عمر حبنجر
داود رمــال
شدت الحركة الديبلوماسية الأوروبية باتجاه لبنان، الاهتمام على مختلف المستويات اللبنانية، لما يظهره هذا التحرك من استمرار اهتمام الدول المعنية برعاية الوضع اللبناني داخليا واقليميا، وهذا ما يوفر عوامل التوازن التي تحتاجها بيروت في مسيرة اعادة العلاقات الطبيعية مع دمشق، بحسب مراجع لبنانية شاركت في المحادثات مع وزير الخارجية البريطاني ديڤيد ميليباند، وستشارك اليوم في المحادثات مع رئيس وزراء فرنسا، فيون، رغم الطابع الاقتصادي لزيارته.
وأجرى الرئيس ميشال سليمان، مشاورات حول الطروحات التي يحملها رئيس وزراء فرنسا، الذي من المؤكد انه سيتابع خطى رئيسه ساركوزي في لبنان، وتابع في الوقت ذاته برنامج رحلته المقررة الى طهران يوم الاثنين.
جلسة لمجلس الوزراء
وسيعقد مجلس الوزراء اجتماعا برئاسة الرئيس سليمان مساء الاحد في بعبدا، عشية سفره الى طهران، للبحث في مواضيع الزيارة، ووسط هذه التحركات الديبلوماسية من وإلى لبنان، كانت اللقاءات التي قام بها وزير الخارجية البريطانية على القيادات اللبنانية موضع اهتمام الوسط اللبناني.
وفي تصريح مفصل لوزير الخارجية البريطاني ديڤيد ميليباند بعد سلسلة لقاءات رسمية عقدها في بيروت اقر بأن لبنان ضحية صراع الآخرين على أرضه وقال انه لا يرى استقرارا في منطقة الشرق الأوسط، اذا لم يكن لبنان مستقرا.
وتناول لقاؤه مع الرئيس سليمان بحضور سفيرة بريطانيا ماري فرنسيس غاي العلاقات الثنائية بين البلدين ودعم بريطانيا للبنان في شتى المجالات اللبنانية والاقليمية.
بدوره أكد الرئيس سليمان امام الوزير البريطاني سلسلة الثوابت اللبنانية فيما يتعلق بالأوضاع في المنطقة سواء بالنسبة الى مزارع شبعا وسائر الاراضي التي لاتزال اسرائيل تحتلها او بالنسبة الى مفاوضات مباشرة او غير مباشرة مع اسرائيل، حيث يتمسك لبنان بمرجعية مدريد وكذلك بالمبادرة العربية من دون اي تعديل، شرط التزام اسرائيل المسبق بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة.
وبعد اللقاء تحدث الوزير ميليباند الى الصحافيين، مؤكدا ان لبنان كان لمرات عدة عبر تاريخه، ضحية صراعات شعوب اخرى، ونحن نعلم انه لن تكون هناك فرصة ضائعة للسلام في منطقة الشرق الأوسط، عندما لا يبقى لبنان ضحية صراعات هذه الشعوب، هذا هو التحدي الذي يواجهه لبنان وان كلام فخامة الرئيس في مقاربته للسلام في الشرق الأوسط، هو في غاية الاهمية، فقد اصبح للبنان صوت مسموع يدعو جميع الدول في الشرق الأوسط لتحمل مسؤولياتها حيال السلام، وعندما تكلم فخامته عن هذا الأمر امامي، هذا الصباح، ادركت ان هذا الكلام من طرف عربي مهم لدعم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
رسالة الاستقلال
من جهة أخرى وبمناسبة عيد الاستقلال الذي سيحتفل به لبنان رسميا بعد غد، يوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مساء غد رسالة الاستقلال الى اللبنانيين وهي الرسالة الأولى له في عهده والتي ستأخذ بعدا خاصا في مضمونها، كما سيوجهها بحضور طلاب من كل الجامعات في لبنان، كما انه سيستمع الى اسألتهم على مدى نصف ساعة.
وقال مصدر مواكب انه «على صعيد مضمون الرسالة فإنها لن تخرج على المألوف من الثوابت والمواقف التي حددها رئيس الجمهورية نهجا له منذ خطاب القسم الذي يعتبر الاطار لحركته الداخلية والخارجية والسقف الذي يحكم موقفه من كل القضايا المطروحة».
ويضيف المصدر «ان سليمان، وعلى الصعيد الموقف من القضايا الاقليمية والدولة ذات الصلة بلبنان، سيؤكد على ما سبق ان أعلنه في الامم المتحدة من تمسك لبنان بالسلام العادل والشامل في منطقة الشرق الاوسط وفق المبادرة العربية ـ العربية التي اقرت في قمة بيروت عام 2002 وبكامل مندرجاتها، مع التأكيد الحازم والحاسم على رفض التوطين وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وعلى اعتبار الارهاب مصدر خطر يتهدد العالم برمته وان لبنان ماض في محاربته والقضاء على كل الظواهر الارهابية التي تتهدده.
أما عن المسألة الداخلية فإن سليمان سيؤكد «مضيه في عملية الحوار الوطني التي هي ليست خيارا للقيادات السياسية اللبنانية انما واجب عليهم، والشعب سيحكم على الجميع انطلاقا من التزامهم بواجب الحوار توصلا إلى الوفاق الوطني، كما سيؤكد على المضي في عملية إعادة بناء مؤسسات الدولة واصلاحها تحقيقا للمصلحة الوطنية العليا وخدمة للمواطن اللبناني، واستنادا الى ما نص عليه اتفاق الطائف لجهة اللامركزية الادارية والانماء المتوازن».
في غضون ذلك اجتمع امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امس مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يزور قطر حاليا بعد زيارته الكويت.
وذكرت وكالة الانباء القطرية «قنا» ان امير قطر بحث مع رئيس مجلس النواب اللبناني العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الاوضاع في المنطقة.
واكد بري بعد اللقاء ان اتفاق الدوحة نفذ حرفيا والمصالحات تسير اليوم على قدم وساق في لبنان، ولفت الى ان البحث تطرق الى المشاريع الانمائية، مشيرا إلى انه اتفق مع رئيس مجلس الشورى القطري على اجراءات معينة للتعاون البرلماني بين مجلس الشوري القطري والبرلمان اللبناني.
العودة إلى المخيمات
ومن جهة اخرى وفي معلومات لـ «الأنباء» ان الوضع في المخيمات الفلسطينية ليس خارج الصورة، خصوصا بعد ارتفاع منسوب التوترات نتيجة ملاحقة العناصر المنتمية الى تنظيم «فتح الإسلام» الإرهابي، وعلى الأخص امير هذا التنظيم الذي حل محل شاكر العبسي عبدالرحمن عوض المتواجد في مخيم عين الحلوة، كما تشير المعلومات الرسمية.
وكان نائب مدير المخابرات اللبنانية العقيد عباس ابراهيم التقى فعاليات مخيم عين الحلوة مساء الثلاثاء، ناقلا وجهة النظر الرسمية، القائلة بوجوب تسليم عوض الى القضاء اللبناني بأي شكل من الاشكال.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )