قالت الشرطة العراقية ان سيارتين ملغومتين انفجرتا في وسط بغداد امس ثم فجر انتحاري نفسه وسط الحشود التي هرعت لمساعدة الجرحى مما ادى الى مقتل 28 شخصا واصابة 68 آخرين.
وكان الهجوم واحدا من أشرس الهجمات في العراق منذ أشهر ووقع في حي الكسرة على الضفة الشرقية لنهر دجلة في منطقة تمتلئ بالمقاهي والمطاعم بالقرب من معهد للفنون الجميلة.
وكان بين القتلى والجرحى عدد من الطلاب والطالبات كانوا يتناولون الإفطار وقت الهجوم الذي أوقع أيضا عددا من أفراد الجيش والشرطة الذين هرعوا للموقع.
وعقب الانفجار قامت قوات الامن العراقية بمساندة قوات اميركية بغلق مكان الحادث وفرض طوق امني حوله.
وتشهد مدينة بغداد منذ اشهر تحسنا ملحوظا في مستوى الامن حيث بلغ عدد القتلى الشهر الماضي 238 قتيلا وهو أقل عدد منذ الغزو عام 2003.
لكن تحسن الامن في بغداد وباقي المحافظات لم يحل دون وقوع اختراقات امنية ينجم عنها عدد من الانفجارات من وقت لاخر.
انتحارية تقتل وتصيب 15
وفي بعقوبة قال شهود عيان إن انتحارية ترتدي حزاما ناسفا فجرت نفسها امس قرب نقطة تفتيش لقوات مجالس الإسناد (الصحوة) ما أدى الى مقتل 7 أشخاص غالبيتهم من أفراد الصحوة وجرح 8 آخرين بينهم مدنيون.
وأشار الشهود إلى أن قوات من الجيش والشرطة حاصرت مكان الانفجار وأغلقت الطرق المؤدية إليه.
رايس إلى بغداد قريبا
على الصعيد السياسي قال مصدر مقرب من الحكومة العراقية إن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قد تزور بغداد قريبا.
وأوضح المصدر في تصريح لـ «الحياة» اللندنية نشر امس أن الهدف من الزيارة هو حض الأطراف السياسية على قبول الاتفاق الامني وشرح الموقف الأميركي من المطالب التي تقدمت بها الحكومة العراقية.
مبعوث المالكي إلى موسى
وتبلغ امين عام الجامعة العربية عمرو موسى من مبعوث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي توضيحات لطمأنة دول جوار العراق العربية بشأن الاتفاقية الامنية المزمع توقيعها بين واشنطن وبغداد.
وحمل التوضيحات وزير الامن العراقي شروان الوائلي في رسالة بعث بها المالكي الى عمرو موسى في مقر الجامعة بالقاهرة.
وأكد الوزير العراقي للامين العام أن الولايات المتحدة قامت بالرد على التعديلات التي طلبتها الحكومة العراقية لانسحاب القوات الأميركية من كل العراق بحلول عام 2011 ومن المدن العراقية قبل ذلك وأن الاتفاقية لا تخل باستقلال وسيادة العراق، كما أنها تنص على عدم استخدام أراضي العراق للتجاوز على دول الجوار.
من جانبه، قال الامين العام في مؤتمر صحافي عقب اللقاء «إننا كلنا ندعم استقلال واستقرار العراق، إذ إن استقرار العراق هو استقرار لنا جميعا».
وقال المبعوث العراقي إن الرسالة التي بلغها لموسى هي رسالة تطمئن لكل الدول العربية.
وفي رده على سؤال حول ما قاله الرئيس السوري بشار الاسد ان توقيع العراق على الاتفاقية الامنية سيعني أن العراق سيكون قاعدة لضرب البلدان العربية، قال الوزير: لن يكون العراق ممرا للاعتداء على أي دولة جارة أو صديقة أو عربية وهذه حقيقة مجمع عليها.
وفي رده على سؤال حول الاتفاقيات الامنية في القاهرة، قال ان هناك دعوة شخصية للوزير عمر سليمان وهناك رسائل للرئيس المصري ورسالة أخرى للامين العام للاطمئنان بشأن الاتفاقية الامنية.
وكانت الولايات المتحدة سلمت الحكومة العراقية الخميس الماضي نسخة معدلة من الاتفاقية الامنية، مؤكدة انها النسخة «النهائية» وتتضمن ردا «ايجابيا» على التعديلات التي طلبتها الحكومة العراقية.
وقالت الجامعة العربية في بيان ان الاتفاقية الامنية في صيغتها الاخيرة «لا تخل باستقلال وسيادة العراق كما انها تنص على عدم استخدام اراضي العراق في التجاوز على دول الجوار».
وكانت الإدارة الأميركية سلمت بغداد الخميس الماضي ردها «النهائي» على مطالب قدمها مجلس الوزراء العراقي لتعديل بنود في الاتفاق، فاستجابت واشنطن إلى بعضها ورفضت بعضها الآخر.
اجتماعات لبحث الاتفاق الأمني
إلى ذلك أوضح القيادي في حزب «الدعوة» النائب علي الأديب وهو مقرب من المالكي أن «الاتفاق الآن في مرحلة الترجمة الدقيقة، بعدما أرسلت واشنطن إلينا النسخة المعدلة لتلافي الاختلافات في اللغة والتعبير، وسيطرح بعدها للنقاش في مجلس الوزراء».
وأضاف: «بعد ذلك سيعقد اجتماع خلال أيام لقادة الكتل السياسية لتسليمهم المسودة النهائية، لأن الحكومة ليست وحدها المعنية بقبول الاتفاق أو رفضه».
وعن إمكان استئناف المفاوضات حول التعديلات التي رفضتها الإدارة الأميركية، قال الأديب: «الوقت لا يسمح بذلك».