بيروت ـ عمر حبنجر
هل ينجح مجلس الوزراء اللبناني في كبح واستيعاب هبّات الرياح السياسية الشائكة في عز الشتاء اللبناني اليوم؟
التقديرات الاولية ترجح انه لن يسمح الرئيس ميشال سليمان العائد من مؤتمر حوار الثقافات والأديان في نيويورك بفلتان الملف من اول مواجهة بين فريقي الاكثرية والمعارضة داخل حكومة الوحدة الوطنية، سواء كان حول مسار تطبيع العلاقات مع سورية انطلاقا مما اسست له زيارته الرئاسية الاولى الى دمشق، او ما حاول وزير الداخلية زياد بارود تطبيقه على ارض الواقع في زيارته الاخيرة، او حول ملف الهاتف الخليوي الذي يعد اول اصطدام فعلي بين الاكثرية والمعارضة في مجلس الوزراء.
وتستند هذه التقديرات الى ادراك الرئيس سليمان ان هناك الكثير من الفعاليات السياسية تكمن له على المنعطفات الكثيرة التي عليه عبورها حتى الوصول الى المنعطف الانتخابي النيابي الحاسم في الربيع المقبل.
السنيورة: نتائج زيارة بارود جيدة
من جهته، الرئيس فؤاد السنيورة اكد ان الوزير زياد بارود ذهب الى دمشق بناء على تفويض من مجلس الوزراء، وبعد التشاور معه ومع رئيس الجمهورية.
ووصف السنيورة الذي كان يتحدث الى الصحافيين بعد صلاة الجمعة امس، النتائج التي توصل اليها بارود في دمشق بالجيدة، وانه سيطلع مجلس الوزراء على النتائج التي تحققت، وسيكون المجلس هو صاحب السلطة في هذا الشأن.
وأضاف: نحن حريصون على إتمام عملية تبادل السفارات مع سورية في اسرع وقت ممكن، نافيا ان يكون قد تلقى اي رسالة لزيارة دمشق.
مشيرا الى ان مجلس الوزراء هو المكان المطلوب الذي يجب التداول والتشاور فيه بالامور كافة.
واكد رئيس الحكومة ان وزير الاتصالات جبران باسيل لم يطلعه على الاتفاق مع شركة الخليوي الجديدة، مشيرا الى ان القطاع الخليوي اساسي بالنسبة للمواطنين وللخزينة.
انتقاد نتائج الزيارة وليس الزيارة
في غضون ذلك اتهمت مصادر 14 آذار، المعارضة الممثلة بقوى 8 آذار بمحاولة الايقاع بينها وبين الرئيس ميشال سليمان، على خلفية الحملة التي استهدفت نتائج زيارة وزير الداخلية زياد بارود الى دمشق، وخصوصا على مستوى اللجان المشتركة التي بحث تشكيلها، وقالت المصادر ان الاكثرية اوضحت الامر للجهات المعنية، وسيجري استكمال شرح الامر للرئيس شخصيا في مجلس الوزراء المقرر، مؤكدا ان الموقف هو من المبادرة السورية ببث الاتهامات المنسوبة «لتيار المستقبل»، وليس من زيارة الوزير بارود، الذي تعتبر انه قام بواجبه وفق تصريح للدكتور فارس سعيد.
بالمقابل ربط رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون بين الحملة التي تعرض لها الوزير بارود والزيارة التي يعتزم عون القيام بها الى دمشق، بهدف التشويش عليها وتفشيلها.
مشاورات هادئة
وبموازاة ذلك اكد رئيس مكتب الامين العام لجامعة الدول العربية هشام يوسف ان الجامعة تأخذ بجدية كبيرة ما نشره التلفزيون السوري حول «فتح الاسلام» وانها ستتعامل مع هذا الموضوع في اطار الاتصالات الديبلوماسية التي تقوم بها وامينها العام.
واوضح يوسف في تصريح لـ «الأنباء» ان اللقاء الذي جمعه مع رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري تناول الاقتراح الخاص الذي طالب به النائب الحريري لتشكيل لجنة عربية للتحقيق فيما نشر عن أن تيار «المستقبل» يمول «فتح الإسلام».
وردا على سؤال حول كيفية معالجة الجامعة العربية لهذا الموضوع قال ان هذا الأمر يحتاج الى مشاورات هادئة بين الاطراف المعنية اللبنانية والسورية وربما اطراف اخرى وليس في اطار التصريحات العلنية، داعيا الى العمل مع هذا الموضوع في اطار المشاورات المطلوبة لا محاولة العمل على التعامل في مثل هذه الامور الحساسة.
واذ نفى علمه بامكانية ما سيتم التوصل اليه في هذا الاطار اكد ان الأمر سيكون نتيجة الاتصالات والمشاورات.
واعلن ان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي سيشارك في اجتماع وزراء الثقافة العرب ووزراء الاعلام والاتصالات في العاصمة السورية (دمشق) سيجتمع مع المسؤولين في سورية للتشاور حول موضوعات عديدة.
وقال ان سورية هي رئيسة القمة العربية ودائما ما يتطلب الأمر التشاوري معها في تطورات الاوضاع المرتبطة بقضايا كثيرة على الساحة العربية وليس فقط فيما يتعلق بالوضع في لبنان انما ايضا الوضع في فلسطين والعراق والسودان وغيرها من القضايا المرتبطة بمتابعة سورية لهذه التطورات في اطار دورها كرئيس للقمة العربية.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )