قال الرئيس الاميركي جورج بوش ان الارهاب يواصل فرض تحديات خطيرة، كما شهد العالم في تفجيرات مومباي الاخيرة، متوعدا قادة تنظيم القاعدة وخاصة زعيمها اسامة بن لادن ونائبه ايمن الظواهري بمواجهة «ضغوط مكثفة تدفعهما للبقاء تحت الارض للنجاة بحياتيهما».
وحدد بوش توصياته لحماية الولايات المتحدة بعد انتهاء ولايته الرئاسية، داعيا الى المضي في انتهاج سياسة نشطة لمكافحة الارهاب وابقاء الضغط على الدول التي يعتبرها خطرة ومواصلة تحديث الجيش الاميركي.
وفي خطاب دافع فيه عن ثماني سنوات من سياسته العسكرية الطابع، تجنب بوش التوجه مباشرة في توصياته الى خليفته باراك اوباما الذي يتسلم مهامه بعد 42 يوما.
واختار بوش مدرسة ويست بوينت العسكرية الشهيرة في ولاية نيويورك ليعلن انه يترك «اساسات صلبة يستطيع الرؤساء المقبلون والقادة العسكريون الاميركيون البناء عليها».
وكرر بوش ما سبق له قوله مرارا طيلة سنوات حكمه حول الارهاب وجهوزية الجيش الأميركي لمواجهته، مؤكدا انه سيأتي يوم يواجه فيه بن لادن والظواهري العدالة التي يستحقانها.
وقال بوش مدافعا عن سياسته «ان الجيش الاميركي بات اليوم اقوى واكثر استعدادا لمواجهة التهديدات التي تحدق بشعبنا مما كان عليه قبل ثماني سنوات».
وشهدت سنوات حكم بوش اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر وحربين في العراق وافغانستان وحربا اخرى اشمل هي الحرب على الارهاب.
ولكي تكون الولايات المتحدة قادرة على الدفاع عن نفسها اعتبر بوش ان عليها ان تكون «هجومية» ودافع عن مبدأ الحرب الوقائية المطبقة في العراق وعن الوسائل الموضوعة في ايدي قوات الامن لمحاربة الارهابيين، وهي وسائل موضع جدل كبير.
ودعا بوش الى المضي في اجراء تحولات على الجيش الاميركي والى دعم الحلفاء في حربهم ضد الارهاب.
ودافع بوش عن مبدأ مهاجمة العدو قبل تلقي ضربة جديدة منه، كما دافع عن «التغيرات الكبيرة التي ادخلت على استراتيجيتنا العسكرية وعلى جيشنا نفسه».
ووجه تحية الى وزير الدفاع الاميركي السابق دونالد رامسفيلد وهو شخصية تثير الجدل الكبير في الولايات المتحدة.
واضطر بوش الى الاقرار بان المعركة «كانت اطول واكثر صعوبة مما كان متوقعا» في العراق وبانها لاتزال «صعبة» في افغانستان وان نشر الديموقراطية عملية تبقى بطيئة.
واضاف ان الولايات المتحدة زادت مستوى تشاركها في المعلومات الاستخبارية مع الدول الحليفة حول العالم ووفرت دورات تدريبية لدعم جهود مكافحة الاهاب في دول عدة منها الفلبين واندونيسيا والاردن والسعودية «وهؤلاء الشركاء قدموا اسهامات ضخمة في الحرب ضد الارهاب».
واشاد الرئيس الأميركي بقيام السعودية بقتل او القاء القبض على المئات من ناشطي القاعدة «كما قامت وحدات مكافحة الارهاب في بلدان مثل المانيا والدنمارك وتركيا وبريطانيا باختراق العديد من الشبكات الارهابية».
واوضح ان احد التحديات الكبرى يتمثل في مساعدة البلدان الحليفة على السيطرة على مناطق واسعة من اراضيها لا تحظى بتواجد امني او سيطرة فعالة حاليا «وهي مشكلة تتجلى في باكستان حيث اصبحت المناطق المتاخمة للحدود الافغانية ملاذا لمقاتلي القاعدة وطالبان».
وقال ان الحكومة الباكستانية تبذل جهودا للقضاء على الارهاب غير ان المسؤولين الأميركيين اوضحوا بجلاء لاسلام آباد وعواصم اخرى ان الولايات المتحدة «ستقوم بما هو ضروري لحماية القوات الأميركية والشعب الأميركي» في اشارة للهجمات الصاروخية التي تشنها قوات بلاده على مناطق باكستانية انطلاقا من الاراضي الافغانية.
وأوضح بوش أن المنطقة الموجودة على الحدود الباكستانية - الافغانية والتي تستخدمها حركة طالبان وتنظيم القاعدة للتخطيط لشن هجمات إرهابية والاعتداء على القوات الأميركية وقوات التحالف في أفغانستان تعد «احد أهم التحديات التي نواجهها» في قتال الإرهاب.
وقال بوش «المشكلة أكثر وضوحا في باكستان حيث تمثل المناطق المحاذية للحدود الأفغانية موطنا لمقاتلي طالبان والقاعدة».