اشاد الرئيس الأميركي جورج بوش امس بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على «قيادته واقناعه الجميع بالحضور للتحدث عن الايمان» في الاجتماع رفيع المستوى الذي استضافته الجمعية العامة في الامم المتحدة حول الحوار بين الديانات والثقافات.
جاء ذلك في كلمة القاها بوش في ثاني وآخر ايام الاجتماع الذي يأتي بمبادرة من خادم الحرمين والعاهل الاسباني الملك خوان كارلوس والذي يشارك فيه عدد كبير من قادة الدول والحكومات.
وقال بوش: «اقدر حضور المشاركين الذين يدركون قوة الايمان وقدرته على احداث تغيير ودفع للافضل» مقرا بان الايمان «غير من حياتي قبل سنوات خلت واعلم ان العديد من القادة المجتمعين في هذه الجمعية متأثرون بالايمان بدورهم».
واضاف انه على الرغم من ان الناس يتعبدون في اماكن مختلفة «الا ان ايماننا يقودنا الى قيم مشتركة فنحن نؤمن ان الله يريد لنا العيش في سلام وان نعارض جميع اولئك الذين يستغلون اسمه لتبرير العنف والقتل».
واشار الى ان الولايات المتحدة «ساعدت في الدفاع عن حرية الآخرين الدينية بدءا من تحرير معسكرات التجميع في اوروبا (خلال الحرب العالمية الثانية) وحتى حماية المسلمين في كوسوڤو وافغانستان والعراق».
وقال «نشجع بشدة الامم على فهم ان الحرية الدينية هي اساس مجتمع صحي ومزدهر وافضل سبل الدفاع عن حرية المعتقد هي مساعدة الديموقراطية على البزوغ».
واعرب خادم الحرمين لدى افتتاحه المؤتمر امس الاول عن أسفه لكون «الخلافات بين الاديان والثقافات ادت عبر التاريخ الى التعصب وتسببت في اندلاع حروب مدمرة واراقة دماء من دون اي مبرر».
ودعا الى «السلام والوئام» كما فعل في يوليو في مدريد خلال المؤتمر العالمي للحوار بين الاديان.
وقال بوش «إن نشر الديموقراطية هو الطريق الأقصر لتحقيق السلام وإن الأحرار وحدهم قادرون على الدفاع عن معتقداتهم والوقوف بوجه الساعين إلى جرهم نحو الشر وبوسع هؤلاء أن يحولوا دون وقوع أولادهم في فخ المتطرفين من خلال إعطائهم بديلا مفعما بالأمل».
واضاف الرئيس الاميركي المنتهية ولايته أن الولايات المتحدة تعمل من أجل وضع الحرية الدينية في صلب سياستها الخارجية.
وقال «أنشأنا لجنة لمراقبة الحريات الدينية حول العالم ونشجع الدول على الفهم بأن الحرية الدينية هي أساس المجتمعات الصحية ونحن لا نخشى الوقوف مع المنشقين والمؤمنين ولو لم يلق ذلك ترحيبا».
قطر
وفي وقت سابق، اكد رئيس مجلس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني ان قطر تعتبر الحوار بين الاديان والثقافات خيارا استراتيجيا يشكل ضرورة لتاسيس فضاء منفتح يضمن التعايش من اجل السلم وتحقيق الاستقرار للشعوب، داعيا الى تكريس القواسم المشتركة فيما بينها.
جاء ذلك في كلمة قطر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول.
وعلى ارض الواقع، لفت الى تجسيد ذلك ميدانيا في الدولة من خلال السماح ببناء دور العبادة لاتباع الديانات السماوية الاخرى المقيمين في قطر، ايمانا بمبدأ حرية الاعتقاد والعبادة الذي اقرته الشريعة الاسلامية.
واوضح ان كل الديانات تتقاسم اسسا مشتركة وتتشارك في قيم كونية تعددية، كالمناداة بالمساواة والوئام والتسامح وتقبل الآخر، عازيا المواجهات بين الامم الى المصالح السياسية والاقتصادية، لا إلى الاختلافات الدينية والثقافية.
ودعا الى ان تكون هذه الاختلافات القائمة في عالمنا المعاصر حافزا لتوسيع التعارف واستمرارية الحوار، مستشهدا بالآية القرانية (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا..).
واسف لرؤية ظواهر وتوجهات تغذي التعصب بين الاديان والثقافات، وتصعّد المواجهة بينها، لكونها تخل بمسيرة النهوض على اساس التفاهم بين الشعوب.
الامارات
وفي نفس السياق، اكدت دولة الامارات العربية المتحدة دعمها للجهود والتوجهات الرامية الى بسط سيادة القانون والسلام والاستقرار في جميع انحاء العالم.
واعربت عن تاييدها الكامل لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الخاصة بعقد مؤتمر عالمي للحوار بين الاديان.
ودعت الامارات - في كلمتها امام مؤتمر حوار الاديان والتي نقلتها امس وكالة انباء الامارات (وام)- الاسرة الدولية لتبني كامل التوصيات القيمة الواردة في «اعلان مدريد»، لاسيما المعنية بتشكيل فريق عمل لدراسة سبل الترويج لثقافة الحوار بين اتباع الديانات والحضارات ومعالجة معوقاته. واكدت دولة الامارات في الكلمة التي وجهها الى المؤتمر رئيس وفدها الشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم امارة الفجيرة ان الاختلاف بين الامم والشعوب وتمايزهم في معتقداتهم وثقافاتهم وحضاراتهم يشكل ارثا بشريا قيما ينبغي الحفاظ عليه من خلال ارساء قيمه الاخلاقية والانسانية والتعاضد على مكافحة الظلم والاستبداد.
وتضمنت الكلمة التشديد على «مناصرة الحق والخير والسلام وهو ما يتطلب العمل معا على اشاعة ثقافة التسامح والحوار ودعم مؤسساته وتطوير آفاقه واعتماده وسيلة لتوطيد ركائز السلم العالمي والكف عن هدر الموارد البشرية وتهديد مستقبل الارض». وقال الشيخ حمد بن محمد الشرقي ان الامارات تتطلع لاعلان الامم المتحدة عام 2010 عاما دوليا للتقارب بين الثقافات يساهم في تعزيز التفاهم المتبادل والتقارب بين الاديان والحضارات ونشر ثقافة وتطبيقات السلام بين الشعوب والدول.