أقر الرئيس الصومالي عبدالله يوسف أحمد بأن المتمردين الاسلاميين الذين نجحوا مؤخرا في تحقيق انتصارات واسعة يسيطرون حاليا على معظم المناطق في أنحاء البلاد.
وذلك بعد ان نجحت حركة «الشباب» الاصولية الاسبوع الماضي في الاقتراب من مشارف العاصمة مقديشو، كما سيطرت على بلدات مهمة مثل ميناء كيسمايو الاستراتيجي الشهر الماضي.
وقال يوسف في كلمة أمس الأول بالعاصمة الكينية نيروبي أمام عدد من نواب البرلمان الصومالي عقب اخفاق مساعيه لتشكيل حكومة جديدة إن الحكومة أضحت عاجزة حتى عن حفظ النظام في مقديشو وبيداوة حيث مقر البرلمان.
كما أقر الرئيس الصومالي بعدم وجود حكومة في البلاد في الوقت الحالي، داعيا نواب البرلمان المتواجدين بالخارج للعودة إلى الصومال والإسراع بتشكيل حكومة جديدة للدفاع عن البلد ضد المقاتلين الإسلاميين.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية «بي.بي.سي» عن يوسف قوله: «سيطر الاسلاميون على جميع المناطق، ولهذا إذا ما سألتكم أيها البرلمانيون: هل تعرفون الوضع؟ ومن السبب في كل هذه المشكلات؟ فيكون الجواب نحن السبب».
وأكد الرئيس الصومالي أثناء كلمة له أمام مجموعة من هؤلاء النواب في نيروبي بكينيا أوردتها قناة «الجزيرة» الفضائية أمس أنه رفض قبول الحكومة التي أسسها رئيس الوزراء حسن نور بخلاف التي قدمت له مؤخرا، مشيرا إلى أنها ضمت وزراء «لا هم لهم سوى انهيار الدولة واستبعدت الوزراء المخلصين».
وتطرق إلى التحركات العسكرية للجماعات الإسلامية، وقال إن المعارضة سيطرت على مدن جديدة في الصومال من بينها مدينة جندرشي وطناني ومركا ووصل مقاتلوها إلى عيلش بيها التي تبعد عن العاصمة مقديشو 15 كلم فقط، مشيرا إلى أنه حتى في مقديشو نفسها تتوجد مواجهات يموت فيها الكثير من الصوماليين.
ولم يتوصل يوسف ورئيس الوزراء نور حسين إلى تشكيل للحكومة الجديدة في ظل أزمة سياسية نجمت عن إقالة عمدة مقديشو.
وكان قادة دول المنطقة أمهلوا الصومال حتى 12 من نوفمبر الجاري لتسوية النزاع ومحاولة استعادة قدر من السلطة.
وأكد يوسف أن عدم التوصل إلى حل قبل انتهاء المهلة المحددة كان هو المسؤول عن تقدم الاسلاميين، داعيا النواب الصوماليين الموجودين في نيروبي منذ اجتماع إقليمي الشهر الماضي إلى العودة إلى الوطن.
يأتي ذلك في الوقت الذي تحركت فيه وحدات من القوات الإثيوبية كانت تتمركز فى حاجز رئيسي على مشارف مدينة أفقوي صوب العاصمة مقديشو، دون أن يعرف بعد سبب هذا التحرك.
ووصف أهالي مدينة أفقوي هذه التحركات بأنها جزء من عمليات إخلاء بدأتها القوات الإثيوبية من مناطق عدة بالمدينة.
وتزامنت مع سيطرة مسلحي الجماعات الإسلامية على بعض المدن في إقليمي شبيلي السفلي وباي، دون وقوع أى مواجهات.