قال الرئيس الروسي ديمتري ميدڤيدڤ في حديث نشرته صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية أمس إن روسيا لن تقدم على نشر صواريخ في جيب كاليننغراد الروسي على بحر البلطيق في حال ألغى الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما مشروع إقامة درع صاروخية أميركية في أوروبا.
واشار ميدڤيدڤ الى أن موسكو لا يوجد أمامها خيار سوى الرد على خطط الويات المتحدة لوضع شبكة من الصواريخ وأنظمة الرادار بالقرب من حدود روسيا.
وقال ميدڤيدڤ «نحن مستعدون للعدول عن قرارنا بنشر صواريخ في كاليننغراد إذا قررت الإدارة الأميركية الجديدة التخلي عن نظام الدرع المضادة للصواريخ».
وأشار إلى أنه استنادا لردود الفعل الأولى فإن أوباما «يبحث الأمر».
وقال الرئيس الروسي إنه يعتزم بحث اقامة «نظام دفاع عالمي بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي».
نشرت تعليقات ميدڤيدڤ في الصحيفة الفرنسية ـ المعروفة بقربها من إدارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ـ قبيل قمة أوروبية روسية مقرر اليوم في مدينة نيس الفرنسية.
واتهم ميدڤيدڤ واشنطن بأنها خططت لاقامة الدرع الصاروخية «دون الحصول على موافقة أوروبا وشركائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو)». وقال إن القضية تمثل «مشكلة حقيقية».
وقال الرئيس الروسي عن قمة اليوم إن روسيا وأوروبا تعتمدان على بعضهما البعض بشكل متبادل.
وأوضح «نحتاج لاستثمارات متبادلة وأوروبا هي المستهلك الأكبر للطاقة الروسية ونحن المستهلك الأكبر للتكنولوجيا والسلع الأوروبية».
وقرر وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في وقت سابق هذا الاسبوع إعادة فتح باب المفاوضات مع موسكو بشأن معاهدة استراتيجية وهي المفاوضات التي كان الاتحاد علقها على خلفية الحرب بين روسيا وجورجيا.
وترى روسيا في النظام تهديدا منها وأعلنت الاسبوع الماضي خططا لنشر صواريخ «اسكندر» التكتيكية في منطقة كاليننغراد التي تقع على حدودها مع پولندا ردا على ذلك.
وصرح ميدڤيدڤ بأنه تحدث هاتفيا مع أوباما ويأمل أن يلتقي به شخصيا قريبا.
وأضاف «نتمنى إقامة علاقات صريحة وصادقة مع الادارة الجديدة وحل المشاكل التي لم نتمكن من حلها مع ادارة الحالية».
من جانب آخر، ندد وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس بتهديد موسكو بنشر صورايخ في جيب كاليننغراد الروسي ردا على المشروع الاميركي نشر الدرع المضادة للصورايخ في اوروبا الشرقية.
وقال الوزير للصحافيين في ختام اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الاطلسي مع اوكرانيا في تالين «بعيد ساعات من انتهاء الانتخابات الاميركية رد الرئيس الروسي ميدڤيدڤ بالتهديد بنشر صواريخ في كاليننغراد.
الادارة الاميركية الجديدة لا تستحق استقبالا كهذا».
واضاف ان «ملاحظات استفزازية كهذه خاطئة ولا جدوى منها».
وقال غيتس: «نقول لروسيا الا تخشى درعا دفاعيا مضادا للصواريخ ولا وجود لدول ديموقراطية في محيطها».
واضاف «بدلا من اطلاق مثل هذه التصريحات التي تذكر بحقبة ولت تفضل الولايات المتحدة ان تعمل روسيا معنا لمحاربة الأخطار التي تهدد امن البلدين».
واكد غيتس ان واشنطن ستستمر في «البحث عن علاقات بناءة وايجابية مع الحكومة الروسية».