بيروت ـ عمر حبنجر
السياسة في لبنان لم تلتزم بعطلة العيد، بل كانت المعايدات الرسمية فرصة للمزيد من الكلام في القضايا المطروحة، واهمها زيارة العماد ميشال عون الى سورية التي انتهت الاحد الماضي لتستمر تداعياتها في بيروت الى ما لا نهاية، الى جانب الاثارات المترددة لموضوع تعديل اتفاق الطائف الذي رفضه رئيس مجلس النواب نبيه بري ضمنا ولم يلبث ان انضم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى موقف بري عبر تصريح ادلى به في دار الفتوى بعد تقديمه التهاني بالعيد لمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني.
وقال السنيورة ان الكلام عن تعديل اتفاق الطائف الذي صار جزءا من الدستور الآن ليس في مصلحة لبنان على الاطلاق.
اتفاق الطائف
واضاف: اعتقد ان اللبنانيين جميعا توافقوا فيما بينهم على ان اتفاق الطائف كان اتفاقا عمل من اجله اللبنانيون، وكان بوابة الوفاق فيما بينهم، وبالتالي الكلام الذي يجري بين الحين والآخر حول تعديل الطائف امر ليس فيه مصلحة على الاطلاق، وهذا لا يعني ان اتفاق الطائف في وقت لاحق بعد ان تهدأ النفوس وتكون هناك مصلحة ان يصار الى النظر فيه، لكن هذا ينتظر الظروف والاوضاع الملائمة، وعلى اي حال ليس الآن مجال ووقت بحث هذا الموضوع وليس فيه مصلحة على الاطلاق، ونحن نأمل ان تستمر المصالحات في البلد.
اما على الجانب الآخر من الصورة المتصل بزيارة العماد عون الى سورية، فقد واصلت قوى 14 آذار حملتها على الزيارة وعلى التصريحات التي صدرت عن عون خلالها، فيما آثر فريق 8 آذار الصمت ربما ليرد العماد عون شخصيا على الحملة المضادة.
زيارة انتخابية
فقد اكد عضو كتلة المستقبل النيابية النائب هادي حبيش ان زيارة عون الى سورية تأتي ضمن الانتخابات النيابية، لافتا الى ان عون حسم خياره مع التحالف السوري ـ الايراني.
واذ اعتبر حبيش ان عون ارتكب «خطأ تاريخيا» بزيارته، شدد على ان هذا الموضوع تحدده صناديق الاقتراع.
وفي تصريح لموقع القوات اللبنانية الالكتروني، قال ان مواقف عون منذ 2005 شكلت تغطية لكل الاعمال التي قام بها النظام السوري.
بدوره، شدد منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار د.فارس سعيد على ان طرح مسألة مسيحيي الشرق هو اولا واخيرا شأن الكنيسة.
القفز فوق المشاكل
وصف الوزير القواتي طوني كرم زيارة عون الى سورية بالانتخابية، واضاف ان الجنرال عون معتاد القفز فوق المشاكل من موقع الى موقع آخر، وانه جاء بمنزلة هدية كبرى للسوريين، لهذا كلما كبروا حجمه كبروا حجم حلفائهم.
واعتبر ان ما يجري جزء من محاولات للرجوع السوري الى لبنان بمعزل عن تصريحات المسؤولين السوريين التي تقول العكس.
تسليح الشبان
وقال: نحن لسنا بحاجة لمن يساعد رئيس الجمهورية ليرى كيف سيبني العلاقات او يصححها، واذا استدعت الحاجة المساعدة فلا اظن ان العماد عون سيقدمها.
من جانبه حذر النائب مصباح الاحدب من تسليح وتدريب بعض الشبان في طرابلس، وعن تعديل الدستور قال: نرى ونسمع من يطالب بتعديل الدستور من سورية، وكأنه يطالب بدعم سوري لتعديله.
وقال ان ابناء طرابلس يراهنون على مؤسسات الدولة الامنية ويرفضون الميليشيات التي يحاول البعض تنظيمها في المدينة تحت شعار مقاومة اسرائيل.
قائد القوات اللبنانية سمير جعجع سيتحدث عن مجمل التطورات، خاصة زيارة عون الى سورية مساء اليوم عبر اخبارية المستقبل.
البعث يرد على جنبلاط
من جهته، خرق الامين القطــري لحزب البعث في لبنــان فايــز شكــر جدار الصمت حيال ردود فعل الاكثرية علــى زيــارة عــون، وشــن هجومــا علــى قوى 14 آذار مركزا على النائــب وليــد جنبــلاط، مشيدا في الوقت ذاته بما حصل في السابع من مايو في بيروت والجبل.
واصفا ذلك اليوم بأنه يوم غير عادي في روزنامة الايام، حيث اعاد اللبنانيون الامور الى نصابها بعدما عطلوا سلاح الفتنة المدعوم من اميركا واسرائيل.
اتصالات مهنئة بعيد الأضحى
من جهة اخرى، تلقى رئيس المجلــس النيابــي نبيه بري سلسلــة من الاتصالات المهنئة بعيد الاضحى، ومن ابرز المتصلين رئيس الجمهورية العمــاد ميشــال سليمــان، رئيــس الحكومة فؤاد السنيورة، رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون والبطريرك الماروني نصرالله صفير ورئيس المجلس الاعلى اللبناني ـ السوري نصري خوري وقائد الجيش العماد جان قهوجي.إلى ذلك انتقل الرئيس ميشال سليمان إلى الأردن امس استكمالا للزيارات التي بدئها منذ انتخابه رئيسا وبدعوه من ملك الأردن عبد الله. وهذه الزيارة تأتي بعد جولة قام بها سليمان الى كل من دمشق المملكة العربية السعودية القاهرة والمانيا.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )