بعد أقل من 24 ساعة على انتهاء الأحداث الدامية في عاصمة المال الهندية مومباي، رفع وزير الداخلية شيفراج باتيل ومستشار الامن القومي ام كا نارايانان الهنديان استقالتيهما إلى رئيس الوزراء مانموهان سينغ والذي قبل على الفور استقالة وزير الداخلية ورفض استقالة مستشار الامن الدولي وتوقع احد مساعدي رئيس الوزراء توالي استقالات «اعضاء كبار في الحكومة» لاحقا.
وفي معرض تقديم استقالته، قال وزير الداخلية الهندي، إنه يتحمل «المسؤولية الأخلاقية» لهجمات مومباي التي اسفرت عن سقوط نحو مئتي قتيل ونتائجها.
وكان باتيل أعرب عن استعداده لتقديم استقالته خلال اجتماع للجنة العمل بحزب «المؤتمر الوطني الحاكم» من منطلق «المسؤولية الاخلاقية» عن الهجمات.
وصرحت جايانثي ناتاراغان المتحدثة باسم الحزب الذي يقود التحالف التقدمي المتحد الحاكم قائلة: «نعم، تحمل شيفراج باتيل المسؤولية الاخلاقية وقرر الاستقالة».
وأضافت: «تتعامل الحكومة مع ما حدث في مومباي بجدية شديدة والشيء الاهم هو حماية بلادنا ومواطنيها».
ونقلت «وكالة أنباء الهند الآسيوية» عن راميش تشينيثالا رئيس حزب المؤتمر قوله إن رئيس الوزراء مانموهان سينغ قبل استقالة باتيل وتم نقل مسؤولياته إلى وزير المالية بي تشيدامبارام.
ورئيس الوزراء يتولى مهام وزير المالية في الوقت الحالي.
وحملت زعيمة حزب المؤتمر سونيا غاندي ورئيس مجلس الوزراء الهندي مانموهان سينغ مسؤولية الفشل الاستخباراتي الفادح في قضية هجمات مومباي لأن وزارة الداخلية لم تكن على علم او اطلاع باحتمال حدوث هجمات إرهابية في مومباي.
وفي سياق متصل، نقلت الصحف الهندية عن أجهزة الاستخبارات امس أن رجلا موقوفا في مومباي روى للمحققين أن منفذي الهجمات كانوا جميعهم باكستانيين تدربوا على يد جماعة عسكر طيبة الإسلامية المتطرفة وأوضحت هذه المصادر أن أجمل امير كمال (21 عاما) هو الرجل الوحيد المسلح الذي القي القبض عليه من بين منفذي الهجمات، وقد تم استجوابه في مومباي.
وأكد الرجل أيضا أن المهاجمين وصلوا إلى مومباي على متن قوارب مطاطية، قادمين من سفينة كبرى تمت السيطرة عليها في وقت سابق وقتل طاقمها بحسب المصادر نفسها.
وتشتبه أجهزة مكافحة الإرهاب الأميركية أن مجموعة متمركزة في كشمير قد تكون جماعة عسكر طيبة دبرت اعتداءات مومباي على ما أفاد احد مسؤوليها.
وقال هذا المسؤول طالبا عدم كشف اسمه ان «بعض المعلومات التي تم جمعها حتى الآن تشير في اتجاه كشمير»، محذرا في الوقت نفسه من انه «من المبكر استخلاص استنتاجات نهائية».
واوضح ان «الامر يتخطى كون بعض خصائص الاعتداءات تطابق نوع العمليات التي قامت بها في الماضي مجموعات قادمة من كشمير».
وقال ان «الاهتمام يصب في الوقت الحاضر على عسكر طيبة» الجماعة الاسلامية المتطرفة المتمركزة في باكستان والتي تنشط ضد السيطرة الهندية في كشمير، ومن ابرز العمليات التي قامت بها الهجوم على البرلمان الهندي العام 2001 ما اثار توترا بين البلدين الجارين كاد يقودهما الى حرب جديدة.
تحذير تاج محل
الى ذلك قال رئيس مجموعة فنادق «أبيروي» و«ترايدنت» الهندية أن غالبية الضحايا في الفندق في مومباي سقطوا في الساعة الأولى للهجمات يوم الأربعاء الماضي مشيرا الى أنه سيستخدم حراسا مسلحين لحماية الفندق في المستقبل.
في غضون ذلك أعلن رئيس مجموعة فنادق تاتا التي تملك فندق «تاج» في مومباي أنه كان قد شدد الإجراءات الأمنية غداة تلقيه تحذيرات من احتمال وقوع هجمات ارهابية ولكنها لم تكن كافية.
وقال رئيس مجموعة الفنادق راتان تاتا في حديث الى قناة «آي بي إن - سي إن إن» الهندية إنه تلقى تحذيرات من احتمال استهداف الفندق في مومباي فشدد الاجراءات الأمنية مؤقتا.
وقال «المثير للسخرية في هذه المسألة أننا تلقينا تحذيرات وأخذنا تدابير أمنية» لافتا الى أن الفندق بدأ التخفيف من حدتها قبيل الهجمات.
لكنه شرح أنه حتى لو ابقت ادارة الفندق على التدابير ما كان ذلك ليحول دون دخول الارهابيين اليه.
واضاف «كانوا يعرفون ما يفعلونه ولم يدخلوا من المدخل الرئيسي حيث تتركز كل تدابيرنا الأمنية. لقد خططوا لكل شيء وأول عمل قاموا به هو قتل كلب بوليسي وسائسه ثم دخلوا من المطبخ».
مستوى الحرب
في غضون ذلك قال وزير بالحكومة الهندية امس إن بلاده ستكثف الإجراءات الأمنية في البلاد وعلى حدودها لتصل إلى «مستوى الحرب» عقب هجمات في مومباي وقال سريبراكاش جايسوال وزير الدولة للشؤون الداخلية «ستزيد إجراءاتنا لمستوى الحرب نحن نطلب من حكومات الولايات زيادة الأمن لمستوى الحرب».
وقالت الهند امس الاول إن لديها دليلا على تورط باكستان في هجمات مومباي من جانبها حذرت باكستان الهند من التسرع في إلقاء تبعة الهجمات الإرهابية الأخيرة في مومباي على إسلام آباد، مهددة بسحب قواتها من منطقة القبائل والبدء في نشر جنودها على الحدود بين البلدين اذا ما تفاقمت الأمور بشكل اكبر.