رحب مسؤول أميركي بارز بعرض البرتغال استضافة بعض سجناء معتقل غوانتانامو في محاولة لمساعدة الولايات المتحدة على اغلاق المعتقل المثير للجدل.
ووصف جون بلينجر المستشار القانوني لوزيرة الخارجية الأميركية ـ في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي امس ـ الخطوة البرتغالية بأنها «أول شرخ «في جبهة الرفض الأوروبي لمساعدة واشنطن في اغلاق المعتقل.
وأصر بلينجر على أن الولايات المتحدة ترغب في اغلاق المعتقل ولكنها بحاجة لمساعدة من الدول الأوروبية لتحقيق هذا الهدف.
وقال المسؤول الأميركي «إنني مدرك أكثر من أي شخص آخر الشعور الشعبي في أوروبا القائل بأن هذه مشكلة أميركية، فلماذا يجب على أوروبا مساعدتها، ولكننا نحاول اغلاق غوانتانامو منذ فترة طويلة ونحن نريد المساعدة للقيام بذلك».
وفي سياق آخر، أفاد تقرير جندي جرى الاستشهاد به أمام محكمة جرائم الحرب الأميركية في غوانتانامو أمس الأول بأن المدعى عليه الكندي عمر خضر كان مدفونا تحت أنقاض مجمع قصف عندما ألقى شخص ما قنبلة أسفرت عن مقتل جندي أميركي في أفغانستان.
وأثارت هذه الرواية الشكوك فيما إذا كان خضر الذي كان آنذاك يبلغ من العمر 15 عاما والمتهم بقتل الجندي الأميركي كريستوفر سبير ألقى القنبلة التي قتلت سبير خلال معركة في يوليو عام 2002 عند ما يشتبه في أنه مجمع لتنظيم القاعدة في أفغانستان.
ويريد محامو الدفاع عن الجندي الذي قدم روايته عن المعركة الإدلاء بشهادته في محاكمة خضر في 26 يناير بالقاعدة البحرية الأميركية في خليج غوانتانامو بكوبا.
وناقش المحامون قائمة الشهود أمام المحكمة بالرغم من أنهم يأملون أن يغلق الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما محاكم غوانتانامو قبل بدء محاكمة خضر.
وقال اللفتنانت كوماندور وليام كوبلر المحامي العسكري لخضر «لا أعتقد أن إدارة أوباما تريد بحق أن تكون أول أعمالها الرسمية أن تصبح أول إدارة في تاريخ الولايات المتحدة ترأس محاكمة طفل بتهم تتعلق بجرائم الحرب».
وكان خضر يبلغ من العمر 15 عاما عندما ألقت القوات الأميركية التي دخلت المجمع بعد انتهاء القصف الجوي القبض عليه.
وكان سبير في المقدمة وأصيب بقنبلة ولكن الروايات لما حدث بعد ذلك اختلفت بشكل كبير.
ووفقا لتقرير من أطلق النيران خلال الحادث كان خضر جالسا ويتحرك عندما أطلق عليه جندي أميركي الرصاص من الخلف معتقدا أنه ألقى القنبلة التي أصابت سبير.
ولكن جنديا آخر تم تعريفه في وثائق المحكمة بأنه الجندي رقم اثنين قدم للمحققين العسكريين رواية مختلفة عما رآه عندما دخل المجمع.
وذكرت وثيقة معتمدة على تقرير الجندي الثاني للمحققين العسكريين «كان الحطام يغطي خضر لدرجة أن الجندي الثاني وقف فوقه دون قصد واعتقد أنه يقف على شرك لأن الأرض لم تكن صلبة».
«انحنى لازالة الحطام ومعرفة ما تحته واكتشف أنه يقف على شخص وأن خضر كان يتظاهر بالموت فيما يبدو».
وقال المحامي كوبلر إن الصور التي التقطت توضح كومة من الحطام من السقف المنهار كما توضح الحطام وهو يبعد ليظهر تحته خضر ووجهه إلى أسفل.
وتابع أن الصور التي لم تعرض علنا «توضح تماما أن عمر خضر لم يكن بوسعه إلقاء القنبلة اليدوية التي قتلت الجندي سبير».
ويريد محامو الدفاع أيضا استدعاء للشهادة جنود أميركيين آخرين قالوا للقوات الأميركية إنهم كانوا يلقون أيضا قنابل في ذلك الوقت مما يشير إلى أن سبير ربما قتل بنيران صديقة.
وولد خضر في تورونتو وهو ابن لأحد الممولين المزعومين لتنظيم القاعدة كما أنه أحد اثنين من سجناء المعتقل الذين ألقى القبض عليهم وهم قصر وهم متهمون بجرائم أقصى عقوبة لها تصل إلى السجن مدى الحياة.
وقال خضر إنه تعرض لانتهاكات وجرى تهديده باغتصابه وهو في الحجز الأميركي في أفغانستان وفي غوانتانامو.
وذكر الإدعاء أن سن خضر قد تكون عنصرا مخففا عند النطق بالحكم ولكنه واثق من أن الأدلة ستوضح أنه نفذ الجرائم الموجهة إليه عن عمد.
وأدلة الادعاء تتضمن شريط ڤيديو لخضر وهو يصنع ويزرع متفجرات على الطريق في أفغانستان.
وأضاف الإدعاء أنه مستعد للذهاب للمحكمة في يناير.
ويذكر ان أوباما الذي يتولى رئاسة اميركا في 20 يناير المقبل وقال إنه يود أن ينقل محاكمات غوانتانامو إلى محاكم مدنية أو عسكرية عادية.
ولم يحدد كيف سيجرى التعامل مع قضية خضر و61 آخرين ينتظرون بالفعل محاكمتهم في محاكم أقامتها إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش لمحاكمة السجناء الأجانب بتهم متعلقة بالإرهاب والتي أدانها نشطاء مدافعون عن حقوق الإنسان وحكومات أجنبية.