بيروت ـ عمر حبنجر
في بيروت، اعتقاد بأن الدخول الرئاسي الفرنسي المباشر على خط العلاقات اللبنانية ـ السورية وما أدلى به الرئيس ساركوزي من اعتبار انفتاحه على سورية مخاطرة كبيرة، موجه الى الرأي العام الفرنسي، بقدر ما هو موجه الى المنطقة، وانه يمهد من جهة ثانية الى الزيارة القريبة للرئيس ساركوزي الى لبنان في الأسبوع الثاني من يناير، وربما شملت زيارته سورية، اذا لمس استجابة من دمشق لمتطلبات تحسين العلاقة من وجهة نظره.
وسيلتقي ساركوزي الرئيس ميشال سليمان ويتفقد الوحدة الفرنسية في الجنوب، وسيجري أيضا بحث ترتيبات زيارة الرئيس سليمان الى باريس يومي 16 و17 مارس المقبل.
وقال ساركوزي في خطابه بمناسبة الذكرى الستين للإعلان عن شرعة حقوق الإنسان: ان فرنسا أقدمت على قرار ينطوي على مجازفة عندما مدت يدها الى سورية، مشيرا الى انه أبدى ثقته بالرئيس بشار الأسد وانه ليس نادما على ذلك، على رغم ان حقوق الانسان في سورية عرضة للانتهاك، ورأى ان اليد الممدودة الى سورية انعكست إيجابا على صعيد الوضع في لبنان الذي شهد انتخابات رئاسية، وان العمل جار الآن على تبادل العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.
استياء من الأداء الفرنسي
وفي معلومات مصادر لبنانية قريبة من أجواء السفارة الفرنسية ان مواقف ساركوزي الدفاعية عن خطوته تجاه سورية جاءت ردا على تقارير تعكس استياء شخصيات لبنانية وفرنسية من «تسرع ساركوزي» حيال سورية.
وتقول مصادر المعلومات
لـ «الأنباء» ان هذه الشخصيات ليست مرتاحة لأداء السياسة الفرنسية التي لم تعد تضع لبنان على اقائمة أولوياتها، الأمر الذي لن يتبدل باتجاه العودة الى الاهتمام الفرنسي الأساسي بلبنان إلا إذا كانت الإدارة الأميركية الجديدة ستبقي على الملف اللبناني بين الملفات الرئيسية التي ستركز اهتماماتها عليها، وقد عبر أحدهم عن خيبة أمله من أكثر من عنوان: فقد ثبت ان السوريين بارعون جدا في المناورة السياسية، وقد فكوا الحصار الخارجي الذي كان مفروضا عليهم وحصلوا على ما يريدون من الانفتاح الفرنسي دون ان يعطوا الرئيس ساركوزي أي أمر نوعي أو ذي شأن على مختلف الأصعدة التي ركزت عليها المطالب الفرنسية من النظام السوري.
وثبــت أيضــا ان قــوى 14 آذار لا تجيد المناورة وتفتقر الى التعليم والتخطيط السياسي خلافا لما هي عليه أوضاع قوى 8 آذار وسورية وإيران.
وأضاف هؤلاء ان دوائر القرار في فرنسا باتت على شبه يقين من استحالة ان يقدم السوريون للفرنسيين كل ما كانوا يتوقعون الوصول إليه سواء بفك الارتباط السوري ـ الإيراني أم بتحقيق خطوات متقدمة في المفاوضات السورية ـ الاسرائيلية أم بما طلبه ساركوزي حيال الأوضاع اللبنانية وتصحيح العلاقات اللبنانية ـ السورية.
وان الفرنسيين باتوا على قناعة بأنه لا مجال لإحراز أي تقدم إلا بعد ان تنطلق السياسات الخارجية الاميركية وتتضح صورة التوجهات الاسرائيلية التي ستطلق مع ولادة الحكومة الاسرائيلية العتيدة.
الى ذلك وبعد عودته من دمشق زار رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون رئيس الجمهورية ميشال سليمان امس في بعبدا واطلعه على نتائج محادثاته في دمشق.
عون وفي نهاية لقائه صرح من بعبدا بانه «لا تناقض بيني وبين رئيس الجمهورية بصورة عامة وتاريخي معروف ولكل منا تاريخه».
وأوضح ان «اذا كانوا يعتبرون ان زيارتي لسوريا تضعف من شعبيتي فليستفيدوا منها».
بيد انه على خط النتائج المحتملة لزيارة العماد عون الى سورية، وعد الرئيس بشار الأسد العماد عون باقفال ملف الموقوفين والمعتقلين في سورية، وتعهد له بالاشراف شخصيا على إيجاد المخرج القانوني عبر اصدار مراسيم عفو رئاسية عن الموقوفين الذين يفوق عددهم الخمسين شخصا، كما ذكر مصدر في «المعارضة»، لصحيفة الحياة، مع الاشارة الى ان أكثر من مصدر سوري أكد مرارا بأن لا معتقلين لبنانيين لدى سورية.
المصدر لم يتحدث عن معتقلين سياسيين لبنانيين بين هؤلاء، وقال انه سيكون للعماد عون دور في عملية انتقالهم الى بيروت وان تلعب اللجنة اللبنانية ـ السورية المشتركة دورا إعلاميا في جلاء مصير المحكومين والمفقودين.
أبوجمرة يرد على المفتي!
في هذا الوقت استمرت دعوات الفريق العوني لتعديل اتفاق الطائف وفي هذا السياق رد نائب رئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبوجمرة على ما اورده مفتي لبنان د.محمد رشيد قباني في خطبة عيد الأضحى المبارك: «ان اللبنانيين جميعا توافقوا فيما بينهم على ان اتفاق الطائف كان اتفاقا عمل من أجله اللبنانيون»، فقال أبوجمرة ان شريحة كبيرة من اللبنانيين رفضت الاتفاق المذكور نتيجة رفض تعديل بعض بنوده لتتناسب الصلاحيات مع المقامات، ما ادى الى نفي حكومة العماد ميشال عون العسكرية وتعرض المؤيدين لها للملاحقة والتعذيب والسجن طيلة 15 عاما، كما لابد من التذكير بأن الاتفاق فرض بقذائف الطائرات والمدافع والدبابات.
من جهة اخرى، وصل الى بيروت بعد ظهر امس الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر قادما من باريس يرافقه وفد اميركي، في اطار زيارة رسمية تستمر اربعة ايام يلتقي خلالها كبار المسؤولين اللبنانيين.
وكان في استقباله في مطار بيروت سفيرة الولايات المتحدة في لبنان ميشال سيسون ومدير المراسم في وزارة الخارجية اللبنانية السفير جورج سيام.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )