عواصم ـ أحمد عبدالله
اكد وزير الخارجية الهندي براناب موخرجي ان بلاده لاتفكر في القيام بعمل عسكري ضد باكستان كرد على الهجمات التي تعرضت لها مدينة مومباي الاسبوع الماضى.
الا ان موخرجي قال في تصريحات بثتها شبكة «سي.ان.ان» الاخبارية عقب اجتماع للحكومة الهندية ان حكومته طلبت من باكستان رسميا تسليمها زعماء العناصر التي تتهمها الهند بتنفيذ هجمات مومباي التي اسفرت عن مقتل اكثر من 200 شخص.
واشار الى ان الهند مازالت «بانتظار الرد الباكستاني» على طلب تقدمت به لتسليمها عدد من هؤلاء المطلوبين عقب الهجوم على البرلمان الهندي عام 2001.
وكانت الحكومة الهندية قد استدعت امس الاول السفير الباكستاني في نيودلهي وابلغته بأن الهجمات الارهابية التي تعرضت لها مدينة مومباي «نفذتها عناصر من باكستان، وطالبته بالتزام بلاده بتعهدها المقدم في السادس من يونيو 2004 والقاضي بعدم السماح باستخدام أراضيها منطلقا لأعمال إرهابية ضد الهند.
وطالبته بتسليم «العقل المدبر للإرهاب» داود إبراهيم ومولانا مسعود أزهر وزعيم جماعة عسكر الطيبة الكشميرية حافظ محمد سعيد.
من جانبها عرضت باكستان على الهند تشكيل لجنة مشتركة للتحقيق في قضية الهجمات وأوضح وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، أنه يجب على باكستان والهند تشكيل آلية مشتركة لمكافحة الارهاب وتحسين العلاقات بينهما وتخفيف حدة التوتر الراهن بعد أحداث مومباي.
من جهته رفض رئيس الحكومة الباكستانية يوسف رضا جيلاني الاتهامات الهندية وطالب نيودلهي بتقديم الاثباتات التي تفيد بأن المهاجمين باكستانيون.
وقال جيلاني لشبكة «سي.ان.ان» الأميركية ان «الهند اعطت بعض الاسماء مضيفة انهم ينتمون لمجموعات محددة، لكن ذلك ليس اثباتا كافيا، واذا اعطت نيودلهي الاثباتات اللازمة فسوف تتعاون اسلام اباد الى ابعد الحدود».
على صعيد آخر، افادت وسائل الاعلام الأميركية بأن واشنطن كانت قد حذرت الهند في شهر اكتوبر الماضي من امكانية تعرض فنادق وشركات في مومباي لهجمات من البحر.
وكشفت شبكتي «سي.أن.أن» و«أي.بي.سي» الأميركيتان الإخباريتان أن أجهزة الاستخبارات الأميركية أبلغت الهند في أكتوبر الماضي بإمكانية وقوع هجوم من البحر ضد أهداف في مومباي.
وقالت شبكة «اي.بي.سي» ان المسؤولين الأميركيين ابلغوها بأن أجهزة الأمن الاميركية تلقت الرقيقة الالكترونية (سيم) داخل الهواتف المحمولة للارهابيين الذين قتلوا خلال الهجوم على مومباي وان الاجهزة الاميركية فرغت الذاكرة الالكترونية للرقائق ورصدت كل الارقام التي جرى الاتصال بها، حيث تبين ان اغلب هذه الأرقام في باكستان بالفعل وان بعضا منها داخل الولايات المتحدة.
وقال المسؤول للمحطة ان هذه الرقائق تضمنت «ثروة من المعلومات».
وقالت المحطة ان المخابرات الهندية التقطت بدورها مكالمة هاتفية في 18 نوفمبر أجراها احد قادة جماعة عسكر طيبية التي تطالب باستقلال كشمير من منزله في باكستان وكشفت خلالها عن قرب وقوع هجوم ضد أهداف هندية عن طريق البحر.
وقد سلمت المخابرات الهندية نسخة من شريط تسجيل المكالمة الى المخابرات المركزية لتعقب الرقم عن طريق وكالة الأمن القومي.
وفي سياق متصل، قال زعماء الأقلية المسلمة في الهند إنهم لا يريدون دفن المسلحين الذين قتلوا في الهجمات على مومباي في مقابر المسلمين.
واضاف هؤلاء أنه لا يجوز اعتبار المسلحين القتلى مسلمين صالحين لأنهم سلكوا مسلكا يناقض تعاليم الدين الإسلامي.