ولم تنجح المحاولات الصهيونية في قطع اوصال الهرمل عن باقي المناطق مثل طرابلس وبيروت وحتى سورية من عودة النازحين الهرملاويين والبعلبكيين على حد سواء، بعد نزوح هؤلاء بغالبيتهم الى سورية والى جرود الهرمل التي استهدفت بدورها على انها مراكز تدريب لحزب الله.
وإذ تختلف صورة الهرمل ما بعد العدوان عن بعلبك لجهة الآثار العدوانية المتخمة في بعلبك بنيران وغارات مكثفة، فإن نار الشائعات في الهرمل لم تخمد ولو بعد اكثر من اسبوع على وقف اطلاق النار.
واكثر الاشاعات طرافة كانت احدى الخبريات قيل انها نشرت عبر الانترنت وتفيد بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لم يستهدف الهرمل بغارات وصواريخ جيشه كرامة لأجداده اليهود الذين عاشوا ودفنوا في تلك المنطقة.
وتوجد في الهرمل مقبرة يهودية لم يتبق منها سوى مساحة قليلة ومن المعروف ان اليهود مروا بهذه المنطقة وعاشوا فيها لفترة طويلة وتروى الكثير من الاساطير حول هذه المرحلة تحديدا بحيث يُعاد تركيب اسم الهرمل الى مرادفتين هما «هِر ـ مال» نسبة الى الاموال التي اسقطها الله ـ بحسب الاحاديث ـ على اليهود للإيمان به، فيما يرد آخرون التسمية الى «هرم ـ إيل» والإيل هو الرب وبالتالي فإن «الهرمل» تعني «هرم الرب».
يستأنس اهالي البقاع الشمالي بهذا الحديث ويشكرون الله ممازحين على ان مقبرة اليهود انقذتهم من غطرسة اولمرت واعوانه، وربما من خلال هذا التحليل يفسرون عدم استهداف الاحياء الداخلية للهرمل سوى غارة يتيمة استهدفت مركزا اجتماعيا سابقا لـ «حزب الله» الى استهداف جسر العاصي بأربع غارات على دفعتين حتى تدميره كليا واستهداف لهوائي المنار، مما ادى الى تضرر الكثير من المنازل المحيطة.
<3>