يشهد مؤتمر الحزب الاشتراكي السنوي، قوة المعارضة الرئيسية في فرنسا الذي افتتح امس بهدف تحديد مشروع جديد للحزب وزعامة جديدة له، اجواء من التباغض والمناورات تهدد بافشال المؤتمر.
واعلن مقرب من سيغولين روايال المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية في 2007 ترشحها لمنصب السكرتير الاول للحزب وهي فرضية كانت تثير معارضة شديدة من باقي تيارات الحزب.
واجتمع ابرز منافسي روايال قبل ساعات من افتتاح المؤتمر في مسعى للتوصل الى توافق بينهم.
وعلاوة على تعيين خليفة لفرانسوا هولاند، الشريك السابق لروايال والذي امضى 11 عاما على رأس الحزب الاشتراكي الفرنسي فإن الرهان القائم يتعلق بالانتخابات الرئاسية لعام 2012 لان من يتولى منصب السكرتير الاول في الحزب يمكن ان يبدو مرشحا طبيعيا لهذا الاقتراع.
وقالت روايال (55 عاما) لدى وصولها الى قاعة المؤتمر وسط تدافع شديد «اتوقع ان يكون المؤتمر مثمرا ورصينا وآمل ان تكون لدينا القوة لنتوحد وان تكون القوة للتغيير».
ونال مشروع روايال الذي يتسم بالانفتاح على الوسط مع الابقاء على خصوصيات اليسار، بشكل مفاجىء، اكبر نسبة من الاصوات المؤيدة خلال تصويت ناشطي الحزب في 6 نوفمبر ما يمنحها «الشرعية» بحسب المقربين منها في السعي لتولي رئاسة الحزب.
غير ان مشروع روايال لم يحصل الا على اغلبية نسبية (29%) ما يجبرها على عقد تحالفات.
وحصل مشروع رئيس بلدية باريس برتران ديلانويه (58 عاما) على 25% من الاصوات ومشروع رئيسة بلدية ليل مارتين اوبري (58 عاما) على 24% ومشروع بينوا هامون (41 عاما) الذي يمثل يسار الحزب 18%.
وقال فرانسوا هولاند السكرتير الاول المنتهية ولايته للحزب «انه مؤتمر حساس لان ايا من المشاريع لم يحصل على اغلبية» معربا عن اسفه لكون الاشتراكيين «تحكمهم دائما نزوة الطموح الشخصي».
وفي الوقت الذي رفضت فيه مارتين اوبري الخميس الماضي عرض التحالف الذي قدمته لها روايال فان هامون اعرب عن «استعداده للاتفاق» مع اوبري.
واكد ديلانويه من جهته على «الفوارق» التي تفصله عن سيغولين روايال.
وحذر ليون جيرار كولومب وهو من انصار روايال، من ان قيام «جبهة الكل ما عدا سيغولين روايال سيكون كارثيا على الحزب الاشتراكي وفي اعين الفرنسيين الذين لن يغفروا لنا ذلك».
وتعيد هذه الاختلافات الى الاذهان مؤتمر رين (غرب) المشحون في مارس 1990 الذي انتهى الى انقسام العائلة الاشتراكية.
ويمكن ان تزيد الخلافات بين الاشتراكيين في مؤتمر رانس من تدهور صورة الحزب الذي يبدو غير قادر على وضع مشروع بديل ذي مصداقية لسياسة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خاصة ان هذا الاخير شهد في الآونة الاخيرة ارتفاعا في شعبيته بفضل ادارته للازمة المالية.
ويشارك ما بين اربعة وخمسة آلاف شخص في المؤتمر الذي يختتم اعماله اليوم.
يذكر انه ان تم التوصل الى غالبية ام لا فإن السكرتير الاول للحزب سيتم انتخابه مباشرة من قبل ناشطي الحزب الاشتراكي في 20 نوفمبر.