اعلن القراصنة الصوماليون الذي يحتجزون منذ سبتمبر سفينة شحن اوكرانية تنقل حمولة من الاسلحة ان طاقم السفينة حاول التمرد عليهم وهو مهدد بعقاب شديد.
وقال احد القراصنة في اتصال هاتفي اجرته معه وكالة فرانس برس على متن السفينة «فاينا» ان «بعض افراد الطاقم اساءوا التصرف.
حاولوا مهاجمة اثنين من عناصرنا الاثنين».
وتابع المتحدث من دون ان يكشف اسمه «هذا غير مقبول، انهم يتعرضون لعقوبات شديدة» مضيفا «قد يكون بعضهم يشعر بالاحباط ونحن ايضا، لكن رجالنا لم يلجأوا مرة الى العنف، هذا استفزاز».
وهدد القراصنة الصوماليون الاحد بفسخ الاتفاق الذي تم التوصل اليه من اجل الافراج عن السفينة واتهموا مالكيها بالمماطلة لتأخير دفع الفدية المطلوبة.
وسيطر الخاطفون على سفينة الشحن الاوكرانية التي تحمل 33 دبابة من طراز تي-72 سوفييتية التصميم وقاذفات صواريخ وبطاريات مدفعية مضادة للطائرات ونحو 14000 قطعة ذخيرة، في 25 سبتمبر قبالة السواحل الصومالية وخطفوها مع طاقمها المؤلف من 21 بحارا هم 17 اوكرانيا وثلاثة روس ولاتفي.
ويقوم جدل حول وجهة الاسلحة اذ تؤكد كينيا انها كانت موجهة اليها فيما افادت مصادر ديبلوماسية في المنطقة بأنها كانت موجهة في الواقع الى حكومة الحكم الذاتي في جنوب السودان.
من جهة اخرى دشن الاتحاد الاوروبي امس عمليته العسكرية البحرية قبالة السواحل الصومالية وخليج عدن لمحاربة ظاهرة القرصنة.
وذكر قائد عملية (يونافور الصومال) الادميرال البريطاني فيليب جونز في مؤتمر صحافي ان لتلك العمليات ثلاثة اهداف رئيسية الاول هو مرافقة سفن برنامج الاغذية العالمي التي تنقل مساعدات انسانية الى الصومال وخاصة الى ميناء مقديشيو.
وقال ان الهدف الثاني هو توفير قدر من الحماية لجميع السفن التي تبحر قبالة السواحل الصومالية بينما الثالث يتمثل في السعي الى توفير مستوى من المراقبة ضد اعمال القرصنة في تلك السواحل وردعها.
واضاف ان «القراصنة في تلك المنطقة ينتهجون اساليب متغيرة حيث يتبعون تكتيكات مختلفة ونحن عازمون على ردعهم لذلك يجب ان نكون سريعي الحركة واليقظة لهم».
وأعرب عن تفاؤله بنجاح تلك العملية قائلا «انها اول عملية بحرية للاتحاد الاوروبي وانا اول قائد لها وهي فرصة مثيرة وانا مستعد لهذا التحدي مع الفرق التي تحت امرتي في قاعدة (بورثوود) ببريطانيا».
وتأتي عملية (يونافور الصومال) التي تشارك فيها ثماني دول هي بلجيكا واسبانيا وفرنسا واليونان وهولندا وبريطانيا والسويد فيما ستنضم اليها البرتغال وفقا لقرارات مجلس الامن الدولي 1814 و1816 و1838 و1846 الخاصة بمحاربة القرصنة على السواحل الصومالية.
وتحل تلك العملية محل عمليات حلف شمال الاطلسي (ناتو) التي من المقرر ان تنتهي في منتصف الشهر الجاري.
بدوره قال المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا امس الاول إنه سيتم السماح للسفن الحربية الأوروبية بإطلاق النار على القراصنة الذين يتم اكتشاف قيامهم باختطاف سفن تجارية قبالة السواحل الصومالية.
ووصف سولانا العمل في هذه المهمة بأنها «شديدة جدا» قائلا إنها ستتمتع «بكل الإجراءات الضرورية لتحقيق التفويض الممنوح لها».
وردا على سؤال حول ما إذا كانت مثل هذه القواعد تتضمن احتمالية إطلاق النار على القراصنة الذين يتم اكتشافهم قال سولانا «نأمل في ألا يكون ذلك ضروريا».