحركة تتحرك بشكل جدي من أجل إعادة النظر وتقييم الموقف باتخاذ قرار في ضوء ما يجري من تصعيد يرافقه صمت مصري واضح».
ومضى المسؤول يقول: «هذا يعيق الحركة عن اتخاذ قرار سلبي أو إيجابي للمشاركة في الحوار حتى هذه اللحظة في ضوء الصعوبات الداخلية نتيجة الإجراءات التي تمارس ضد الحركة بشكل لا يمكن تصوره على أعتاب جلسات الحوار المقبلة».
وتابع: «ان هذا الموقف يمثل مطلبا من حركة حماس في الضفة الغربية، وهناك توافق عليه من جميع أطياف الحركة في كل مواقعها في الداخل والخارج».
وحمل المسؤول في حماس القاهرة ورئاسة السلطة مسؤولية عدم وقف هذه الممارسات، محذرا من أن ذلك يدفع عن اتجاه إعاقة الحوار الفلسطيني - الفلسطيني.
وكانت قيادات في حماس هددت بمقاطعة الحوار الوطني الفلسطيني في حال عدم وقف حملات الاعتقال ضد عناصرها في الضفة الغربية من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية.
وبدأ امس ممثلون لمنظمات المجتمع المدني الفلسطيني مؤتمرا في القاهرة تحت عنوان «الوفاق الوطني، طريقنا الى المستقبل».
ويناقش المؤتمر على مدى يومين دور المجتمع المدني الفلسطيني في إنهاء حالة الانقسام وتحقيق الوفاق الوطني واضطلاع قوى المجتمع المدني الفلسطيني بدور مؤثر وفعال في هذا الاطار.
ويأتي انعقاد المؤتمر عشية مؤتمر الحوار الفلسطيني الذي دعت اليه مصر بعد غد الاثنين في القاهرة.
ومن المنتظر أن يصدر عن المؤتمر اعلان يعكس رؤية المجتمع المدني حول انهاء الانقسام الداخلي بين الفلسطينيين وتحقيق الوفاق الوطني ودعم هذا الاتجاه من اجل مصلحة الشعب الفلسطيني.