بيروت – عمر حبنجر
المتابعات السياسية في بيروت توزعت امس، بين زيارة الرئيس ميشال سليمان الى طهران، وردود فعل قوى 8 آذار على خطاب رئيس الكتائب امين الجميل باحتفال الذكرى السنوية الثانية لاغتيال نجله وزير الصناعة بيار الجميل.
الزيارة الرئاسية الى طهران استقطبت الاهتمام كونها الزيارة الأولى للرئيس سليمان الى طهران، كون ما ستمخض عنه سيكون محل فحص ودراسة من قبل مختلف الاطراف في لبنان، بما فيهم حزب الله.
اللافت بداية ان الرئيس الايراني احمدي نجاد لم يكن في استقبال الزائر اللبناني الرسمي انما انيطت هذه المهمة بوزير الخارجية منوچهر متكي الذي كبّر الوفد المرافق له من وزارة الخارجية وكأنه يحاول سد ثغرة حاصلة.
السياسة المشتركة
على أي حال الرئيس سليمان استهل زيارته الرسمية بلقاء الرئيس نجاد في قصر «شعب اباد» حيث عقدا جولة أولى من المحادثات ناقشت القضايا السياسية والاقتصادية المشتركة وتطورات الشرق الاوسط الى جانب العلاقات الثنائية بين البلدين.
ويرافق الرئيس سليمان عقيلته وفاء وخمسة وزراء هم: وزير الخارجية فوزي صلوخ ووزير العمل محمد فنيش ووزير الداخلية زياد بارود ووزير الصناعة غازي زعيتر ووزير الاقتصاد محمد الصفدي.
وضمن برنامج لقاءات سليمان في طهران رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني.
قبلان: نطالب بتسليح الجيش
وفي بيروت وصف نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى عبدالامير قبلان عهد الرئيس سليمان بالعهد الانفتاحي مباركا زيارته الى ايران وحواره مع الاصدقاء والاشقاء.
قبلان حث الرئيس سليمان على مطالبة طهران بتسليح الجيش اللبناني وتدريب ضباطه، معتبرا ايران «دولة صديقة وقريبة وترتبط بعلاقات دينية مع المسلمين والمسيحيين في لبنان على حد سواء».
منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار د.فارس سعيد قال من جهته ان زيارة الرئيس سليمان الى ايران تؤكد انه يسعى جاهدا لعودة لبنان الى دائرة الاهتمام العربي والاسلامي والدولي.
الى ذلك توقف سعيد أمام زيارة العماد ميشال عون المقررة الى سورية، فرأى ان ذهاب عون الى دمشق ليس مفاجئا، ويجب الا يكون موضع استغراب من احد، واضاف ان عون يزور من ينتمي اليهم بالولاء آملا ان يعود عون باجوبة حول شاكر العبسي وحول مصير المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية.
وزير الصحة محمد خليفة قوم ايجابا زيارة الرئيس سليمان الى ايران، مشددا على ضرورة التوافق قبل اقرار التعيينات الادارية.
ورد اهمية زيارة طهران الى الدور المهم الذي تلعبه ايران على المستوى الاقليمي، الى جانب ارتباطهم المباشر في لبنان من خلال دعمه ودعم المقاومة فيه فعلا عن اعادة البناء.
ردود فعل على خطاب الجميل
في غضون ذلك حددت ردود فعل حادة على خطاب الرئيس امين الجميل في احتفال الذكرى السنوية الثانية لاغتيال نجله الوزير بيار الجميل.
وقالت اذاعة «النور» ان خطاب الرئيس امين الجميل، ولد اثارا سلبية على الساحة اللبنانية خصوصا لجهة استذكاره جولات الحرب اللبنانية واستحضاره خطاب «الفدرلة» والتقسيم وتصويبه على مؤتمر الحوار الوطني الذي يرعاه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.
عون يرد
بدوره رد رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون على ما ورد في الخطاب الذي ألقاه رئيس حزب «الكتائب» أمين الجميل في ذكرى اغتيال نجله، مؤكدا انه «لا يمكن للمال أن يأخذ مكان الأمن»، معتبرا ان «كل بلد يضحي بالأمن لتحقيق ازدهار اقتصادي يخسر أمنه وازدهاره».
كما دعا عون، خلال اجتماع التكتل في الرابية، الى ضرورة المحافظة على آداب الكلام والسلوك في المخاطبات والتصريحات في نقاشاتنا مع بعضنا البعض، مطالبا حزب الكتائب باعتذار علني ورسمي لاتهامه اياه بمقتل وزير الصناعة بيار الجميل، لأن الحالة والتيار والجمهور الذي امثله والذي لطخ ولا يمكن ان ينمحي ذلك الا باعتذار رسمي، كما طالب رئيس حزب الكتائب امين الجميل ان يقول ما الموجب للتعديل في اتفاق الطائف وعندها يمكن ان يكون التعديل، مشيرا الى ان هناك العديد من الثغرات في «الطائف».
ورأى أنه «يوجد تجمع معين يعمل منذ سنوات على مهاجمــة القلعــة الصامــدة ويظــن أنــه بإمكانــه احتـلالـهـا»، معتبــرا أن «القرار النهائي سيكون للشعب من خلال صناديق انتخابات 2009».
العماد عون، وفي حديث تلفزيوني، استبعد أن تنشب حربا إسرائيلية جديدة ضد لبنان، واصفا هذا الأمر إذا حدث بـ «الحماقة الجديدة».
وإذ لم ينف إمكانية قيامها «بعمليات تدمير»، أكد ان هذه العمليات «لن تغير ظروف الأزمة ولن تحسنها»، معتبرا أن مصلحتها تكمن في محافظتها على أمن حدودها.
وتطرق العماد عون إلى الموضوع الإنتخابي، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان «لا يريد أن تكون له كتلة مستقلة ولكن بعض من يريد تبرئة صفحته والانتقال من «14 آذار» إلى الرئيس يحاول إقناعه بذلك».
واستبعد العماد عون إمكانية عدم إجراء الانتخابات المقبلة، معتبرا أن عدم إجرائها سيكون بمثابة حالة انقلابية تستحق المقاومة».
وجدد تحذيره من استعمال البترودولار كرشوة لشراء بعض الأصوات، معتبرا أن لبنان «في حالة إعاقة والبعض يستغل ذلك لغايات إنتخابية».
وكشف عن أنه «لن يعلن التاريخ الحقيقي لزيارته إلى سورية لأسبــاب أمنيــة»، مشيــرا إلــى أن الزيــارة قائمــة وليست بعيدة.
التوطين
وردا على سؤال حول اعتبار البعــض أن التوطين «فزاعة»، شدد العماد عون على أن «التوطين حاصل في لبنان حتى لو رفضــوه لمدة 100 سنــة، فــلا يكفــي الرفــض»، داعيــا الحكومة «للضغــط تجــاه حــق العــودة واتخــاذ الإجراءات المناسبة».
وعاتب البلدان العربية التي توظف آلاف الآسيويين ولا توظف الفلسطينيين.
وفي الإطار عينه، رأى أن «القضية الفلسطينية محقة وهي لا تتعلق بالأرض بل بالإنسان الذي يملك هويته في أرضه».
وأوضح ان النظام الأميركي أثبت أنه فشل عالميا، لافتا إلى أن «هيمنة العولمة سقطت، مما يؤكد أن النموذج الأميركي ليس صالحا والفوضى القائمة في العالم هي بسبب هذه السياسة».
سلاح المقاومة
النائب نادر سكر عضو قوى 8 آذار رد على الجميل بالقول ان اتفاق الطائف حدد الصيغة اللبنانية التي لا يجب اعادة النظر بها، لان في ذلك الكثير من المشكلات والآلام التي تخطاها الجميل.
وعن تعرض الجميل لسلاح المقاومة التي تشكل احد عناصر قوة لبنان قال سكر ان هذا الموقف ليس في محله، فهو حاول الربط بين سلاح المقاومة والسلاح الفلسطيني لايهام اللبنانيين بان هذا السلاح مثل ذاك، وهذا خطأ بحسب النائب سكر، الذي ينتمي الى المعارضة الكتائبية السابقة وهو مرتبط عمليا بخط حزب الله.
إسكات أي عدوان
وتابع يقول: ان سلاح المقاومة دافع وحرر وهو فوق ذلك موجود ويجب ان يستمر، ما دامت النوايا الاسرائيلية عدوانية والمناورات العسكرية الاسرائيلية لا هدف لها سوى الاعتداء على لبنان.
ودعا سكر الى التكامل بين الجيش والمقاومة من اجل اسكات اي عدوان اسرائىلي.
مسؤول الاعلام في التيار الوطني الحر ناصيف قزي اعتبر ان منطق 14 آذار ليس سياديا وأن ما طرحه الرئيس امين الجميل ليس هو المطلوب.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )