واشنطن - أحمد عبدالله
القى مستشارا الأمن القومي السابقان زبيجنيو بريجنسكى وبرنت سكاوكروفت خلال حوار اجراه معهما برنامج اخباري تقدمه شبكة التلفزيون العامة في الولايات المتحدة «بي.بي.اس» اول من امس قدرا من الضوء على ما ينتظره «مجتمع» السياسة الخارجية في واشنطن من الرئيس المقبل باراك اوباما.
ويمثل بريجنسكي شريحة مهمة من العاملين في مضمار السياسة الخارجية في الحزب الديموقراطي وقد احتل موقعه على رأس مجلس الأمن القومي في فترة رئاسة جيمي كارتر بالاضافة الى انه كان احد ابرز مستشاري اوباما للشؤون الخارجية خلال الحملة الانتخابية.
أما سكاوكروفت فانه بدوره يمثل تيار الواقعيين في الحزب الجمهوري من العاملين في السياسة الخارجية ايضا وقد سبق ان ترأس مجلس الامن القومي في رئاسة جيرالد فورد وجوج بوش الاب.
وسئل المسؤولان السابقان عما سيفعل الرئيس أوباما عند توليه السلطة للوفاء بالتزامه الذي تعهد به خلال الحملة بشأن الانسحاب من العراق فقال بريجنسكي «لقد قال انه سيحاول سحب أربع كتائب خلال الشهور التي ستلي حفل التنصيب مباشرة وعلى امتداد 16 شهرا، لقد كان ذلك وعدا تعهد به وأفترض انه سيحاول الوفاء به».
وأضاف «وفي تقديري انه سيتحدث مع العراقيين حول تاريخ محدد للانسحاب لرؤية ما اذا كان لديهم آراء قوية بهذا الشأن، وحين اقول العراقيين فانني لا اقصد من هم في الحكم فقط ولكن اقصد العراقيين خارج الحكومة ايضا، وسيتحدث ايضا مع جيران العراق حول نتائج الانسحاب بالنسبة لهم ومن شأن ذلك ان يؤدي الى درجة اكبر من الثقة حول احتمالات فك الارتباط».
وسئل سكاوكروفت «هل تشعر بالتوتر حين تسمع بريجنسكي يتحدث عن تاريخ محدد لخفض قواتنا، هل تشعر بالقلق من هذا؟»، واجاب الجنرال «نعم انه امر يجعلني اشعر بقدر من التوتر لانني ارى انه لا ينبغي لنا ان نعامل الامر وفق اي برنامج زمني»، واضاف سكاوكروفت «بالنسبة لي فان الموقف الذي نحاول بلورته هو ان يصبح العراق قوة مؤثرة من قوى الحفاظ على الاستقرار وليس للفوضى والمواجهات، ولن يمكن تحقيق ذلك عبر البرامج الزمنية بالضرورة، هل بوسعنا الآن ان نخفض بعض القوات؟ بالتأكيد ان القوات العراقية تبرهن يوما بعد يوم انها اكثر قدرة قتالية وهو امر يتيح لنا ان نبدأ الانسحاب، ولكن علينا ان نختبر الوضع ونراقبه كلما خطونا خطوة في هذا الاتجاه».
وتابع «انني اتفق مع زبيجنيو في ان علينا ان نتحدث مع العراقيين ومع جيرانهم، ولكن الجميع يلعبون لعبة سياسية في العراق ايضا، ان هناك قسما من العراقيين يريدون ان نخرج بالكامل في هذه اللحظة وهناك قسم آخر لا يريدنا ان نغادر ابدا، ويعتمد الامر على تطور الموقف وهو ما يراقبه ايضا جيران العراق».
وسئل المستشاران عما إذا كانت سياسة أوباما تجاه افغانستان ستكون مرتبطة بسياسته تجاه العراق على اي نحو مباشر فقال سكاوكروفت «لقد قال الرئيس المنتخب ان اي قوات تسحب من العراق ستذهب الى افغانستان، وفي تقديري ان الصلة يجب ان تتوقف عند هذا الحد اذ ان العراق وافغانستان بلدان مختلفان كليا كل عن الآخر، اما القول ان لدينا مشكلة عسكرية في افغانستان كما في العراق ومن ثم وضع البلدين في سلة واحدة في السياسة الخارجية فانه خطأ كبير».
وعلق بريجنسكي على ذلك بقوله «حين نتحدث عن تاريخ محدد او جدول زمني فان علينا ان نتذكر ان البرلمان العراقي صوت بالموافقة على طلب بخروجنا وان الحكومة العراقية تتحدث عن خروجنا بحلول العام 2011 وادارة الرئيس بوش تتحدث عن الانسحاب في عام 2011، لذا فان القضية ليست الخطر الكامن في تحديد موعد محدد للانسحاب ولكنها في وضع تقييم معقول للمخاطر التي يحتمل ان تنجم عن الانسحاب في تاريخ محدد ومراقبة تلك المخاطر المحتملة ومواصلة التباحث مع جيران العراق واعتقد اننا سنخرج من العراق على اي حال خلال عامين او ثلاثة اعوام».