حذر محللون أميركيون من أن اعمال القرصنة قبالة الصومال في المستقبل المنظور قد تزداد سوءا ومن غير المرجح ان يتراجع التصاعد السريع في اعمالهم في المدى المنظور.
وقال الخبراء في منتدى بمؤسسة هيريتيج فاونديشن للابحاث ان حكومة الصومال التي تفتقر للفاعلية ضعيفة للغاية وسلطاتها محدودة جغرافيا لكبح جماح اعمال القرصنة والولايات المتحدة قدمت التزامات كثيرة للحكومة الصومالية.
وترجمت تحذيرات الخبراء على الفور باعلان مصادر يمنية بحرية امس أن قراصنة صوماليين خطفوا سفينة شحن يمنية في خليج عدن وطلبوا مليوني دولار فدية لاطلاق سراحها.
وقالت المصادر في ميناء المكلا جنوبي اليمن، ان سفينة الشحن كانت في طريقها من الميناء الى جزيرة سوقطرة في المحيط الهندي عندما تعرضت للخطف في 19 في نوفمبر الجاري وأوضحت المصادر ان القراصنة اقتادوا السفينة الى ميناء «إيل» في منطقة »بونت لاند» التي تتمتع بشبه حكم ذاتي شمالي الصومال.
وتحمل السفينة 570 طنا من الحديد.
وقال مصدر في الشركة ان ثمة مفاوضات جارية بين مالك السفينة، وهو يمني من اصل صومالي، والقراصنة.
في حين قال اندرو موانغورا المسؤول عن دائرة شرق افريقيا في برنامج مساعدة البحارة ان السفينة المخطوفة هي «ام في اماني».
من جانبها، تعهدت المحاكم الاسلامية في الصومال بمحاكمة القراصنة الذين اختطفوا الناقلة السعودية، حتى وان افرجوا عنها، وقالت انها بصدد تكوين قوات خاصة لملاحقتهم.
وصرح الناطق باسم ادارة المحاكم الاسلامية عبدالكريم محمد خيري لقناة «الجزيرة» الفضائية امس بان الناقلة السعودية مثل السفن التجارية المستأجرة للتجار الصوماليين، ونحن مستعدون للتضحية بقواتنا لمعاقبة مختطفيها حتى وان ادى ذلك الى الاشتباك مع القراصنة، مشيرا الى انهم سيمسحون القراصنة من الوجود، في حال تولوا حكم الصومال.
في غضون ذلك قال قائد القوات الاميركية في افريقيا ان الولايات المتحدة تشعر بالقلق من ان القراصنة الصوماليين قد يقيمون علاقات مع جماعات ارهابية لكن لا يوجد دليل على وجود صلة بين الخاطفين وتنظيم القاعدة.
واكد الجنرال وليام وورد في مؤتمر صحافي في كينيا ان المجتمع الدولي يبحث بجدية شديدة موضوع القرصنة لكنه قال انها مسألة معقدة تحتاج الى عمل جماعي شامل.
وقال وورد للصحافين ليس لدي اي ادلة على ان القراصنة لهم صلة مع القاعدة، ربما نتكهن ونفكر في ذلك لكنني شخصيا ليس لدي اي ادلة.
في هذه الأثناء، صرح مسؤول بوزارة الدفاع الالمانية انها تعتزم ارسال 1400 جندي الى القرن الافريقي والبحر الاحمر للتصدي الى عمليات القرصنة البحرية وذلك من خلال مشاركتها في قوات الاتحاد الاوروبي البحرية «اطلنطا» لتأمين منطقة القرن الافريقي وخليج عدن.
وأوضح انه من المقرر أن تشارك المانيا بفرقاطة بحرية تحمل أحدث معدات الاستكشاف والمراقبة والاسلحة ويعمل على متنها 500 جندي بالاضافه الى 900 آخرين من القوات البحرية الالمانية.
ومن المقرر أن يبدأ الاتحاد الأوروبي مهمة لمكافحة القرصنة قبالة السواحل الصومالية في الثامن من ديسمبر المقبل بمشاركة قوات من فرنسا واليونان وهولندا وأسبانيا والبرتغال والسويد وفنلندا والمانيا.
هذا ويعتبر المحللون ان من العقبات امام تقليل اعمال القرصنة، تردد شركات الملاحة في وضع افراد امن مسلحين على السفن والقيود على استخدام القوة من جانب القوات البحرية واحتمال استمرار شركات الملاحة في دفع فدية من اجل الافراج عن السفن المخطوفة.
وقال بيتر فام الخبير بجامعة جيمس ماديسون في الشؤون الافريقية «توجد حلول لكنها بعيدة ولذلك فانه في المدى القصير من المرجح ان يزداد الموقف سوءا قبل ان يتحسن».
وقال كبير المحللين دومينيك دونالد من مؤسسة ايغيس ديفينس سيرفيسيز وهو مقاول أمن انه توجد نحو 14 سفينة حربية اجنبية على الاقل في خليج عدن وبالقرب من الصومال تحاول احباط هجمات القراصنة لكنها لم تكن فعالة.
واعتبر ان قواعد الاشتباك للقوات البحرية تعطي نافذة ضيقة مدتها 15 دقيقة لاستخدام الاسلحة القاتلة ضد القراصنة المشتبه بهم وهو وقت لا يكفي لصد هجوم صومالي.
فيما تشالز دراغونيت من المكتب الأميركي للمخابرات البحرية اشار الى ان شركات الملاحة مترددة في استخدام الحراسة المسلحة أو وضع امن مسلح على متن سفنهم.