بيروت ـ عمر حبنجر
خيّم الهدوء على جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في القصر الجمهوري في بعبدا امس، خلافا للتوقعات التي كانت رجحت جلسة حامية على موضوعين مهمين هما: نتائج زيارة وزير الداخلية زياد بارود الى دمشق وملف الهاتف الخليوي والاجراءات التي يقول رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان وزير الاتصالات جبران باسيل تفرد بها.
وقد سبق انعقاد الجلسة خلوة دورية بين الرئيس ميشال سليمان ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة لنصف ساعة، جرى خلالها بحث الاوضاع العامة، وكيفية معالجة الملفات التي ستطرح خلال الجلسة.
طابع مؤقت للجنة المتابعة
وقبل انعقاد الجلسة اكد عدد من الوزراء انها ستنعقد تحت سقف التهدئة، وقد استغرق النقاش حول زيارة الوزير بارود الى دمشق الجزء الاكبر من وقت الجلسة وقد طرح وزراء 14 آذار مخرجا من حلقة «اللجان المشتركة» يتمثل في التأكيد على الطابع المؤقت للجنة المتابعة الأمنية مع سورية، وانه بعد قيام السفارتين ينتفي عمل هذه اللجنة او غيرها، ويمكن ان تعالج الامور في ذلك الحين من خلال الجهاز الديبلوماسي في السفارتين، بمعنى ان يتولى الملحق العسكري في السفارة مهام كهذه.
وقد وضع الرئيس سليمان ضوابط للمناقشات خلال الجلسة، واوضح ان بارود ذهب الى دمشق بقرار من مجلس الوزراء، من اجل متابعة الملف الامني، والجميع متفق على ضرورة معالجة هذا الملف.
وكان الرئيس سليمان استبق الجلسة باتصالات واسعة واجتماع تشاوري في قصر بعبدا مع الرئيس فؤاد السنيورة، الذي قال: «تفاءلوا بالخير تجدوه».
النائب شهيب: الانتخابات في موعدها واستمرت الجلسة الماراثونية 8 ساعات متواصلة، 5 ساعات منها لمناقشات ومداخلات لكل الوزراء بشأن العلاقات اللبنانية ـ السورية، وكان الاعتراض الأبرز على ان تكون هناك لجان أمنية بين لبنان وسورية، خاصة من وزراء الاكثرية، مع التأكيد على ان تكون العلاقة مع سورية ندية ولا تشوبها اي شائبة على ان تعترف سورية بحدود لبنان وسيادته.
وعلم ان الوزير طلال ارسلان اقترح ان تخصص جلسة كاملة لمناقشة العلاقات اللبنانية ـ السورية، وفي نهاية النقاش وافق مجلس الوزراء على اقتراح الوزير بارود بتأليف لجنة متابعة لبنانية ـ سورية مشتركة لإقرار أسس التنسيق في مكافحة الإرهاب وضبط الحدود بين البلدين.
وقال وزير الإعلام طارق متري، بعد انتهاء الجلسة وتخللها نقاش حول تأليف هذه اللجنة، انه لا علاقة لها باللجان الأمنية المشتركة السابقة.
وأوضح انه تمت الموافقة على تشكيل اللجنة المشتركة المؤلفة من المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ومدير عام الأمن العام اللواء وفيق جزيني عن الجانب اللبناني.
الخلوي
ثم انتقل مجلس الوزراء لمناقشة بند الهاتف الخلوي، حيث قدم وزير الاتصالات جبران باسيل شرحا مفصلا حول ملف الخلوي وكل ما اثير في هذا المجال وبعد نقاش مستفيض قرر مجلس الوزراء ان يصار خلال شهرين الى استدراج عروض لادارة شركتي الهاتف الخلوي وتكون مفتوحة امام جميع الشركات بحيث يمنح عرض ادارة هذا القطاع لمن تقدم بالعرض الافضل.
كما تخلل الجلسة إطلاع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان المجلس على نتائج مشاركته في مؤتمر حوار الأديان واللقاءات التي عقدها على هامش المؤتمر.
إلى ذلك، أكد النائب اكرم شهيب عضو اللقاء النيابي الديموقراطي ان قوى 14 اذار مصرة على اجراء الانتخابات في موعدها «وليست لدينا القدرة على تعطيلها».
وقال ان تجربتي حزب الله وأمل في بيروت خلال مايو الماضي لن تتكررا، وان قراري الحرب والسلم سيكونان للدولة، وان ما يهم قيادة 14 اذار هو الفوز بالانتخابات المقبلة، والحزب التقدمي الاشتراكي ملتزم بـ 14 آذار.
عن التبادل الديبلوماسي مع سورية تساءل شهيب: كيف يمكننا ارساء تبادل ديبلوماسي مع سورية وعندنا شخص مثل نصري خوري (الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني ـ السوري) قيم على الوزراء اللبنانيين ويتلو مقرارات وزيري داخلية لبنان وسورية؟ وشدد على ان هذا المجلس الأعلى لا عمل له بعد اليوم، واعتبر ان النظام السوري انهى دور «فتح الإسلام» ويحاول الآن بيع هذه الورقة للمجتمع الدولي.
أوڤر دوز
رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون شدد في حديث لصوت لبنان على انه ضد الحوار على طاولة الحوار، مشيرا الى ان الحوار يجب ان يكون ضمن المؤسسات الدستورية.
شمعون اعلن انه مرشح عن قوى 14 آذار في الشوف على لائحة وليد جنبلاط لكنه ابدى الاستعداد لعدم الترشح اذا اقتضت مصلحة 14 آذار ذلك، فالمهم خلاص لبنان، وعن زيارة العماد ميشال عون الى طهران قال شمعون ان عون اخذ جرعة «أوڤر دوز» من الكافيار في ايران وعاد الى لبنان منتفخ العضلات، واعتبر ان سورية وافقت على التبادل الديبلوماسي مع لبنان لتقدم اوراق اعتماد للمجتمعين الاوروبي والعالمي.
وقال ان الامين العام للمجلس الأعلى اللبناني ـ السوري نصري خوري سيـــذهب الى منـــــزله.
رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع اكد امام وفد طالبي قواتي ان نتائج الانتخابات الطالبية تشكل صورة لما ستكون عليه الانتخابات النيــابية المقبلة.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )