واشنطن ـ أحمد عبدالله
قدم معهد الدراسات الاميركي «بروكينجز انستتيوت» مجموعة اقتراحات حول السياسة التي ينبغي ان تتبعها الادارة المقبلة تجاه ايران.
وتأتي هذه الدراسة في سياق نقاشات مكثفة تشهدها العاصمة الاميركية في الوقت الراهن حول هذه القضية.
وفيما تتباين المواقف التي تتبناها اطراف ذلك النقاش فان تلك الاطراف تدعو الى بدء تفاوض شامل مع طهران حول قضايا الخلاف بين البلدين.
وقالت دراسة «بروكينجز» التي صدرت الاسبوع الماضي ان تلك المفاوضات ينبغي ان تمضي في خطوط منفصلة يتعلق كل منها بقضية واحدة من قضايا الخلاف على ان تخضع تلك العملية التفاوضية متعددة المستويات لاشراف مبعوث رئاسي خاص يعمل في اطار وزارة الخارجية.
وقالت الدراسة ان على الادارة المقبلة ان تقيم علاقات ديبلوماسية على مستوى منخفض بهدف تحقيق فهم افضل لآليات عمل السياسة الايرانية ومراكز اتخاذ القرار في طهران.
وبشأن هذه النقطة الاخيرة قالت الدراسة ان على ادارة الرئيس اوباما «ان تتعامل مع الدولة في ايران ككائن واحد بدلا من محاولة كسب تيار على حساب تيار آخر».
واضافت ان اي مقاربة جديدة تجاه ايران يجب ان ترتكز على الاعتراف بانه لن يحدث تحرك بشأن القضايا الاساسية محل الخلاف بين ايران والولايات المتحدة دون موافقة مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامئني.
دعوة عاجلة
وفيما دعت بعض الاصوات في واشنطن الى التمهل في بدء حوار مع الايرانيين حتى ينتهوا من انتخاباتهم الرئاسية فان دراسة «بروكينجز» رفضت ذلك قائلة «سيتعين على ادارة الرئيس باراك اوباما ان تبدأ بسرعة وبحزم عملية التفاوض فور توليها المسؤولية بدلا من الانتظار حتى موعد الانتخابات الرئاسية الايرانية في يونيو المقبل».
ليست حلاً سحرياً
وتحذر الدراسة من توقع نتائج سريعة او انتقال سلس من التوتر الراهن الى المرحلة التالية.
وتضيف بهذا الشأن «ان المفاوضات لا تستبعد حدوث توتر وربما مواجهة. انها ليست حلا سحريا لكل المشكلات. على الرغم من ذلك فان التفاوض سيوضح للايرانيين ان الاحساس بالمسؤولية والتصرف المنضبط هما امران يحققان للايرانيين فوائد اكبر من السلوك الراديكالي».
غير ان برنامج «بروكينجز» للتعامل مع ايران ليس البرنامج الوحيد الذي يوضع الآن على اعتاب الرئيس الاميركي المقبل.
فهناك دعوات اخرى تتراوح بين الاستعداد لضرب ايران في لحظة بدء المفاوضات معها ـ طبقا لورقة اصدرتها مجموعة من الباحثين من بينهم المسؤول السابق دينس روس والتفاوض دون شروط ومع الاستبعاد الكامل لاستخدام القوة ـ طبقا لورقة اخرى اعدتها مجموعة من الباحثين من بينهم وين وايت المسؤول السابق عن الاستخبارات في وزارة الخارجية والقبول بايران نووية كما دعا القائد السابق للمنطقة العسكرية الوسطى الجنرال جون ابي زيد.
الا ان هناك من يرى ان جميع الخيارات المطروحة لم تعد مجدية في وقف التقدم الايراني نحو الحصول على القنبلة النووية.
فقد قال السفير الاميركي السابق جون بولتون في ندوة عقدت الجمعة الماضية في واشنطن ان العالم خسر بالفعل معركته لوقف ايران عن امتلاك السلاح النووي وان المفاوضات لن تجدي والحل العسكري لم يعد واردا اذا لم يحدث قبل 20 يناير المقبل كما ان العقوبات لن تؤثر.