أعلن السفير السوري في الأمم المتحدة بشار جعفري أن الولايات المتحدة بعثت برسالة الى سورية عن طريق وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي زار دمشق الاسبوع الماضي تضمنت وعدا بعدم وقوع حوادث مماثلة للغارة الاميركية التي استهدفت منطقة البوكمال السورية على الحدود العراقية.
وقال السفير السوري «ان زيباري نقل الى سورية وعدا اميركيا بعدم تكرار هذا العدوان».
وأضاف «ان هذا يعني ان الجانب الاميركي اعترف بهذا العمل العدواني».
وردا على سؤال حول تصريحات السفير السوري، قال مسؤول اميركي ان «هذه التصريحات تعكس النقاش الديبلوماسي بين حكومتي سورية والعراق. و لسنا طرفا في هذه المناقشات».
وفيما لم تدل البعثة العراقية في الأمم المتحدة بأي تعليق حول الأمر، لكن الوكالة العربية السورية للأنباء(سانا) قالت يوم الاربعاء الماضي ان زيباري سلم الرئيس السوري بشار الأسد رسالة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اكد فيها للأسد ان اي اتفاقية يوقعها العراق مع الولايات المتحدة لن تضر بالأمن السوري.
وشنت القوات الاميركية في الشهر الماضي غارة جوية في شرق سورية وقال مسؤول اميركي انها أدت الى قتل مهرب كبير للمقاتلين الأجانب الى العراق وقالت دمشق ان الغارة التي زادت من برودة علاقاتها مع واشنطن ادت الى قتل ثمانية مدنيين.
وبعثت سورية برسائل احتجاج الى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مطالبة بالقيام بعمل لمنع تكرار هذا الحادث.
ولم يناقش مجلس الامن هذه القضية مطلقا ولكن جعفري قال ان دول عدم الانحياز أدانت هذا العمل.
وفي سياق آخر قال السفير السوري في الأمم المتحدة ان خطة الرئيس الأميركي المنتخب باراك اوباما لسحب القوات الأميركية المقاتلة من العراق في غضون 16 شهرا من توليه السلطة شجعت سورية لأنها تعكس رغبة العراق وجيرانه.
وقال بشار جعفري ان سورية تشجعت مما سمعته كوعود من الرئيس المنتخب اوباما بأنه يود سحب القوات الأميركية من العراق في اطار جدول زمني محدد.
واضاف ان سورية تشجعه على فعل ذلك لان هذه هي ارادة الشعب العراقي وارادة الدول المجاورة للعراق والمجتمع الدولي.
ووافقت ادارة الرئيس جورج بوش على تحديد موعد للانسحاب في2011 في مسودة الاتفاقية الأمنية ستحل محل تفويض من الامم المتحدة ينتهي بحلول نهاية العام الحالي.
ولم يتم الانتهاء من الاتفاقية ومن المحتمل الا يتم التوصل للاتفاق قبل تولي اوباما السلطة في 20 يناير المقبل.
وتتهم الولايات المتحدة سورية بعدم بذل جهود كافية لمنع تدفق المقاتلين الأجانب الى العراق للانضمام الى المتمردين ضد القوات الأميركية والعراقية وقوات التحالف وهو اتهام كرره السفير الأميركي زالماي خليل زاد امس الاول.
وفي سياق آخر حذرت سورية من أن إسرائيل قد تستغل فترة انتقال السلطة من الرئيس الأميركي جورج بوش إلى خليفته المنتخب باراك أوباما للقيام بعمليات في الأراضي الفلسطينية أو اجتياحات قد تتجاوز قطاع غزة.
وقالت صحيفة «تشرين» السورية الرسمية في افتتاحيتها امس إن «إسرائيل هي أبرع من يلعب في الوقت بدل الضائع، أي في الأزمات والفترات الانتقالية».
وأضافت أن إسرائيل «اليوم تريد استغلال فترة التسلم والتسليم بين إدارة بوش وإدارة أوباما كي تتحرك على الأرض إن كان لجهة إطلاق حملة استيطان جديدة أو لجهة القيام باجتياحات واعتداءات على قطاع غزة وربما لما هو أبعد من القطاع».
وقالت الصحيفة السورية إن «الحذر مطلوب من العرب، ومن الأشقاء الفلسطينيين بشكل خاص، فالمسألة لا تتعلق فقط بإطلاق وحش الاستيطان وقضم المزيد من الأرض العربية، بل تتعلق بحلم صهيوني مبني على أسطورة يريدون تحويلها إلى واقع على الأرض».