بيروت ـ عمر حبنجر
الاتصالات مازالت محور الحركة السياسية في بيروت، وبين بيروت ودمشق، سواء كان بهدف تفعيل المصالحات او من اجل جعل العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسورية واقعا ملموسا بعيدا عن «اللجان المشتركة» التي اثارت ذكريات لا تسر في بعض الاوساط اللبنانية.
ويؤمل ان تنشط هذه الاتصالات اكثر مع عودة الرئيس ميشال سليمان من نيويورك فجر اليوم.
وكانت قوى 14 آذار قد شنت حملة عنيفة على نتائج زيارة وزير الداخلية زياد بارود الى دمشق، وقال سعد الحريري ان الكل يعلم ان النظام السوري هو من يهاجم لبنان محاولا الاخلال بأمنه.
الكتلة الوطنية والمصيبة الكبرى
بدوره، رأى حزب الكتلة الوطنية، الذي انعقد برئاسة عميده كارلوس اده امس، ان التطورات غير المتوازنة سواء كان بشأن مواضيع الحوار الداخلي او بشأن العلاقة مع سورية هي نتيجة متوقعة لاستعمال السلاح في الداخل وللتنازلات التي فرضت على قوى الاكثرية «الامر الذي حذرنا منه مرارا».
الحزب الذي انسحب من قوى 14 آذار احتجاجا على المساومات، اعتبر ان زيارة وزير الداخلية زياد بارود الى سورية اتت وفق المخطط السوري.
14 آذار: لا جدوى من التنسيق الأمني
وكانت قوى 14 آذار سجلت تحفظها على احياء لجان التنسيق الامني بين بيروت ودمشق، خلال زيارة وزير الداخلية زياد بارود، ورأت ان لا جدوى من التنسيق الامني تحت مظلة «المجلس الاعلى اللبناني ـ السوري»، واعتبرت في الوقت ذاته ان اقتراح العماد ميشال عون حول الاستراتيجية الدفاعية هو اقتراح خطير ومعاد للمصلحة الوطنية ومناقض للقرار الدولي 1701.
لكن رئيس الحكومة السابق عمر كرامي اعتبر انه يستحيل قيام استقرار وازدهار في لبنان ان لم تكن هناك علاقة طبيعية وقومية وندية بين لبنان وسورية، مطالبا رئيس الوزراء فؤاد السنيورة باتخاذ القرارات كرجل دولة وبعيدا عن العواطف الشخصية.
ودعا كرامي الى تأجيل جلسات الحوار الى ما بعد الانتخابات النيابية المقبلة.
تبادل السفارات
الى ذلك، نقلت اذاعة «النور» عن صحيفة «السفير» قول مصادر سورية رفيعة ان كل ما تم الاتفاق عليه في القمة اللبنانية ـ السورية سيوضع موضع التنفيذ، لكنه ليس بالاكراه انما بالنوايا الصادقة والحريصة.
واشارت الى انه اذا استمرت المناخات الاخيرة بالتطور فسنشهد تبادلا للسفارات قبل نهاية العام الحالي، اما بالنسبة للسفراء فإن اختيارهم بحاجة الى وقت اطول، وهذا الامر يسحب نفسه على موضوع ترسيم الحدود وباقي مندرجات القرار 1701، واذا سارت الامور كما يجب فإن عملية ترسيم الحدود ستبدأ من الشمال ولن تشمــل مــزارع شبعا المحتلة.
واضافت المصادر السورية لـ «السفير» ان الانتشار العسكري السوري يهدف الى ضمان عدم تهريب البضائع والاشخاص ويرمز في جانب منه الى البعد الامني في ضوء التحقيقات مع فتح الاسلام التي نفذت اعتداء دمشق، ولا يجوز ان يعطى هذا الانتشار اي ابعاد اخرى، واكدت المصادر ان سورية لن تعود عسكريا الى لبنان، وقد اثبتت تجربة السنوات الثلاث الاخيرة ان بمقدورها ان تكسب بالسياسة والصداقة اكثر بعد سحب جيشها من لبنان.
فضل الله: لبنان مسرح للمخابرات
في سياق متصل، اعتبر العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله ان لبنان لايزال مسرحا للاستخبارات الدولية والتدخلات الاقليمية.
فضل الله وبعد استقباله سفير ايران محدم رضا شيباني ثم منسق الامم المتحدة مايكل ويليامز اكد ان الكثير من الامور الجاري تداولها في لبنان مرتبطة بالمسألة الفلسطينية، مشددا على ان اي حل يأتي على حساب حقوق الفلسطينيين سيدخل المنطقة في صراعات دامية مرة اخرى، منتقدا الحملات على ايران.
قاسم: المقاومة تتابع استعداداتها
بدوره، قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال استقباله وفدا من منتــدى الوحدة الاسلامية في لندن، ان المقاومة تتابع اليوم استعداداتهــا بكل ثبات وقوة وعزيمة وايمان، في مقابــل التحديـات الاسرائيلية وكل محاولـــة للهيمنة على بلدنا وخيراتــنا ومستقبـل اجيالنا.
في غضون ذلك، ترأس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اجتماعا وزاريا تحضيريا لزيارة رئيس الوزراء الفرنسي فرانسو خيون الاسبوع المقبل الى بيروت وللتنسيق بين الوزارات ولتنسيق الامور.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )