بيروت – عمر حبنجر
التخوف واضح في بيروت، من عودة المناحرات السياسية الى مستوياتها السلبية السابقة لاتفاق الدوحة، وقد تبدو لهذه التطورات اكثر من خلفية محلية واقليمية سياسية أو ادارية، الا ان ما لا خلاف عليه بين مختلف الاطراف اللبنانية ان التأزم يتطور بل يزداد كلما سقطت ورقة من رزنامة موعد المحكمة الدولية الناظرة في قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري ورفاقه.
ومن هنا، وبعد تحديد الامين العام للأمم المتحدة الاول من مارس موعدا لانطلاق هذه المحكمة، فإن الاجواء العامة تترقب اياما صعبة من اليوم حتى ذلك الموعد.
واضاف العلامة المرجع محمد حسين فضل الله الى هذه الخلفية موضوع الانتخابات النيابية المقبلة، وقانونها الذي جعل من كل طائفة سجينة دائرتها الخاصة، بعيدا عن العيش المشترك الذي يشعر فيه اللبناني بالاندماج مع اللبناني الآخر.
فضل الله، قال بعد استقباله رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني، بوجوب ان يعمل الجميع كي تكون الانتخابات المقبلة فرصة لاعادة تقييم الاوضاع الداخلية سياسيا وامنيا بما يخدم مصلحة البلد، محذرا من عودة السجال السياسي الى مستوياته السلبية.
وكان اعلان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن تحديد الاول من مارس موعدا لانطلاق المحكمة الدولية وفق ما سبق ان اشارت «الأنباء» اليه شد الاهتمام السياسي في لبنان، وعكس لدى البعض اصرار مجلس الامن ومن خلفه بعض الدول الكبرى وفي الطليعة فرنسا على حماية هذه المحكمة من مؤثرات المصالح الدولية والاقليمية.
وذكرت مصادر في نيويورك ان تقرير المحقق بلمار سيوزع على اعضاء مجلس الامن الاثنين المقبل، على ان يطلع بلمار مجلس الامن في جلسة مغلقة يوم 16 ديسمبر على مسار التحقيقات والخطوات اللاحقة.
ولن يتضمن تقرير بلمار الجديد اسماء متورطين، انما المزيد من المعطيات المتوافرة.
في هذا الوقت، اكد وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير مرة اخرى امس ان المحكمة الدولية هذه خارج المساومة.
مبارك والحريري
وفي غضون ذلك، كان هناك لقاء للرئيس حسني مبارك مع رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري في القاهرة أمس.
وقال الحريري ان الرئيس مبارك جدد دعمه للبنان واستقلاله وسيادته، مؤكدا ان امن لبنان من امن مصر.
الحريري اضاف: اننا سائرون في الانتخابات مهما حصل، ولو كنت انا من الضحايا.
الحريري التقى ايضا الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى يرافقه النواب: باسم السبع، مصباح الاحدب ومحمد الحجار، والنائب السابق غطاس خوري، حيث عرض معهم آخر المستجدات في لبنان والمنطقة، كما التقى موسى النائب اللبناني اكرم شهيب، موفدا من النائب وليد جنبلاط.
وتردد ان مساعد مدير المخابرات المصرية اللواء عمر القناوي قد زار بيروت سرا واجرى محادثات ووجه دعوات، لكن صحيفة اللواء القريبة من تيار المستقبل نفت حصول هذه الزيارة، نقلا عن مصادر مصرية.
ردود الفعل
في غضون ذلك، استمرت ردود افعال الأكثرية النيابية وضمنها قوى 14 آذار على حملات التطاول من قبل البعض على المملكة العربية السعودية.
ووصف رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع التصريح الاخير للوزير السابق سليمان فرنجية حول الاغتيالات بأنه «تصريح سوري بفم لبناني».
ونفى جعجع مجددا ان تكون لدى 14 آذار أي نية لتعطيل الانتخابات المقبلة داعيا الى اخذ كلام فرنجية على محمل الجد.
بدوره سفير المملكة العربية السعودية في بيروت عبدالعزيز خوجة رد على الحملات التي استهدفت المملكة، ولاسيما على لسان سليمان فرنجية، مؤكدا على عدم الدخول في مهاترات لأن المملكة تتعامل مع دول، وترفض الدخول في سجال مع افراد، وقال انهم يحاولون زج المملكة في اسباب انتخابية خاصة.
أما على المستوى المحلي، فقد تداخلت المزايدات الانتخابية والتجاذبات السياسية فاسقط بعضها وأعيد البعض الآخر الى دوامة اللجان وعلق مشروع ضمان الشيخوخة.
مجلس الوزراء: لا تعيينات
في غضون ذلك انعقد مجلس الوزراء مساء امس في بعبدا، ولم تصدر التعيينات المنتظرة.
وزير التنمية الادارية ابراهيم شمس الدين، رد تأخير التعيينات التي تشمل 45% من الجهازين الاداري والقضائي الى التفاهم على آلية التعيينات، رافضا وصف هذه الآلية بمقبرة التعيينات المعطلة منذ ما يزيد على سنتين.
وقال ان تعيينات الفئة الأولى خاضعة للآلية العالقة امام مجلس الوزراء، وأسف لامتناع نائب رئيس الوزراء عصام أبو جمرة عن ترؤس اللجنة التي شكلت للنظر في هذه الآلية، والتي يفترض ان تنطلق بعد اجتماع اللجنة.
وفي معلومات لـ «الأنباء» ان ثمة توجها رسميا لتأجيل التعيينات الشاملة الى ما بعد الانتخابات، وان هذا يعكس عدم توافق وجهتي نظر الرئيسين ميشال سليمان وفؤاد السنيورة، في هذا الشأن.
في هذا الوقت استقبل الرئيس ميشال سليمان وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد في بعبدا امس، حيث اكد الاخير لسليمان مدى تقدير قيادة دولة الامارات له، وهو أثبت حرصه واهتمامه وقوة عزيمته لتهدئة العاصفة التي مرت على لبنان.
ونقل بن زايد الى الرئيس اللبناني رغبة رئيس الدولة الإماراتي في زيارته إلى الامارات من أجل التواصل لما فيه خير الشعب اللبناني والشعب الإماراتي.
ورأى إثر زيارته رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السراي، ان الاوضاع الاقتصادية العالمية سيكون تأثيرها واضحا على مختلف دول العالم ولكن بشكل اساسي على دول المنطقة العربية والخليج لاسباب مباشرة أو غير مباشرة، داعيا الى العمل بجد ووضوح وشفافية لكي ندرك حجم هذه الازمة ونهيئ انفسنا وشعوبنا للاوضاع الاقتصادية القادمة.
بدوره تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري دعوة لزيارة الپاراغواي نقلها وزير الخارجية اليخاندرو فراكنو.
وقال الوزير الپاراغوياني انها زيارة اولى لوفد رفيع الى لبنان، وقد بحثنا في العلاقات بين لبنان والپارغواي والزيارة المقبلة للرئيس بري الى الپاراغواي في ديسمبر المقبل وتعزيز العلاقات الثنائية، ولدينا في الپاراغواي جالية لبنانية كبيرة تشارك في كل نشاطاتنا وتساهم في تطوير البلد، ودرسنا توقيع اتفاقيات بين بلدينا لتقوية هذه العلاقة على كل المستويات، ونأمل تبادل الزيارات بين البلدين على جميع المستويات.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )