تمكنت قوات الكوماندوز الهندية من السيطرة على الوضع في مومباي بعد 3 ايام من المواجهات مع الارهابيين حيث بينت التحقيقات الاولية ارتباط بعضهم بباكستان.
وشهد يوم امس نهجا حاسما اعتمدته وحدات الكوماندوز الهندية في تعاملها مع المسلحين الذين تهاووا امام ضرباتها في فندقي ابروي وتاج محل ومبنى ناريمان هاوس اليهودي.
ودارت اقوى المعارك في المركز اليهودي، حيث اظهرت صور تلفزيونية أفرادا من الكوماندوز وهم يهبطون من فوق مروحيات على سقف المركز ذي الطوابق الخمسة باستخدام الحبال.
100 من الكوماندوز
وحاصر نحو 100 عنصر من الكوماندوز المبنى اليهودي وتمكنوا من فتح ثغرة في جدار الطابق الرابع تمهيدا لاقتحامه كما اظهرت الصور التلفزيونية.
وقامت المروحيات بتوفير غطاء من النيران لتمكينهم من دخول المبنى، حيث دارت اشتباكات اسفرت عن مقتل 5 رهائن اسرائيليين ومسلحين بحسب افادة ديبلوماسي اسرائيلي.
وأبلغ الديبلوماسي التلفزيون الإسرائيلي هاتفيا من المركز الديني اليهودي في مومباي بأنه تم العثور على جثث 5 رهائن بعد أن هاجمت قوات الامن الهندية مسلحين في المركز.
وقال متحدث باسم خدمة الانقاذ الإسرائيلية زاكا انه تم العثور على جثتين اخريين لاثنين من المسلحين.
وقالت القنصلية الإسرائيلية في مومباي إن هناك عددا غير معروف من الإسرائيليين داخـــل مبنى «ناريمان هـــاوس» وفنــــدق «ترايدنت أبروي»، فيما لم يحدد مصير نحوي 30 إسرائيليا آخرين.
وقال السفير الاسرائيلي في الهند انه يعتقد ان المسلحين يحتجزون 6 رهائن اسرائيليين أو أكثر في المركز اليهودي.
وكان قد افرج اول من امس عن 7 رهائن من المركز اليهودي، ولم يتبين ما إذا كان الرهائن جرى تحريرهم أم تمكنوا من الفرار.
وذكر تلفزيون محلي ان قوات الكوماندوز غادرت المركز اليهودي بعد ان انهت العملية، بينما وقع المسلحون بين قتلى ومعتقلين.
كما تمكنت القوات الهندية من السيطرة على فندق ابروي حيث شوهد الرهائن يخرجون محررين.
وقال قائد حرس الامن الوطني الهندي جيه.كيه.دوت للصحافيين إن قوات «فندق ترايدنت أبروي تحت سيطرتنا الآن. لقد جرى إخلاؤه وقتلنا 2 من الارهابيين».
30 جثة من الرهائن
ومشطت الشرطة غرف الفندق واعلنت عثورها على 30 جثة من الرهائن.
وفي وقت سابق، ذكرت شبكة تليفزيون نيودلهي أن قوات هندية توجد داخل فندق أبروي حيث يحاصر قرابة 100 شخص ويعتقد أن مسلحين اثنين يحتجزان 35 شخصا بينهم أجانب.
وبدأت عمليات الإجلاء في فندق «ترايدنت» القريب الذي تملكه أيضا مجموعة «أبروي» بعدما أكدت قوات الأمن عدم وجود مسلحين بداخله.
وشوهدت مجموعات من الأشخاص بينهم الكثير من الأجانب يخرجون من الفندق حيث وضعت أمتعتهم على حافلات.
وفي فندق تاج محل، اظهرت محطات التلفزة نقل جثتين من داخل الفندق لم يتعرف على هويتهما بعد، حيث وردت تقارير تشير الى وجود اكثر من مسلح يتنقلون بين الطابق الاول والثالث بطريقة تنم عن معرفة شديدة بمداخل ومخارج الفندق.
وذكر قائد إحدى وحدات قوات الكوماندوز التي تحاصر المسلحين في تاج محل أنه رأى ما بين 12 و15 جثة في إحدى غرف الفندق.
وأضاف القائد، الذي كان يخفي وجهه بوشاح أسود ويرتدي نظارات شمسية أمام مؤتمر صحافي، «عثرنا على ما بين 12 و15 جثة».
وعثرت قوات الكوماندوز على مال وذخيرة وبطاقة هوية من موريشيوس يعتقد أنها تابعة للمسلحين.
تاج محل
ونقلت وكالة «برس ترست أوف إنديا» للأنباء عن مسؤولين أمنيين قولهم إن سبعة «إرهابيـــين» قتلوا داخل فندق «تاج محـــل» وتم القبض على ثلاثة مسلحين ينتمون لجماعة «عسكر طيبة» المتشددة ومقرها باكستان.
وتتهم جماعة «عسكر طيبة» التي من بين أهدافها استقلال الجزء الخاضع للسيطرة الهندية من إقليم كشمير بتنفيذ الكثير من الهجمات في الهند.
وكانت جماعة مسلحة غير معروفة تسمي نفسها «ديكان مجاهدين» أعلنت مسؤوليتها عن الهجمات في مومباي.
وفيما تشير التحقيقات الاولية الى ارتباط بعض المسلحين بباكستان، صرح متحدث باسم الحكومة الهندية بأن رئيس جهاز المخابرات العسكرية الباكستانية وافق على زيارة الهند لتبادل المعلومات بعد الهجمات التي وقعت في مومباي ونفذها متشددون إسلاميون.
وقال المتحدث باسم رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ أن سينغ كان قد طلب زيارة اللفتنانت جنرال أحمد شجاع باشا عندما اتصل به زعماء باكستانيون في أعقاب الهجوم.
وقال المتحدث الذي طلب عدم نشر اسمه مشيرا الى تقارير تلفزيونية «نؤكد صحة الانباء».
وأضاف أن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني والرئيس الافغاني حامد كرزاي اتصلوا جميعا بسينغ بعد الهجمات.
وكان وزير الخارجية الهندي براناب مخيرجي قال في مؤتمر صحافي امس ان «الادلة الاولية تشير الى تورط عناصر لها علاقات بباكستان».
وحث باكستان على تفكيك البنية التحتية التي تدعم المتشددين.
باكستان المتهمة
ووفقا للتحقيقات أقر 3 من المسلحين الباكستانيين الذين اعتقلتهم القوات الهندية في مومباي أنهم ينتمون إلى جماعة «عسكر الطيبة».
وقالوا ان 12 منهم أتوا إلى الهند على متن سفينة تجارية انطلقت من مرفأ كراتشي متجهة إلى ڤيتنام.
من جانبه، قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي الموجود في الهند «لا تقحموا السياسة في هذه القضية. انها قضية جماعية. نحن نواجه عدوا مشتركا وعلينا ان نتكاتف لنهزم العدو».
ضحايا الاعتداءات
وحول آخر حصيلة لضحايا الاعتداءات، تأكد مقتل ما لا يقل عن 17 من الرعايا الاجانب في هجمات مومباي التي اسفرت عن سقوط اكثر من 158 قتيلا ونحو 380 جريحا.
واكدت وزارة الخارجية الاميركية مقتل اميركيين اثنين في الاعتداءات، كما اعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير امس في بيان مقتل فرنسيين اثنين.1
وقتل خمس رهائن اسرائيليين وقتلت ايضا رهينة من سنغافورة تدعى لو هويي ين (28 عاما)، كما افاد مصدر ديبلوماسي. واكدت وزارة الخارجية البريطانية مقتل بريطاني امس الاول، لكن المتحدث باسم الخارجية رفض اعطاء اي رقم عن عدد الجرحى بين الرعايا البريطانيين.
وفي طوكيو، اعلنت شركة «ميتسوي ماروبيني» للغاز المسال مقتل احد موظفيها اليابانيين ويدعى هيساشي تسودا (38 عاما).
من جهتها، اكدت متحدثة باسم الخارجية الالمانية امس الاول مقتل احد الرعايا الالمان مشيرة الى ان اخرين جرحوا.
وبين القتلى الاجانب ايضا مواطن ايطالي يدعى انطونيو دي لورنزوا كما ذكرت وزارة الخارجية.
الى ذلك قتل استراليان في الهجمات، احدهما يدعى دوغ ماركل (71 عاما) وهو نائب سابق عن منطقة سيدني بحسب مالكولم ترنبل رئيس الحزب الليبرالي الاسترالي المعــارض.
وقبل ذلك اعلنت السلطات الاسترالية مقتل استرالي اخر يدعى بريت تايلور (49 عاما) واخيرا قتل كندي في الاعتداءات كما اكد وزير الخارجية الكندي لورانس كانون.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )