في أول مؤتمر صحافي للرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما أكد انه «سيتصدى للازمة الاقتصادية» باتخاذ كل «الاجراءات اللازمة» بعد تسلمه مهامه في 20 يناير المقبل، مشددا على ان «اول اجراء» سيقوم به بصفته رئيسا للولايات المتحدة سيكون وضع خطة للنهوض الاقتصادي.
واضاف اوباما عقب اجتماع مع مستشاريه الاقتصاديين إنه يريد من الكونغرس إقرار حزمة حوافز جديدة في أسرع وقت ممكن من أجل تحقيق الاستقرار في الاقتصاد الأميركي.
وشدد أوباما «سنحتاج إلى اقرار حزمة حوافز سواء قبل أو بعد تولي الرئاسة، أريد أن أرى حزمة حوافز عاجلا وليس آجلا».
وتعهد باراك أوباما بالاهتمام بالطبقة الوسطى وقال «نحن بحاجة إلى خطة إنقاذ للتيسير على الأسر والعائلات وزيادة النمو، كما أننا في حاجة لسياسات تستهدف الطبقة الوسطى وتجعل خلق الوظائف من أولوياتها».
وأكد الرئيس الأميركى المنتخب أن الولايات المتحدة تواجه تحديات اقتصادية كبيرة وقال «إننا نعمل بسرعة من أجل مواجهة هذه التحديات».
وأضاف «اننا فقدنا 240 ألف وظيفة خلال شهر أكتوبر الماضي، وذلك للشهر الثاني على التوالي، وأن اجمالي عدد الوظائف التي تم فقدانها خلال العام الحالي يبلغ 1.2 مليون وظيفة».
وتابع قائلا «إن أكثر من 10 ملايين أميركي أصبحوا الآن عاطلين، وان عشرات الملايين يكافحون من أجل بحث كيفية سداد فواتير منازلهم، وهذا يعني أننا نواجه تحديات اقتصادية كبيرة في حياتنا، ولكننا سنعمل بسرعة من أجل إيجاد حل لذلك».
وأضاف «نلاحظ صعوبات تتجاوز المؤسسات المالية وسنهتم بقطاع صناعة السيارات بشكل أساسي»، متابعا بقوله «لقد بدأنا في اتخاذ إجراءات مهمة اليوم، ونتوقع إجراءات تتسم بالصعوبة خلال الأيام المقبلة لمواجهة الأزمة المالية».
وتابع «لقد قررت ان يتخذ الفريق الانتقالي اجراءات جديدة لمساعدة قطاع صناعة السيارات على التأقلم مع تراجع الطلب».
واضاف «ان صناعة السيارات هي العمود الفقري للصناعة الاميركية ولها دور أساسي في محاولتنا خفض تبعيتنا للنفط الأجنبي».
واعرب عن امله في «ان تقوم الحكومة بكل ما بوسعها لتسريع (توزيع) المساعدة على تجديد المعدات الصناعية التي صادق الكونغرس عليها».
وكان الكونغرس صادق في بداية سبتمبر على منح مبلغ 25 مليار دولار في شكل قروض بفوائد مخفضة من اجل ان تتمكن الصناعة الاميركية من انتاج نماذج سيارات اقل استهلاكا للوقود واكثر احتراما للبيئة.
واعلنت شركة جنرال موتورز اكبر صانع اميركي للسيارات امس انها مهددة بالإفلاس في 2009، بسبب نقص السيولة.
أكبر تحد اقتصادي
وقال «نواجه أكبر تحد اقتصادي في حياتنا وسيكون علينا أن نتحرك بسرعة لحله». وقد اعلنت اكبر 3 شركات اميركية لصناعة السيارات هي فورد وجنرال موتورز وكرايزلر عن خسائر كبيرة.
وفيما يخص الملف النووي الايراني شدد الرئيس الاميركي المنتخب على أن تصنيع ايران للأسلحة النووية أو دعمها للمنظمات الإرهابية امر غير مقبول ولابد ان يتوقف واضاف «انا رئيس منذ 3 ايام فقط وطريقة التعاطي مع الملف الإيراني لابد له من وقت»، مشددا «ولكني اعتقد ان صنع ايران للسلاح النووي امر لا يمكن قبوله، وعلينا ان ننظم جهدا دوليا لمنع حدوث ذلك».
وعن رده على تهنئة الرئيس الايراني له بالفوز في الانتخابات قال اوباما: سأراجع رسالة تهنئة نجاد وسنرد عليها بالشكل المناسب.
وفي وقت سابق أمس، ناقش الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما الازمة المالية وغيرها من المشاكل مع عدد من كبار قادة العالم قبيل ادلائه بأول تصريحات رسمية له منذ فوزه في الانتخابات.
واجرى اوباما مكالمات هاتفية مع زعماء كل من استراليا وبريطانيا وكندا وفرنسا والمانيا واسرائيل واليابان والمكسيك وكوريا الجنوبية، مما يعجل بانتقال السلطة السياسية اليه من الرئيس الحالي جورج بوش.
وذكرت العديد من عواصم العالم ان محادثات اوباما تناولت الازمة المالية وسبل معالجتها والحرب في افغانستان والتغير المناخي وبرنامج كوريا الشمالية النووي.
وعقب تعرض «وول ستريت» لخسائر كبيرة على مدى يومين بلغت نحو 10% منذ انتخابات يوم الثلاثاء الماضي سيسعى أوباما للحصول على مشورة خبراء الاقتصاد ورجال الاعمال وخبراء السياسة بشأن طريقة التعامل مع أسوأ أزمة مالية منذ الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي.
وشكل أوباما بعد فوزه الكاسح في الانتخابات والذي أرجع جزئيا الى وعده بانعاش الاقتصاد الأميركي فريقا اقتصاديا انتقاليا يضم 17 فردا لاعطائه المشورة في اختيار الفريق الدائم الذي سيعمل معه في البيت الابيض وكيفية الوفاء بالوعود التي قطعها على نفسه خلال حملته الانتخابية.
وأقر أوباما بالحاجة الملحة لانعاش الاقتصاد، ومن المتوقع ان يبت سريعا في خيارته بشأن تعيينات مهمة في فريقه الاقتصادي.
ردود على تنصيب عمانوئيل
وفيما أشاد بعض أعضاء الكونغرس باختيار اوباما النائب رام عمانوئيل امينا عاما للبيت الابيض، أعرب آخرون عن قلقهم من أن تعيينه سيعزز الانقسامات الحزبية.
وقال جيم مانلي كبير مستشاري شؤون الاتصال لدى زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الديموقراطي هاري ريد إن اختيار النائب من مدينة شيكاغو عمانوئيل «هو خيار جيد».
وأضاف أن رام عمانوئيل يعلم بخفايا الكابيتول هيل والبيت الأبيض، وواضع إستراتيجيات رائعة يعرف ما يصبو له.
وأوضح أن المزاعم التي تتهم إيمانويل أنه شديد التحزب «سخيفة».
غير أن زعيم الأقلية في مجلس النواب الجمهوري جون بوهنر شكك في اخيتار أوباما قائلا «هذا اختيار مثير للسخرية جاء من قبل رئيس منتخب تعهد بتغيير واشنطن».
أكسلرود كبير المستشارين
وقبل كبير الاستراتيجيين في حملة أوباما ديڤيد أكسلرود تولي منصب كبير مستشاري الرئيس الجديد.
ونقلت شبكة «اي.بي.سي» الإخبارية وصحيفة «بوليتيكو» عن مصادر ديموقراطية ان أكسلرود وافق على طلب الرئيس المنتخب باراك أوباما الانضمام إلى فريقه بصفته كبير مستشاري الرئيس الجديد.