بـيـروت – عـمـر حبـنـجر - داود رمال
وصل الى بيروت امس رئيس وزراء فرنسا فرانسوا فيون في زيارة للبنان تستغرق يومين، حيث التقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان والحكومـــة فؤاد السنيورة وناقش معها التطورات السياسية محليا واقليميـــا ويوقع هو والوزراء المرافقـــون اتفاقــــات وبروتوكولات اقتصاديـــة وعسكريــة.
سليمان وبعد استقباله فيون على رأس وفد ضم وزيرة الدولة للشؤون الخارجية وحقوق الإنسان السيدة راما ياد، ومديرة دائرة شمال افريقيا والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية باتريس باولي، وبعض المستشارين في حضور سفير فرنسا لدى لبنان اندره باران، عقد اجتماع تناول اللقاء العلاقات اللبنانية ـ الفرنسية الممتازة وسبل تعزيزها، حيث أكد فيون على دعم فرنسا المتواصل للبنان في مختلف المستويات وفي شتى المجالات وفي المحافل الدولية، مشيرا الى استعادة لبنان دوره وموقعه على الخريطة الاقليمية والدولية وانطلاق مسيرته السياسية والأمنية الداخلية، مبديا ارتياحه الى مسار التعاطي القائم بين لبنان وسورية في ضوء الاتفاق على فتح السفارات وتبادل السفراء بين البلدين، مبديا أمله في ألا تكون الأزمة المالية العالمية قد تركت آثارا سلبية على لبنان.
من جهته، شكر الرئيس سليمان لفرنسا وقوفها الدائم الى جانب لبنان من باريس «1» الى باريس «3» إضافة الى الدعم السياسي ومشاركتها في قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب.
وأشار رئيس الجمهورية الى ان لبنان نجح في تجنب أي انعكاسات سلبية للأزمة العالمية عليه بفعل التدابير الاحترازية الضابطة المتخذة من النظام المصرفي اللبناني.
ولفت الرئيس سليمان الى ان العلاقة مع سورية تسير بشكل جيد، خصوصا ان الخطوات العملية لقيام السفارات وتبادل السفراء قطعت شوطا كبيرا، مجددا التأكيد على ان تسمية السفراء ستتم كما هو متفق عليه مع الرئيس بشار الأسد قبل نهاية العام، لافتا الى ان الانتخابات النيابية ستتم في موعدها المحدد، وستجرى بروح ديموقراطية خالصة تليق باللبنانيين.
وأشار رئيس الجمهورية الى تحسن الوضع الأمني وتطوره ايجابا على مستوى مواجهة الارهاب، حيث نجح الجيش اللبناني في مواجهته وهو يواصل اعتقال المرتبطين بشبكات الارهاب.
وقال فيون قبل انطلاقه من باريس ان هدف زيارته تكريس عودة التعاون اللبناني – الفرنسي على كل الصعد.
ويزور رئيس وزراء فرنسا منطقة الجنوب حيث يتفقد جنود بلاده العاملين مع القوات الدولية فيها.
وفي حديث لمراسلي الصحف اللبنانية في باريس قال فيون: لابد للحوار الداخلي ان يستمر وانه يجب ان تجرى الانتخابات النيابية المقبلة في جو خال من العنف، مؤكدا استعداد بلاده لمواكبة تنظيم الانتخابات الى جانب الشركاء الاوروبيين والاسرة الدولية، في حال طلبت السلطات اللبنانية ذلك.
العماد عون وزيارة دمشق
في غضون ذلك يتحضر العماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والاصلاح لزيارة دمشق الاسبوع المقبل وتساءل عون بالمناسبة لماذا لا نحسن العلاقة مع سورية فيما الدول العربية تفكر في السلام مع اسرائيل التي هي العدو وتحاول تفجير وضعنا الديموغرافي والاقتصادي لرفضها حق العودة للفلسطينيين وبافتعالها لمشكلاتنا.
عون اعتبر انه قادر على مصالحه المسيحيين مع سورية لان المواقف التي اتخذها خلال حرب يوليو ساهمت في انتصار لبنان الذي تأكد لسورية أنه لم يعد خاصرتها الضعيفة بل يمثل دعما لها في الاوقات الصعبة وقد اكدت ذلك باقامة العلاقات الديبلوماسية معه.
عون كان يتحدث لصحيفة «لوريان لوجور» الناطقة بالفرنسية، وقال انه سيزور سورية بصفته قائدا مسيحيا ووطنيا.
جنبلاط
من جهته، انهى رئيس اللقاء الوطني الديموقراطي وليد جنبلاط أمس زيارته للولايات المتحدة، بلقاء نائب الرئيس ديك تشيني، ومستشار الامن القومي ستيفن هادلي.
وفي عشاء بحضور اركان ادارة بوش قال جنبلاط: اعرف انه سيكون من الصعب علينا طرح قضيتنا في ظل الادارة الجديدة، لكن لا اعتقد ان الادارة الجديدة ستتخلى عن «فرصة ناجحة»، في اشارة منه الى قوى 14 آذار.
مخيم عين الحلوة تحت الضوء
على ان الانشغال الرسمي بحركة الموفدين الدوليين لم يغيب المتابعات الداخلية على تنوعها، وتحديدا شقها الامني، فعين على الشمال لضبط الوضع بعد حادثة البترون، والاخرى على مخيم عين الحلوة في صيدا، سعيا لتسليم المطلوبين من الشبكات الارهابية.
وتقول مصادر امنية ان هناك نحو عشرة مطلوبين في أعمال ارهابية داخل المخيم تصر السلطات اللبنانية على تسليمهم بأي صورة من الصور.
وتضيف المصادر ان قرارا حاسما قد اتخذ بالقبض على عبدالرحمن عوض بالذات، وان الفصائل الفلسطينية كافة اخذت علما بذلك.
المطلوب عوض
وكان الوسيط الاسلامي الشيخ ماهر حمود انتقل امس الى بيروت والتقى عددا من ضباط المخابرات في اليرزة، ونقل اليهم اجواء اتصالاته في مخيم عين الحلوة، وانه وجه رسالة الى عبدالرحمن عوض يبلغه فيها بان الكلام الذي يقال عنه قد يكون مضخما او غير صحيح، وان عليه تسليم نفسه للعدالة، لكن حمود شكك في ذلك.
في هذه الاثناء، واصلت الاجهزة العسكرية والامنية تضييق الخناق على بقايا تنظيم فتح الاسلام، وحسب آخر المعلومات فإن الجيش يتحرك على هذا الصعيد في اتجاهين: الاول اعطاء الفرصة الكاملة لفعاليات المخيم والوسطاء الاسلاميين من اجل تسليم المطلوب عبدالرحمن عوض للجيش، بصفته «الامير» الحالي لفتح الاسلام بالطريقة المناسبة، مع علمهم ان الوقت ليس مفتوحا.
والاتجاه الثاني، أمني مخابراتي، يقتفي اثر عوض ويرصـــد تحركاته مــــع ما يتطلبه ذلك من مراقبة شديــــدة لبعــــض الاماكن، وســـط الاقتناع بأنه مازال موجودا في مخيـــم عين الحلـــوة وضمـــن نطاق تواجد بعض المنظمــــات الاصوليـــة.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )