مع اقتراب اليوم التاريخي الذي سيشهد تولي الرئيس الاميركي المنتخب مهامه الرسمية في 20 يناير المقبل توالت تعييناته لأهم مناصب الادارة المقبلة، حيث اختار باراك اوباما جانيت نابوليتانو حاكمة ولاية اريزونا لشغل منصب وزير الأمن الداخلي وبيني بريتزكر سيدة أعمال في ولاية شيكاغو لشغل منصب وزير التجارة.
واكدت شبكة «سي.إن.إن» الاخبارية ذلك نقلا عن مصادر وصفتها بالمتعددة قائلة «إن نابوليتانو كانت ضمن قائمة مختصرة من المرشحين لتولى مناصب وزارية في الادارة الجديدة، حيث أنها ديموقراطية أيدت وشاركت في حملة أوباما نحو الوصول للبيت الأبيض.
وكانت نابوليتانو (50 عاما) انتخبت حاكمة لاريزونا للمرة الاولى في 2002 واعيد انتخابها بسهولة في 2006.
وأنشئت وزارة الامن الداخلي بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة واصبحت ثالث اكبر وزارة في حكومة واشنطن بعد وزارتي الدفاع والمحاربين القدامى.
والطريف أن أريزونا هي مسقط رأس السيناتور جون ماكين مرشح الحزب الجمهوري الخاسر لانتخابات الرئاسة.
كما قرر باراك اوباما تعيين الزعيم السابق للغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ توم داشل وزيرا للصحة والخدمات الاجتماعية.
وفور تولي اوباما مهامه الرئاسية، سيكلف داشل الوفاء بأحد ابرز الوعود التي قطعها الرئيس المنتخب خلال حملته وهو اصلاح النظام الصحي في بلد يفتقر نحو 46 مليون شخص فيه الى التغطية الصحية.
واكد مسؤول ديموقراطي رفض كشف هويته هذا التعيين.
لكن فريق اوباما الانتقالي لم يعلن اي تعيين رسمي في وزارة الصحة وينبغي ان يوافق مجلس الشيوخ على هذا التعيين.
وداشل (60 عاما) كان زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ بين 2001 و2003، لكنه خسر مقعده كممثل لولاية داكوتا الجنوبية لمصلحة الجمهوريين خلال الانتخابات التشريعية عام 2004.
ويلاحظ اصلاح النظام الصحي الذي تبناه اوباما ضمان تغطية اجتماعية للجميع، تتخذ شكل نظام تمول الدولة جزءا منه.
وكانت المحاولة السابقة التي قام بها الديموقراطيون في الولايات المتحدة لاصلاح النظام الصحي قادتها هيلاري كلينتون في عهد زوجها الرئيس الاسبق بيل كلينتون، لكنها باءت بالفشل.
واعلن فريق الرئيس المنتخب امس الاول سلسلة من التعيينات على رأس مجموعة العمل المكلفة بتأمين المرحلة الانتقالية، والتي تشير الى المسؤولين الذين يمكن ان يشغلوا مناصب في الادارة المقبلة.
فقد تولى جيمس ستينبرغ المرشح الاوفر حظا لشغل منصب مستشار الامن القومي للرئيس المقبل، رئاسة مجموعة العمل في هذا المجال.
وكان ستينبرغ مساعد مستشار الامن القومي للرئيس كلينتون.
واثناء الحملة الانتخابية رافق اوباما، بدون اجر، خلال رحلته الى اوروبا والشرق الاوسط في يوليو.
وستساعده في مجموعة العمل سوزان رايس مستشارة اوباما للسياسة الخارجية والمرشحة لمنصب في البيت الابيض او وزارة الخارجية الاميركية.
وكانت سوزان رايس مساعدة وزير الخارجية الاميركي للشؤون الافريقية من 1997 الى2001.
وسيترأس مجموعة العمل حول الاقتصاد دانيال تارولو الذي طرح اسمه لمنصب في المجلس الوطني الاقتصادي للبيت الابيض.
وانضمت سونال شاه التي تدير مجموعة للعمل الخيري في الشركة العملاقة للانترنت غوغل، الى مجموعة من ثلاثة اشخاص مكلفة التقنية العالية والتحديث. وسيعمل معها بلير ليفين الخبير في الاتصالات ووسائل الاعلام وجوليوس غيناشوفسكي كبير المستشارين السابق للجنة الاتحادية للاتصالات.
وسيصبح ديڤيد أكسيلرود المستشار السياسي واحد اقرب مساعدي اوباما منذ لقائهما مطلع التسعينيات في شيكاغو، مستشار الرئيس في البيت الابيض.
اما غريغ كريغ احد المستشارين الآخرين لاوباما خلال حملته الانتخابية، فسيكون المستشار الخاص للرئيس.
وكان كريغ الخبير في القضايا الدولية والمستشار السابق لوزيرة الخارجية السابقة مادلين اولبرايت قد دافع عن بيل كلينتون عندما كان مهددا بالاقالة.
من جهة اخرى، اجرى الرئيس الاميركي المنتخب محادثات هاتفية مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وكذلك مع رؤساء كولومبيا ونيجيريا والسنغال وجنوب افريقيا وشكرهم على تهنئتهم له بعد انتخابه.
ويجري اوباما اتصالات هاتفية شبه يومية مع قادة العالم منذ انتخابه في الرابع من نوفمبر.
واجرى امس الاول اتصالات مع بان كي مون ومع رؤساء كولومبيا الفارو يوريبي ونيجيريا عمر يار ادوا والسنغال عبدالله واد وجنوب افريقيا كاغاليما موتلانت.
واخيرا، سعى السيناتور جوزف ليبرمان الذي انتقد اوباما خلال الحملة الانتخابية ووصفه بانه «ماركسي»، الى توضيح موقفه.
وقال لشبكة «سي بي اس» انه «احد الامور التي كنت اتمنى ان اقولها بشكل اوضح. من الواضح ان باراك اوباما ليس ماركسيا».