بيروت ـ عمر حبنجر
مازالت ردود الفعل مستمرة على زيارة العماد ميشال عون الى دمشق وتداعيات مواقفه المناهضة لاتفاق الطائف، والقول ان الاتفاق وقع تحت قصف الراجمات والمدافع والدبابات.
العماد عون زار قصر بعبدا واطلع الرئيس ميشال سليمان على زيارته الى دمشق مؤكدا ان لا تناقض بينه وبين رئيس الجمهورية حول موضوع زيارته الى سورية.
اللقاء الوطني المسيحي
العماد عون وضع اعضاء اللقاء الوطني المسيحي الذي زاروه في الرابية امس في اجواء زيارته الى سورية، وقال النائب السابق مروان ابوفاضل بعد اللقاء ان الرسالة الأساسية من هذه الزيارة هي ان المسيحي متجذر في هذه الأرض ولن يهاجر منها وان العمل سيكون تحت هذا العنوان.
وقال ردا على سؤال ان الانتخابات المقبلة ستدل على ما اذا كانت شعبية العماد عون قد انخفضت.
الوزير السابق وديع الخازن اعتبر ان العماد عون وبلقائه رئيس الجمهورية اثبت انه رجل دولة يحترم الدور الرئاسي في الرعاية الخارجية لشؤون لبنان، فرغم كل الحملة والضجيج اللذين واكبا زيارته لسورية جاءت خطوته هذه لتؤكد مسيرة اصلاح العلاقات السورية ـ اللبنانية على خلفيات لا علاقة لها بالمصلحة المشتركة للبلدين، كما انها جاءت بمنزلة الرد على من اعتبروها خروجا على ارادة الدولة.
في غضون ذلك، قال رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع ان لديه معلومات بأن وزيرا في الحكومة الحالية قد هدد برسالة هاتفية مباشرة جاءته على دفعتين من مصدر مجهول.
وقال جعجع «لاخبارية المستقبل» اني اتهم سورية حتى اشعار آخر.
وعلمت «الأنباء» ان الوزير المقصود هو ممثل الكتائب في الحكومة وزير السياحة ايلي ماروني.
واعرب جعجع عن خوف سياسي اعتراه تجاه العماد عون جراء زيارته لدمشق وتساءل ماذا تغير في الوضع اللبناني بعد الزيارة؟ لا شيء.
الى ذلك أعلن نائب بيروت عن المستقبل عاطف مجدلاني وردا على مطالبة العماد عون بتعديل الدستور عبر تعديل اتفاق الطائف، قال ان التعديل يتطلب موافقة أغلب اللبنانيين، اما النائب فؤاد السعد (اللقاء النيابي الديموقراطي) فقد اعتبر ان التعديل خطير جدا.
هذا وسيعقد مجلس الوزراء اجتماعا استثنائيا يوم السبت في قصر بعبدا عشية توجه الرئيس سليمان الى الأردن صباح الأحمد في زيارة عمل ليوم واحد.
بدوره، قال الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر انه سيجري عملية تقويم للوضع ليرى ما اذا كان مركزه المتخصص بمراقبة الانتخابات سيراقب الانتخابات المقبلة في لبنان.
وردا على سؤال حول امكان اجتماعه بأحد من حزب الله قال: كما فهمت ان مسؤولين عدة في حزب الله قالوا في السابق انهم لن يجتمعوا مع اي رئيس او رئيس سابق للولايات المتحدة، وحتى الآن لا اعرف انما اجتمعت مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وقادة في لبنان، واعرب عن املي ان تسير عملية التبادل الديبلوماسي بين لبنان وسورية على أكمل وجه.
وزير الداخلية زياد بارود قال ان الرئيس كارتر الذي وصل الى بيروت مساء الثلاثاء، لم يطلب الاشراف على الانتخابات النيابية في لبنان، بل انه يريد ان يبقى جزءا من مواكبة الانتخابات كما يحصل في عدد من الدول.
وقال بارود: اننا ننظر الى هذا الموضوع بعين ايجابية، لكن من يقرر في النهاية هو مجلس الوزراء، مشيرا الى انه بصدد الإعداد لتنظيم متكامل لمواكبة الانتخابات ولمراقبتها محليا، معتبرا من جهة ثانية ان من مصلحة لبنان ان يفتح ابوابه لأي مراقبة جدية في هذا المجال، واعدا ان تمارس وزارته الحياد الكامل تجاه كل الفرقاء، وردا على سؤال قال ان التنسيق الأمني بين لبنان وسورية لم يتوقف حتى في ذروة الخلافات، ومن مصلحة البلدين ان يكون هناك تنسيق وتبادل للمعلومات على مستوى الجرائم والحالات الارهابية.
الرئيس كارتر زار مقر القوات الدولية في جنوب لبنان امس، حيث التقى قادتها.
وفي تصريح له امل ان تجرى الانتخابات النيابية المقبلة بنزاهة، لافتا بعد لقائه الرئيس سليمان الى امكانية عودته الى لبنان بصفته رئيسا لمركز كارتر لمتابعة مجريات الانتخابات النيابية في مايو المقبل.
من جهة أخرى، وفي سياق أجواء المصالحة كشفت عضو المكتب السياسي في تيار «المردة» فيرا يمين ان اللقاء بين رئيس التيار سليمان فرنجية والبطريرك الماروني نصرالله صفير اصبح قريبا وليس هناك من عراقيل تحول دون حصوله بل مجرد تضارب بالمواعيد بين فرنجية والبطريرك.
ورأت يمين في حديث مع تلفزيوني ان استقبال سورية الكبير لرئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون هو اعتراف سوري بالتمثيل الحقيقي الكبير لعون، معتبرة ان النتيجة الأهم من هذه الزيارة ان اللبناني ارتاح والمسيحيين في المنطقة ارتاحوا عندما ارتاح المسيحي في لبنان، مشيرة الى ان المكسب الحقيقي لعون هو ان القائد حين يتصرف يتكئ على ثقة شعبه به، وبالتالي الشعب الواثق والمطمئن اصبح اكيدا من قرارات قائده.
ورأت يمين ان الفريق الآخر كان سيقول ان عون غش اللبنانيين لو قام بالزيارة الى سورية بعد الانتخابات، مؤكدة من ناحية اخرى ان زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي الى سورية اضفت الكثير من الطمأنينة لعودة التنسيق بين لبنان وسورية.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )