بيروت – عمر حبنجر
اختتم الرئيس اللبناني ميشال سليمان زيارته الرسمية الى طهران امس بلقاء مع المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي وبمؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الجمهورية محمود احمدي نجاد تم التركيز خلاله على العلاقات الثنائية الجيدة، بالاضافة الى التطورات الاقليمية.
ورحب السيد خامنئي بالرئيس اللبناني في أول زيارة له الى طهران، وهي بالمناسبة اول زيارة لرئيس جمهورية لبنانية الى العاصمة الايرانية، وقال ان وحدة المجموعات السياسية والاثنية في لبنان هي الطريق الوحيد لاحراز تقدم في البلاد، داعيا اللبنانيين الى الوحدة في مواجهة الخطر الصهيوني، كما اشاد بمواقف الرئيس سليمان الداعمة للمقاومة الاسلامية وجهوده من اجل تعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على الطابع الوطني للجيش اللبناني.
واشار خامنئي الذي نقل تصريحاته تلفزيون لبنان مباشرة من طهران الى ان الجمهورية الاسلامية ستظل باستمرار الى جانب لبنان، مشيدا بالنصر التاريخي الذي حققه لبنان في مواجهة النظام خلال صيف 2006، وقال: خلال السنوات الستين الأخيرة لم يتمكن اي بلد مسلم أو عربي من الصمود في مواجهة النظام الصهيوني، الا ان الشعب اللبناني نجح في تغيير هذا الوضع وهزم الجيش الاسرائيلي وطرده.
زيارة المصانع الحربية
وفي لفتة ذات دلالة نظم المسؤولون الايرانيون زيارة للرئيس اللبناني الى مركز الصناعات الحربية الايرانية، وهي زيارة تنظم لكبار الضيوف عادة.
وبشأن الدعم العسكري للبنان الذي لم يتطرق اليه علنا، قالت صحيفة السفير نقلا عن مصادر ايرانية: نحن كما دعمنا لبنان في السابق مستعدون وجاهزون لدعمه لتلبية طلباته ودعم استقراره وتقوية وضعه في مواجهة اسرائيل، لكن تبقى الكرة في الملعب اللبناني.
وشددت المصادر الايرانية على ان التعاون الثنائي بين البلدين يجب ان يتطور بعيدا عن اي تدخلات وضغوط خارجية ووفق ما يراه الجانبان لمصلحة البلدين.
وجددت المصادر دعم ايران لحركة الحوار التي بدأت بعد اتفاق الدوحة.
بدورها نقلت صحيفة «اللواء» البيروتية عن مصادر رسمية ان البحث في مسألة تسليح الجيش باسلحة ايرانية امر مستبعد ولاحظت المصادر انه لو كان موضوع السلاح ضمن جدول المحادثات الرئاسية لكان الرئيس سليمان اصطحب معه وزير الدفاع.
دعوة نجاد لزيارة لبنان
وفي المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده الرئيسان اللبناني والايراني قال الرئيس سليمان انه ناقش مع الرئيس الايراني مواضيع مهمة بينها الموضوع الفلسطيني وما تقوم به قوات الاحتلال الاسرائيلي في غزة.
واضاف سليمان: نحن لا نوافق على ما يحصل في غزة وفي لبنان، مؤكدا ان اسرائيل تحاول دائما الانتقام من لبنان بعد هزيمتها في حرب يوليو 2006، واضاف ان محادثاته مع المسؤولين الايرانيين تطرقت الى ضرورة عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم وضرورة التوحد في محاربة الارهاب.
واعلن الرئيس سليمان انه وجه دعوة للرئيس الايراني لزيارة لبنان.
الرئيس نجاد وصف من جهته زيارة سليمان الى طهران بالايجابية جدا والبناءة، واشار الى ان النقاش تناول مواضيع في لبنان والمنطقة، وان الوزراء في البلدين ناقشوا مواضيع سياسية واجتماعية، وقد تم اتخاذ القرار باحياء الاتفاقات الثنائية السابقة.
واشار نجاد الى ان الاستقرار في لبنان يتعزز يوما بعد يوم، املا في تحسن هذا الوضع وذهابه باتجاه التعاون، مشيرا الى ان المقاومة افشلت محاولات العدو في عرقلة استقلاله وسلامه.
مساعدة لبنان على مواجهة العدو
واضاف نجاد: نحن مستعدون لتقديم المساعدة للبنان كي يواجه العدو الصهيوني وتهديداته التي لن تفلح لان اللبنانيين سيفشلون كل المخططات.
وقال الرئيس نجاد ان الشعبين اللبناني والايراني سيكونان بعضهما الى جانب بعض وان ايران ستواصل دفاعها عن غزة وكرامة البلد الشقيق لبنان، ولا يسعني الا ان اتقدم بالشكر الى فخامة الرئيس سليمان على ما يقوم به من مساع حميدة لوحدة لبنان وصمود لبنان امام العدو الصهيوني، كما اشكره على دعوته الكريمة وباذن الله سننظم برامج هذه الدعوة وان شاء الله سنواصل المسار في لبنان للتباحث من اجل المزيد من الازدهار.
وبالعودة الى الوضع الداخلي اللبناني اعلن رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية ان المصالحة المسيحية ـ المسيحية متوقفة الى ما بعد الانتخابات المقررة العام المقبل، مؤكدا في مقابلة مع رويترز ان «المصالحة المسيحية -المسيحية متوقفة اليوم ومن الضروري العمل على ان يكون الجو أهدأ.
اما المصالحة الحقيقية فتحصل بعد الانتخابات حتى تكون فعلا مصالحة مسيحية وبروح مسيحية وألا تكون مصالحة انتخابية فقط لغرض انتخابي».
واضاف ان طرح المصالحة هو مناورة ومزايدة في سبيل احراج سياسي انتخابي، واضاف «اخاف من احداث مثل حدث اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
اغتيال ما في مرحلة ما قبل الانتخابات لتميل موازين القوى لمصلحة معينة».
وقال فرنجية: هذا ما اخشاه لكن الجو الذي نرى انفسنا ذاهبين اليه هو جو انتخابي ومعركة ديموقراطية.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )