Note: English translation is not 100% accurate
انفتاح أوروبي على سورية.. ماذا عن الموقف الأميركي؟
الأحد
2006/11/5
المصدر : بيروت
تحليل إخباري
قالت مصادر سورية رفيعة المستوى ان المدير العام لوزارة الخارجية الألمانية هورست فرانياغ بحث في دمشق قبل ايام مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم المساعدات الفنية التي ستقدمها ألمانيا لضبط الحدود السورية ـ اللبنانية.
وتابعت ان لقاء المعلم ـ فرانياغ تناول ايضا «عملية السلام والمسار السوري ـ الاسرائيلي واتفاق الشراكة السورية ـ الاوروبية»، وان الجانب الألماني تحدث عن حوافز «سياسية واقتصادية» ستقدمها ألمانيا واوروبا لسورية.
وكشفت المصادر ان كبير مستشاري رئيس الوزراء البريطاني توني بلير للشؤون الخارجية نايجل شاينولد قام بزيارة غير علنية لدمشق، حيث التقى الرئيس بشار الاسد ووزير الخارجية وليد المعلم، وذلك في اول زيارة من نوعها منذ نحو سنتين، ولم تكشف المصادر السورية عن تفاصيل المحادثات، لكن يعتقد انها تناولت عملية السلام والعراق ولبنان والوضع في الاراضي الفلسطينية، في ضوء وجود مساع لدى بلير لطرح تحرك سلام شامل قبل خروجه من رئاسة مجلس الوزراء ولإقناع سورية بوقف دعمها للجماعات المتطرفة.
وقالت مصادر ديبلوماسية ان هذه «خطوة كبيرة باتجاه السير نحو فك العزلة على سورية» وقالت مصادر مطلعة ان مبعوثا لوزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس سيصل بعد ايام للقاء المعلم في اطار مساع تتعلق بعملية السلام والتقريب بين «حماس» و«فتح».
هذا جانب من التطورات، ولكن الجانب الاهم، هو ذاك الجدل القائم في الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل بشأن العلاقة مع سورية.
ففيما كانت قد صدرت تصريحات اسرائيلية من سياسيين وعسكريين تنصح بالتفاوض مع سورية بغية تشجيعها على فك الارتباط مع «العدو الاهم بالنسبة لإسرائيل» (اي ايران)، سارع مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط دايفيد ولش للتشويش على تلك التصريحات والقول ان السوريين غير صادقين.
يطرح الموقف الاميركي هذا جملة من الاسئلة وبينها: هل واشنطن تمنع اسرائيل من الاستجابة لدعوات الرئيس الاسد للسلام بغية الضغط على سورية من جهة وتعزيز محور «الدول المعتدلة» من جهة ثانية، ام انها، اي واشنطن، تفضل ان تكون هي صاحبة الخطوة الاولى بالتفاوض في حال سارت الرياح في اتجاه آخر وبات التفاوض مع سورية ضرورة؟ الاحتمالان واردان، فواشنطن لم تحصل بعد من سورية على ما تريده في العراق وفلسطين وحزب الله، كما انها لا تريد التأثير حاليا على قناة التفاوض الاسرائيلية ـ الفلسطينية، وترى ان اي تفاوض اسرائيلي ـ سوري في الوقت الراهن سيقوي الاسد ويضعف الجبهة الاخرى المواجهة لإيران. المعروف ان اميركا كانت ولاتزال تراهن على ان اضعاف سورية سيجعلها اكثر استعدادا للتنازلات في العراق وفلسطين ولبنان، وقد بدأ الاهتمام بلبنان يتراجع منذ فترة بسبب ارتفاع حدة الحرب في العراق، وهذا ما يدفع البعض وفي مقدمتهم وزير الخارجية السابق جيمس بيكر الى اعادة طرح فكرة التفاوض مع الدول المؤثرة وفي مقدمتها سورية وايران. فحتى الانسحاب التدريجي من العراق بحاجة الى تنسيق بعدما انهار تقريبا هناك المشروع الاميركي.
المسؤولون الاميركيون بدأوا بالحديث عن المسار الجديد للعلاقات الاميركية ـ السورية حتى ان مساعد وزير الخارجية الاميركية للشؤون الإعلامية في الشرق الاوسط قال: «ان خيوط التواصل وتحديدا على الصعيد الامني لم تنقطع مع دمشق مطلقا، حتى مع ايران في بعض الملفات الامنية المتعلقة بالعراق»، مشيرا الى ان المرحلة المقبلة ستشهد خلافات داخل الإدارة الاميركية ستطيح برؤوس بعض المتشددين لصالح خيارات جيمس بيكر الداعي الى حوار مع دمشق «وبأن السياسة الاميركية في العراق كانت غبية ومتعجرفة».
لكن هل يمكن ان تتحقق اقتراحات جيمس بيكر؟ الثابت ان السياسة الايرانية وحتى السياسة السورية، ترفضان تسوية كل ملف على حدة.
فايران لا تريد المساهمة في التخفيف عن الجيش الاميركي في العراق من دون ان تضمن حماية المنشآت النووية الايرانية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والامر عينه بالنسبة لسورية، فلا مساهمة في تقديم المعونة للأميركيين في العراق من دون ان تنال القيادة السورية في المقابل ما يطمئنها بشأن المحكمة الدولية بشأن جريمة اغتيال الرئيس الحريري ومستقبل التسوية مع اسرائيل ومستقبل دورها السياسي في لبنان.
اقرأ أيضاً